إسرائيل تغتال قياديين بارزين بالجماعة الإسلامية في شرق لبنان

بيروت - نعت الجماعة الاسلامية في لبنان المقربة من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اثنين من قيادييها في بيان الجمعة، قضيا بضربة اسرائيلية في شرق البلاد، في وقت يتواصل التصعيد منذ أيام عند حدود لبنان الجنوبية بين اسرائيل وحزب الله، وسط توتر أمني في مخيم عين الحلوة إثر مقتل فلسطيني بإطلاق نار على يد مسلحين.
وقالت الجماعة الاسلامية في بيانها إن كلا من مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف قتلا "خلال تأديتهما لواجبهما الجهادي ... بغارة صهيونية غادرة استهدفتهما في البقاع الغربي".
وكان مصدر أمني قال في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية إن "كادراً في الجماعة الاسلامية قتل بقصف طائرة مسيرة استهدفت سيارته على طريق ميدون" في منطقة البقاع الغربي في شرق لبنان.
وفي الوقت نفسه، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية حصيلة أعلى، مشيرةً إلى سقوط قتيلين "في استهداف العدو لسيارتهما" في المنطقة البعيدة عن المناطق التي يتم تبادل القصف فيها عادةً.
وأعلن الجيش الاسرائيلي من جهته في بيان أن "طائرةً تابعة له قصفت وقضت على مصعب خلف في منطقة ميدون في لبنان"، واصفاً إياه بأنه "إرهابي بارز في منظمة الجماعة الاسلامية، نفّذ عدداً كبيراً من الهجمات الإرهابية ضدّ إسرائيل".
وهذه هي المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل استهداف عضو في "الجماعة الإسلامية" في لبنان على رغم مقتل أعضاء في التنظيم في غارات استهدفت أعضاء من حركة حماس في لبنان.
وبعيد ذلك، تبنى حزب الله في بيان قصف موقعين عسكريين اسرائيليين في شمال اسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا" وذلك "رداً على اعتداءات العدو...وخصوصا الاغتيال الجبان".
وللجماعة الإسلامية في لبنان جناح عسكري معروف باسم "قوات الفجر" تبنى شنّ عمليات ضد إسرائيل منذ بداية الحرب في قطاع غزة.
ومنذ بدء التصعيد قبل أكثر من ستة أشهر، أعلنت الجماعة الإسلامية مسؤوليتها عن عدة هجمات شنت من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل تشمل "عمليات مشتركة مع حماس" بحسب قيادي في الجماعة طلب عدم الكشف عن هويته.
وفي 24 مارس، نجا القيادي في الجماعة الإسلامية محمد عساف من غارة استهدفت بلدة الصويري في شرق لبنان، حسبما أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي الثاني من يناير، قضى اثنان من أعضائها مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري في ضربة إسرائيلية استهدف شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتأسست الجماعة الإسلامية في لبنان في مطلع الستينيات وتنتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين وحسن البنّا الفكرية.
ومنذ اليوم الذي أعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله والدولة العبرية القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
ويعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها". ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات لمقاتلين قرب الحدود وقياديين ميدانيين.
ومنذ بدء التصعيد، قُتل في لبنان 382 شخصا على الأقلّ معظمهم عناصر في حزب الله، وفق حصيلة أعدّتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 11 عسكرياً وتسعة مدنيين.
في موازاة ذلك توتر الوضع الأمني داخل مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب) إثر إقدام مسلحين على قتل فلسطيني بإطلاق النار عليه من رشاش حربي خلال وجوده عند مفرق سوق الخضراوات بالمخيم.
وسجل انتشار لمسلحي حركة "فتح" و"الشباب المسلم" في أحياء المخيم. وأفيد بأن عائلة القتيل تنتمي إلى حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني.
وأدانت القيادة السياسيّة الفلسطينية الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا، اغتيال عبد سرحان، مؤكّدة على تسليم القاتل إلى الجهات الأمنية اللبنانية المختصّة.
ويُذكر أنّ الوضع داخل المخيّم يشهد في الآونة الأخيرة حوادث إطلاق نار وقنابل يدويّة متفرّقة. وتخوّف مسؤول فلسطينيّ أن تكون هذه الحوادث مفتعلة، لصرف الأنظار عن حرب غزّة.
من جهة أخرى، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي ببيروت الجمعة إنه "على رغم كل الاعتداءات التدميرية التي يقاسيها أهلنا في الجنوب منذ أكثر من 200 يوم بسبب العدوان الإسرائيلي وارتفاع أعداد الضحايا وحرق المحاصيل والمجازر البيئية، لا تزال همجية القتل تتعاظم جرائمها كأننا أضحينا ساحة مشرعة للاعتداء".
وأضاف "نقدر عالياً الجهود التي يقوم بها أصدقاء لبنان من رؤساء ومرجعيات دولية لإيجاد حلول للوضع اللبناني". وتابع "نثمن عالياً كل حراك ومسعى لتقريب وجهات النظر وإقامة علاقات ثقة ومبادرات حوارية بين القوى السياسية، ونتمنى النجاح لكل مسعى خير"، وإذ شكر لـ"سفراء الخماسية على جهودهم ومحبتهم للبنان"، قال "لكن علينا أن نكون جميعاً على مستوى محبة هذا الوطن".
كما تطرق ميقاتي لملف النازحين السوريين فقال إن "هناك زخماً لمعالجة هذا الموضوع بطريقة تؤكد احترامنا لحقوق الإنسان، وهدفنا حتماً ليس تعريض أحد للخطر، بل حماية وطننا وتطبيق القوانين المرعية الإجراء على جميع المقيمين على الأراضي اللبنانية كافة. وكل من تتوافر فيه شروط الإقامة على الأراضي اللبنانية، تقدم له تسهيلات له بكل دراية، فهناك تعاون مع المؤسسات الدولية في هذا الإطار وتعاون مع سوريا وفق ما تقتضيه القوانين المرعية".
حذر من "خطر الإمعان بإطلاق توصيفات وتحذيرات لعرقلة عودة النازحين طوعاً وإعادة المحكومين والنازحين غير الشرعيين منهم إلى سوريا، في حجة عدم وجود مناطق آمنة". وقال "نسأل المجتمع الدولي عن أخطار تحول لبنان إلى مناطق آمنة للنازحين، وغير آمنة للبنانيين، وهذا ما يرفضه جميع اللبنانيين من منطلق وطني حفظاً للاستقلالية الكيانية للوطن".
وأضاف ميقاتي "زرت باريس واجتمعت بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحثنا الوضع في الجنوب وملف النازحين السوريين وانتخابات الرئاسة ومساعدة الجيش. وكانت أجواء الاجتماع إيجابية، وهناك تفهم لما طرحناه، وسيعقد قريباً مؤتمر لدعم الجيش بدعوة من إيطاليا وفرنسا".
وتابع "في موضوع الجنوب كانت هناك ورقة فرنسية مطروحة للبحث، وكان للبنان رد عليها، وخلاصة الرد أننا لا نريد أن تكون هناك أي مسألة مطروحة خارج إطار تنفيذ القرار 1701 واستعداد لبنان لتنفيذه، ويجري حالياً العمل على إعادة النظر بالورقة الفرنسية وستسلم للبنان قريباً لكي ننظر بها، وبإذن الله تكون الأمور تسلك المنحى الإيجابي لبسط الأمن والأمان، وهذا ما نريده".