إسرائيل تغتال قياديا بارزا في حزب الله في غارة على الضاحية الجنوبية

مقتل إبراهيم عقيل قائد منظومة العمليات الخاصة في حزب الله بسبب الغارة الاسرائيلية.
الجمعة 2024/09/20
الجيش الإسرائيلي يقول إنه نفذ ضربة محددة الهدف

بيروت - أفاد مصدر أمني لبناني الجمعة عن غارة اسرائيلية استهدفت قياديا بارزا في حزب الله وذلك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب بعد أيام من تفجير اجهزة اتصال يستخدمها عناصره ما يشير لتصعيد غير مسبوق في الصراع بين الجماعة المدعومة من ايران والدولة العبرية فيما كشف مصدر اخر أن قائد قوة الرضوان، وحدات النخبة إبراهيم عقل قتل جراء الغارة. 

وقال مصدر مقرب من الحزب إن "الغارة الإسرائيلية استهدفت قائد قوة الرضوان ابراهيم عقيل" ما أدى الى مقتله. ويعد عقيل المطلوب من واشنطن، "الرجل العسكري الثاني في حزب الله بعد فؤاد شكر"، الذي قتل بغارة اسرائيلية في الضاحية الجنوبية في 30 يوليو.

بدوره أوضح المصدر الأمني من دون الكشف عن هويته "أن اسرائيل شنت غارة جوية قرب مسجد القائم في الضاحية الجنوبية لبيروت".
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ "ضربة محددة الهدف" في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الجمعة مضيفا أنه "نفذ ضربة محدده الهدف في بيروت. في هذه اللحظة، لا توجد تغييرات في الإرشادات الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية".
بدورها كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارة على الضاحية الجنوبية هو إبراهيم عقيل قائد منظومة العمليات الخاصة في حزب الله.
وكان موقع إسرائيل اليوم أفاد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من الثلاثاء إلى الأربعاء بسبب التطورات مع لبنان.
ومنذ بدء التصعيد على الحدود مع اسرائيل، عاش اللبنانيون رغبا ليل الخميس، عندما ضرب الجيش الإسرائيلي بشكل متزامن مئات الأهداف التابعة لحزب الله.
ويوضح ايلي رميح (45 عاما) وهو صاحب متجر ألبسة في بلدة مرجعيون، القريبة من الحدود مع اسرائيل، "كنا في المنزل وخلد الأطفال الى النوم. كان كل شيء عاديا الى أن بدأت الغارات ليلا"، مضيفا "أحصيت أكثر من خمسين غارة وكدت أن أفقد صوابي".
ويضيف "كان المشهد مرعبا ولا يشبه ما عشناه منذ بدء التصعيد. أصوات لم نسمع لها مثيلا".
وأظهرت صور ومقاطع فيديو التقطها صحفيون في مناطق عدة في جنوب لبنان ليل الخميس كتل نار ضخمة اندلعت بعد غارات جوية كثيفة طالت محيط بلدات عدة وأحدثت دويا هائلا تردد صداه في المناطق الحدودية وتلك المجاورة لها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان شنّ غارات جوية على "المئات من منصات إطلاق الصواريخ" التابعة لحزب الله، قال إنها كانت مجهزة للإطلاق باتجاه إسرائيل، إضافة إلى "نحو 100 قاذفة ومواقع بنى تحتية إضافية للإرهاب".
ويصف رميح حالة الهلع التي اعترته بعد عشرات الغارات المتلاحقة التي أحدثت دويا هائلا عصف بأرجاء منزله الواقع على تلة مشرفة على نقاط طالها القصف.
ويقول "حملت أطفالي وتوجهنا الى منزل أحد أصدقائنا داخل البلدة ... كنا في حالة رعب وخوف".
وعلى غرار كثر من سكان جنوب لبنان، المقيمين في مناطق قريبة من الحدود لكنها بقيت بمنأى الى حد كبير عن الضربات الإسرائيلية، يعيش رميح منذ 11 شهرا على إيقاع التصعيد المستمر بين حزب الله واسرائيل.
ويقول بيأس يغلب على نبرة صوته "بتنا نعيش في قلق دائم، سواء قبل تفجير أجهزة الاتصال أو بعدها. نعيش خوفا من توسع الحرب، لا نعرف الى أين سنذهب وبات الأمل بعيدا جدا عنا في لبنان".
ومنذ بدء الحرب في غزة، يستهدف حزب الله مواقع عسكرية وتجمعات جنود اسرائيليين. ويقول إن هجماته تأتي "إسنادا" لحليفته حركة حماس. وترد اسرائيل بقصف ما تصفه بأهداف و"بنى عسكرية" تابعة للحزب.
وارتفع منسوب التوتر هذا الأسبوع مع تفجير أجهزة اتصالات يستخدمها عناصر حزب الله، بشكل متزامن في مناطق عدة وعلى دفعتين، ما أسفر عن مقتل 37 شخصا غالبيتهم من عناصر الحزب وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين.
وتوعّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله الخميس اسرائيل، التي حملها مسؤولية التفجيرات، بـ"حساب عسير"، واصفا ما جرى بأنه "ضربة كبيرة" غير مسبوقة منذ تأسيس حزبه عام 1982. وفاقم تفجير أجهزة الاتصالات مخاوف اللبنانيين من حرب واسعة.
وللوهلة الأولى، ظنّت نهى عبدو (62 سنة)، ربة المنزل المقيمة مع عائلتها في مرجعيون، أن وتيرة الغارات الكثيفة مقدمة لاتساع نطاق التصعيد.
وتقول "لم نعرف ماذا يحصل، كنا نسمع صوت الطيران وإطلاق الصواريخ من دون توقف" مضيفة "خفت كثيرا، خصوصا على أحفادي. كنا ننقلهم من غرفة إلى أخرى" قبل أن تضيف بتأثر ارتسم على ملامح وجهها "الحرب مخيفة".

وفي بلدة زوطر الشرقية، الواقعة على بعد أقل من عشرة كيلومترات عن أقرب نقطة حدودية مع اسرائيل، يروي سكان تفاصيل الليلة "المرعبة" بعدما استهدفت اسرائيل مواقع عدة قريبة بالغارات.
وتوضح زينة حرب (30 عاماً) المدرّسة التي لم تترك بلدتها منذ بدء التصعيد رغم قربها من مناطق الاشتباك "كانت الغارات غريبة لناحية الكثافة والألوان أو الدخان" الذي انبعث منها وغطى أجواء المنطقة بأكملها. وتقول "حاولنا أن نستجمع قوتنا ونصبر ونتحمل هذه العاصفة من القصف والرعب".
ومنذ 11 شهرا، شهدت زينة حرب موجات عدة من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.
وتوضح "نحاول أن نحافظ على أعصابنا رغم القلق الكبير الذي عشناه مع توارد الأخبار والتحذير من انفجار الهواتف وتداول الشائعات، الذي خلق لدينا حالة من الهلع، فاقمها القصف الهمجي ليلا".
وبعدما تصمت لبرهة، تضيف "أتمنى الا تتوسع الحرب وأن تنتهي بأسرع وقت، رغم قلقنا الدائم من أن تتدحرج الأمور وتخرج عن السيطرة".