إسرائيل تغتال نبيل قاووق المسؤول الكبير في حزب الله

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه قتل نبيل قاووق المسؤول الكبير في حزب الله اللبناني في ضربة جوية السبت على ضاحية بيروت الجنوبية، فيما تم انشال جثة الأمين العام للحزب حسن نصرالله وسط توقعات بوفاته جراء صدمة حادة من قوة الانفجار.
ونعى حزب الله قاووق في بيان صحافي الأحد أوردته الوكالة الوطنية للاعلام قال فيه "تزف قيادة حزب الله إلى شعب المقاومة وأمة المجاهدين، وإلى الحوزات العلمية في لبنان والخارج العلامة المجاهد الشيخ نبيل قاووق الذي نال وسام الشهادة الإلهية الرفيع إثر غارة صهيونية غادرة في منطقة الشياح".
وأضاف "لقد تولى الشيخ الشهيد العديد من المسؤوليات التنظيمية في وحدات حزب الله المختلفة جديرا بالأمانة التي حملها، عالما رساليا ومجاهدا كبيرا وكان موجودا بشكل دائم في ساحات الجهاد قريبا من المجاهدين في الخطوط الامامية وقضى عمره الشريف في ميادين الجهاد والعطاء والتضحية".
ووفق بيان الجيش الإسرائيليي فإن قاووق، العضو في المجلس المركزي لحزب الله، استهدف "وتم القضاء عليه" السبت، غداة مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في غارة إسرائيلية عنيفة.
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي "كان قاووق يعتبر مقربا من كبار قادة حزب الله، وشارك بشكل مباشر في هجمات إرهابية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، حتى في الأيام الأخيرة".
وأضاف الجيش أنه انضم إلى حزب الله في الثمانينيات، وشغل منصب نائب رئيس ثم رئيس منطقة جنوب لبنان في المجلس التنفيذي، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي. وكان "يعتبر مصدرا مهما للخبرة في مجاله".
وذكر الجيش، أنه ظهر في وسائل الإعلام في مناسبات عديدة لـ"تمثيل حزب الله أمام المجتمع الشيعي، وكان يدلي بتصريحات تتناول المجالات السياسية، والعسكرية والاستراتيجية."
وأكّد حزب الله، حليف حركة حماس في حربها مع إسرائيل، السبت مقتل أمينه العام حسن نصرالله في غارة جوية إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وقال مصدر طبي وآخر أمني لرويترز اليوم الأحد إنه تم انتشال جثة الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله من موقع الهجوم الجوي الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت وإنها سليمة.
ولم يذكر بيان حزب الله لتأكيد مقتل نصرالله السبت كيف قُتل أو موعد جنازته، لكن المصدرين قالا إن جثته لم تكن بها جروح مباشرة ويبدو أن سبب الوفاة صدمة حادة من قوة الانفجار.
ونعى حزب الله اليوم الأحد رسمياً القيادي على كركي (أبو الفضل)، الذي قتل في الغارة الإسرائيلية على حارة حريك برفقة حسن نصرالله بالغارة، التي استهدفت الجمعة الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأضاف البيان "لقد تولى الحاج أبو الفضل القيادة منذ 1982، وقاد وشارك في كافة المواجهات مع إسرائيل منذ عام 2000، وفي حرب 2006، كان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها في جبهة الإسناد منذ الثامن من أكتوبر عام 2023 حتى مقتله".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مقتل القيادي في حزب الله اللبناني علي كركي بالغارة التي استهدفت، الجمعة، الضاحية الجنوبية في بيروت.
وكركي هو الرجل الثالث وقائد الجبهة الجنوبية في الحزب، يعتبر أرفع قائد عسكري، وهو عضو فيما يعرف باسم "المجلس الجهادي"، وهو الجناح العسكري والأمني لحزب الله.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد عين نصرالله، علي كركي خلفا لفؤاد شكر (الحاج محسن) الذي اغتيل بغارة إسرائيلية في يوليو الماضي.
وكان كركي يشغل منصب قائد الجبهة الجنوبية في الحزب اللبناني، وحاولت تل أبيب اغتياله في فبراير من العام الجاري بقصف سيارة في مدينة النبطية، لكنه لم يكن في السيارة المستهدفة.
ويعتبر كركي شخصية مهيمنة وقوية في الحرب ضد إسرائيل بحكم موقعه كمسؤول عن القطاع الجنوبي الذي يأتي منه قسم كبير من مقاتلي الحزب.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد أعلن "القضاء على حسن نصر الله وعلي كركي وعدد آخر من القادة في الحزب".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "سيواصل استهداف كل من يروج ويتورط في أعمال إرهابية ضد مواطني إسرائيل".
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 33 قُتلوا في ضربات إسرائيلية على لبنان السبت مما رفع عدد قتلى الأعمال القتالية التي نشبت في الثامن من أكتوبر إلى أكثر من 1670 من بينهم 104 أطفال.
وأضافت الوزارة في وقت سابق أن أكثر من ألف قُتلوا في لبنان وأُصيب أكثر من ستة آلاف في الهجمات الإسرائيلية التي وقعت على مدى الأسبوعين المنصرمين. ولم تحدد عدد المدنيين والمقاتلين من بين القتلى والمصابين.
وزاد التصعيد من مخاوف توسع نطاق الصراع بما يخرج عن السيطرة باحتمال اجتذاب إيران الداعم الرئيسي لحزب الله وكذلك الولايات المتحدة أقرب حليف لإسرائيل.
وعقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت محادثات في وقت متأخر من مساء السبت بشأن توسيع محتمل للحملة العسكرية الإسرائيلية على الجبهة الشمالية وفقا لما ذكره مكتبه.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة، التي بدأت بعد هجوم مقاتلي حماس وفصائل أخرى على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
صرح رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الأحد بأن بلاده لا خيار أمامها سوى الخيار الدبلوماسي.
كما قال زياد المكاري وزير الإعلام اللبناني بعد جلسة لمجلس الوزراء اليوم الأحد إن الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل لا تزال "مستمرة".
وقال المكاري خلال مؤتمر صحافي بعد الجلسة "ليش ما بدنا وقف إطلاق نار؟! أكيد (نريد ذلك) ... الكل بيعرفوا أن رئيس وزراء العدو (إسرائيل) بنيامين نتنياهو راح (إلى نيويورك) على أساس يوقف إطلاق النار وطلع القرار باغتيال السيد حسن نصرالله من مبنى الأمم المتحدة. فمعروف مين بده وقف إطلاق نار ومين ما بده وقف إطلاق النار".
وأضاف المكاري "أكيد الجهود الدبلوماسية مستمرة. رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) ما عم بيقصر أبدا في هذا الموضوع، إنما الوضع ما انه (ليس) بالسهولة اللي أنتم عم تفكروا بيها".
وقال بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي، وهو أكبر رجل دين مسيحي في البلاد، في كلمة خلال قداس إن اغتيال إسرائيل للأمين العام لجماعة حزب الله "جاء... ليفتح جرحا في قلب اللبنانيين".
ووجه الراعي من قبل انتقادات لحزب الله واتهمه بجر لبنان للصراعات في المنطقة.
لكنه قدم اليوم تعازيه وقال "نبدي مشاعر التعزية الشخصية لعائلة ولبيئة السيد حسن نصرالله، نسأل الله لها الصبر والعزاء".
وأضاف "نسأل الله أن يمنحنا هبة السلام وأن يضع حدا للحرب بالمفاوضات والطرق الدبلوماسية. فالحرب تدمر المنازل وتهجر أهلها وتقتل. إن كل الأطراف خاسرون ومغلوبون".
ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
وقال "المجتمع الدولي مطالب بإيقاف دورة الحرب والقتل والدمار عندنا تمهيدا لإحلال السلام العادل الذي يضمن حقوق كل شعوب المنطقة ومكوناتها".
وترسانة حزب الله محور خلاف ونقطة حساسة في المشهد اللبناني منذ فترة طويلة في بلد شهد من قبل حربا أهلية.
ويقول معارضون ومنتقدون لحزب الله إن الجماعة جرت منفردة البلاد لصراعات وقللت من شأن الدولة.
وتوعدت جماعة حزب الله في بيان بمواصلة "جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
كما توعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأحد بأن مقتل نائب قائد عمليات الحرس الثوري عباس نيلفوروشان إلى جانب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بضربة جوية إسرائيلية الجمعة في ضاحية بيروت الغربية "لن يمر بدون رد"، وفق بيان نشر على موقع الوزارة.
وجاء في البيان أن "هذه الجريمة الشنيعة للكيان الصهيوني الغاصب لن تمر بدون رد وسيستخدم الجهاز الدبلوماسي أيضا كل قدراته السياسية والدبلوماسية والقانونية والدولية لملاحقة المجرمين وداعميهم".
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن رئيس مجلس الشوري الإيراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف قوله اليوم الأحد إن فصائل المقاومة ستواصل مواجهة إسرائيل بمساعدة إيران، وأضاف "لن نتردد في الذهاب إلى أي مستوى من أجل مساعدة المقاومة... الولايات المتحدة متواطئة في كل هذه الجرائم... وعليها أن تقبل العواقب".
وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأحد إن بكين تعارض أي انتهاك لسيادة لبنان وحثت جميع الأطراف وخاصة إسرائيل على تهدئة الوضع على الفور ومنع اتساع الصراع أو "حتى الخروج عن السيطرة".
وأضافت أن الصين "تعارض وتندد بكل عمل يضر بالمدنيين الأبرياء وتعارض أي خطوة تؤدي إلى تفاقم الصراع".