إسرائيل تغتال براء القاطرجي رجل الأعمال السوري المقرب من الرئيس بشار الأسد

مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة كان يستقلها القاطرجي في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتله مع شخص آخر كان برفقته.
الثلاثاء 2024/07/16
مقتل القاطرجي يشكل رسالة إسرائيلية قوية لدمشق

دمشق - قتل رجل أعمال سوري بارز مقرّب من الرئيس بشار الأسد مع مرافقه الاثنين جراء ضربة اسرائيلية استهدفت سيارته في منطقة حدودية قريبة من لبنان.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة كان يستقلها براء القاطرجي في منطقة الصبورة في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتله مع شخص آخر كان برفقته”.

وأوضح المرصد أن “رجل الأعمال المقرب من الأسد، مسؤول عن تمويل فصيل المقاومة السورية لتحرير الجولان”، وهي مجموعة أسسها حزب الله اللبناني قبل سنوات وتتولى تنفيذ عمليات ضد إسرائيل من جنوب سوريا.

وتشن إسرائيل منذ سنوات غارات على سوريا وتركز أساسا على استهداف قواعد لإيران وميليشياتها.

وقد صعدت إسرائيل من عملياتها خلال الأشهر الأخيرة بالتوازي مع الحرب الدائرة في قطاع غزة. وعلى خلاف السابق باتت إسرائيل تستهدف قيادات كبيرة ووازنة في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ولكن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها شخصيات سورية.

ويرى مراقبون أن ارتباط براء القاطرجي بإيران وحزب الله، شكل على ما يبدو الدافع الأساسي لإقدام إسرائيل على اغتياله.

علاقات براء القاطرجي بإيران وحزب الله، شكلت على ما يبدو الدافع الأساسي لإقدام إسرائيل على اغتياله

وتصدر براء القاطرجي وإخوته قائمة حيتان المال والأعمال خلال السنوات الأخيرة في سوريا، ونجح آل قاطرجي في بناء شبكة علاقات واسعة مع الإيرانيين والروس، الأمر الذي لفت أنظار الولايات المتحدة إليهم وتم إلحاق براء وحسام القاطرجي بقائمة العقوبات في سبتمبر 2018.

وكانت دمشق اعتمدت على أسماء لم تكن معروفة تاريخيا في عالم المال والأعمال في محاولة من قبلها للالتفاف على العقوبات الغربية وتوفير مصادر دعم.

وولجت الأسماء المستجدة في عالم المال مجالات وقطاعات اقتصادية كانت قبل الأزمة السورية التي اندلعت في العام 2011، حكرا على عائلة الأسد.

وقبل الأزمة كان رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري، من يتولى الأنشطة الاقتصادية للعائلة، لكن الحرب والمعادلات التي خلقتها أدت إلى بروز أسماء جديدة وبينها عائلة القاطرجي.

وبحسب تقارير سورية، فقد بدأ صعود عائلة القاطرجي بعد انكفاء مالك شركة “هيسكو” لإنتاج الغاز الطبيعي، جورج حسواني، عقب العقوبات الأوروبية التي فُرضت عليه، ليتراجع بصمت مفسحًا المجال لحسام قاطرجي وإخوته، ليستولوا على قطاع نقل النفط.

وتطور نفوذ العائلة في القطاع، عبر تشكيل ميليشيا أسهمت في القتال مع القوات الحكومية، لكن هدفها الأساسي كان حماية القوافل التجارية القادمة من شرق سوريا، ثم في عام 2018، أسس الإخوة قاطرجي (حسام، محمد براء، أحمد بشير) شركة “أرفادا” البترولية، التي استحوذت على 80 في المئة من شركتين أُسستا لإنشاء مصفاتي نفط.

وفي نهاية العام 2022، أُعلن عن شركة “بي إس للخدمات النفطية”، مقرها في لبنان، وهي تابعة لـ”مجموعة قاطرجي”، حيث سُمح لمحطات المحروقات التابعة للشركة باستيراد النفط الخام وتكريره في مصفاتي بانياس وحمص، مقابل أجور مالية تُدفع للحكومة، ومُنحت مقابل ذلك الحق ببيع المشتقات النفطية الناجمة عن التكرير في السوق المحلية أو تصديرها.

ويقول متابعون إن مقتل براء القاطرجي يشكل رسالة إسرائيلية قوية لدمشق من أن لا خطوط حمراء لديها في الحرب التي تخوضها على أكثر من واجهة.

وجاءت الضربة الإسرائيلية بعد ضربة مماثلة في المنطقة الحدودية مع لبنان، استهدفت الثلاثاء مرافقاً شخصياً سابقا للأمين العام لحزب الله، كان مسؤولاً وفق المرصد السوري عن نقل سلاح متعلق بالمسيّرات من سوريا إلى لبنان.

2