إسرائيل تغلق الزنازين عقب وفاة المعتقل الفلسطيني خضر عدنان

تل أبيب - أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، تشديد الحراسة على السجون في أعقاب وفاة المعتقل الفلسطيني خضر عدنان، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، مهددة باقي المعتقلين بتشديد الإجراءات.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "أجرى وزير الأمن القومي إتمار بن غفير، ومفوضة مصلحة السجون جوندر كاثي بيري، تقييما للوضع بعد وفاة القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، نتيجة إضرابه عن الطعام داخل السجون الاسرائيلية منذ 87 يوما.
أضافت "في نهاية تقييم الوضع تقرر رفع المستوى الأمني في السجون وإغلاق الزنازين أمام خروج ودخول المعتقلين الفلسطينيين لمنع أعمال الشغب والاضطرابات".
وأفادت الصحيفة بأن "الوزير بن غفير أمر بإبلاغ الإرهابيين في السجون بأنهم إذا بدأوا إضرابا عن الطعام أو أعمال شغب، فسيتم التضييق عليهم".
ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون إسرائيل نحو 4900 معتقل، بينهم 31 أسيرة، و160 تقل أعمارهم عن 18 عاما، وأكثر من 1000 معتقل إداري، بلا تهمة أو محاكمة أو تحديد مدة الاعتقال، وفق معطيات هيئة شؤون الأسرى (حكومية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء أن حالة من الاستنفار الشديد تسود سجن عوفر الذي يقع قرب بلدة بيتونيا غرب رام الله، وذلك بعد مواجهة أحد الأسرى لسجان على خلفية وفاة الأسير خضر عدنان.
وأضاف نادي الأسير، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم، أن "إدارة السجن أطلقت قنابل الغاز تجاه الأسرى، ما أسفر عن إصابة عدد منهم بالاختناق".
وقررت الحركة الأسيرة في سجن عوفر إرجاع جميع الوجبات وإغلاق جميع الأقسام طوال النهار.
في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان عن "وفاة معتقل أمني متهم بارتكاب جرائم إرهابية ومضرب عن الطعام منذ 5 فبراير 2023".
وقالت "وجد المعتقل (خضر عدنان) الذي رفض الخضوع لفحوصات طبية وتلقي العلاج الطبي، فاقدا للوعي في زنزانته في وقت مبكر من الصباح".
وأضافت أنه "أجريت له عملية الإنعاش القلبي الرئوي وتم نقله خلالها إلى مستشفى أساف هاروفيه (وسط) حيث أعلن عن وفاته".
وعقب إعلان وفاة عدنان أطلق مسلحون فلسطينيون عددا من الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المناطق الإسرائيلية، وقال شهود عيان إنهم شاهدوا "رشقة من الصواريخ تم إطلاقها من القطاع باتجاه إسرائيل في غلاف قطاع غزة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان تفعيل الإنذار في منطقة كيبوتس سعد" القريبة من حدود غزة، وقال إن 3 صواريخ أطلقت من القطاع سقطت في منطقة غير مأهولة في النقب الغربي جنوبي إسرائيل.
وبثت حركة الجهاد الاسلامي خبر وفاة خضر عبر إذاعة القدس التابعة لها. وقال القيادي في الحركة ماهر الأخرس للإذاعة "إن الفصائل الفلسطينية لن تسكت عن هذه الجريمة، ويجب ان يدفع الاحتلال الثمن على هذه الجريمة".
كما قالت الحركة في بيان إن "القائد الشيخ خضر عدنان 'أبوعبدالرحمن' الذي ارتقى شهيداً في جريمة يتحمل الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة والمباشرة عنها، فالاحتلال الصهيوني الذي اعتقله وتنكر لمعاناته، ومارس بحقه أبشع الجرائم مستخدماً أدواته القذرة من محاكم زائفة وأجهزة أمن إرهابية ونيابة عسكرية مجرمة، سيدفع ثمن هذه الجريمة".
وعدنان (45 عاما) معتقل لدى إسرائيل منذ أوائل فبراير، وقد خاض إضرابه عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الاداري، وأعلن عن وفاته وهو في سجن الرملة.
أما حركة حماس الإسلامية الحاكمة في قطاع غزة فحمّلت "الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن اغتيال القائد خضر عدنان".
وأكدت على لسان الناطق باسمها حازم قاسم أن "الاحتلال وحكومته الفاشية حتما سيدفعون الثمن ... ولا بد من ملاحقتها على جرائمها".
وفي رام الله، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن "الاحتلال الإسرائيلي وإدارة سجونه نفذوا جريمة اغتيال متعمدة بحق" عدنان.
وبحسب اشتية تم ذلك من خلال "رفض طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقائه في زنزانته رغم خطورة وضعه الصحي".
من جانبه، حمّل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إسرائيل "المسؤولية الكاملة".
وقال الشيخ عبر حسابه على تويتر إن عدنان "استشهد ... نتيجة الإهمال والاعتقال القسري".
وفقا لفارس فإن خضر عدنان "أول فلسطيني يستشهد نتيجة إضرابه عن الطعام وتجاهل مطالبه من قبل سلطات الاحتلال".
وأكدت عدة مؤسسات فلسطينية وفاة 237 فلسطينيا وهم رهن الاعتقال في السجون الاسرائيلية.
بحسب مصلحة السجون الإسرائيلية، اعتقل عدنان عشر مرات قضى خلالها فترات متفاوتة وسبق أن خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام انتهى بالإفراج عنه.
في وقت سابق الأسبوع الماضي أكدت زوجته رندة موسى أن زوجها أضرب عدة مرات أثناء اعتقاله.
وأشارت إلى أنه "يرفض أي مدعمات والخضوع للفحوص الطبية فهو في زنزانة وفي ظروف اعتقال صعبة للغاية".
وبحسب الزوجة "رفضوا (الجانب الإسرائيلي) نقله إلى مستشفى مدني ورفضوا السماح لمحامية بزيارته".
لكن طبيبة من منظمة أطباء لحقوق الإنسان زارت عدنان في المعتقل قبل أيام.
وحذرت المنظمة من أن عدنان "يواجه الموت الوشيك" وهناك حاجة "لنقله إلى المستشفى على وجه السرعة".
وشرحت المنظمة في بيان وزعته الإثنين وضع عدنان مشيرة إلى أن "يتحرك بصعوبة ولديه صعوبة في الحديث، يبدو شاحبا وضعيفا ومنهكا بشكل خطير".
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن عدنان كان قد كتب وصيته بعد ان استشعر قرب وفاته بسبب الإضراب.
وكتب عدنان في الوصية "يا شعبنا الأبي أبعث لكم هذه الوصية تحية ومحبة، وكلي ثقة برحمته تعالى، ونصره وتمكينه، هذه أرض الله ولنا، فيها وعد منه إنه وعد الآخرة".
وأضاف "لا تيأسوا فمهما فعل المحتلون، وتطاولوا في احتلالهم وظلمهم، وغيهم، فنصر الله قريب، ووعده لعباده بالنصر والتمكين أقرب".
وطلب من عائلته بأن لا تسمح "للمحتل بتشريح جسدي وسجوني قرب والدي".