إسرائيل تعمل على خلق واقع إقليمي جديد يمهد لقلب المعادلة ضد إيران

القدس/ بيروت- لم تتوقف إسرائيل عند الاستهدافات النوعية التي وجهتها لحزب الله بدءا بتفجيرات أجهزة الهواتف واللاسلكي الثلاثاء والأربعاء وصولا إلى اغتيال كوادر فرقة الرضوان الخاصة التي يتباهى بها الحزب، واستمرت في تنفيذ هجمات على قاذفات الصواريخ لإضعاف فرص الرد لدى الحزب مقدمة لتفكيك عناصر قوته، وهو ما يخلق واقعا جديدا تقلب فيه تل أبيب المعادلة ضد إيران خاصة بعد تفكيك حماس.
واكتفت إيران بالمراقبة مع إصدار تصريحات تندد بالهجمات الإسرائيلية على ذراعها في لبنان، وفي نفس الوقت استعراض مسيّرة انتحارية (كاميكازي) وصاروخ باليستى جديدين.
ويعتقد مراقبون أن استهداف الصف الأول من قوة الرضوان وما سبقه من استهداف للمئات من مسلحي الحزب في تفجيرات البيجر والووكي توكي سيصيب أداء الحزب في مقتل، وأن إعادة ترتيب البيت سيستغرق أسابيع وربما أشهرا، وهو ما يجعل قدراته مكشوفة أمام الهجمات الإسرائيلية خاصة أنه لا يمتلك أيّ إسناد من أيّ جهة في ظل امتناع إيران عن الرد الذي لوّحت به بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قبل أسابيع، ما أعطى انطباعا بأنها لا تريد المغامرة وأنها تترك مهمة الرد لأذرعها، وخاصة حزب الله، الذي يتعرض لاستهدافات نوعية.
◄ طائرات حربية إسرائيلية شنت بعضا من أعنف عمليات القصف التي نفذتها خلال تبادل إطلاق النار المستمر منذ 11 شهرا في أنحاء جنوب لبنان
ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل ساعية لخلق واقع ميداني جديد يقوم على تفكيك خصومها واحدا تلو الآخر، فبعد حماس جاء الدور على حزب الله، الذي كان ينظر إليه على أنه الجسم الأهم في “محور المقاومة”، وأن الدور سيكون على الحوثيين بعد إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل قبل أيام.
وبعد تفكيك قدرات إيران وأذرعها على الجبهة السورية خلال السنوات الماضية، لن يبقى أمام إسرائيل سوى إيران نفسها، التي تعرضت للاختبار بعد مقتل هنية في يوليو وقبلها استهداف كوادر الحرس الثوري في قنصليتها في دمشق في أبريل الماضي.
وكان حزب الله الورقة الأهم في رهانات الرد الإيراني، لكن الآن سيكون من الصعب على طهران أن ترد بشكل مكشوف حتى لا تكرر الفشل الذي رافق ردها على ضرب القنصلية، وأظهر أن قدراتها محدودة رغم الاستعراضات التي تقوم بها بين الفينة والأخرى لإظهار تطور أسلحتها.
وأكد حزب الله مقتل إبراهيم عقيل الرجل الأول في قوة الرضوان ووصفه بأنه “أحد كبار قادته”.
وأعلن الحزب أن 15 عضوا آخرين قتلوا أيضا، بينهم أحمد وهبي، وهو قيادي أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان خلال حرب غزة وحتى أوائل العام الحالي.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشورات على منصة إكس إن الضربة استهدفت تجمعا تحت الأرض لعقيل وقادة كبار في قوة الرضوان، وهي وحدة لقوات النخبة في حزب الله، وإنها “فككت بشكل تام تقريبا” سلسلة القيادة العسكرية في حزب الله.
وقال مصدر أمني إن العديد من الصواريخ ضربت بوابة مرآب أحد المباني. ووقع الانفجار في الطوابق السفلى من المبنى خلال اجتماع عقيل مع قادة آخرين بالداخل.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه “سيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى نحقق هدفنا، وهو العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وكان غالانت قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل تشن مرحلة جديدة من الحرب على الحدود الشمالية.
ويرى المراقبون أن فكرة إعادة سكان الشمال إلى مناطقهم تعني أن الهدف غير المعلن هو ضرب قدرات حزب الله بشكل يجعله غير قادر على إرسال الصواريخ والمسيّرات على مواقع حدودية كما كان يفعل منذ أكتوبر الماضي تحت عنوان إسناد غزة.
واستمرت الهجمات العنيفة عبر الحدود السبت، إذ شنت طائرات حربية إسرائيلية بعضا من أعنف عمليات القصف التي نفذتها خلال تبادل إطلاق النار المستمر منذ 11 شهرا في أنحاء جنوب لبنان، كما أعلن حزب الله شن هجمات صاروخية على أهداف عسكرية في شمال إسرائيل.
وأفاد الجيش الإسرائيلي السبت أنه قصف آلافا من قاذفات الصواريخ في جنوب لبنان، حيث يواصل حزب الله هجماته على إسرائيل دعما لحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان “خلال الساعات الماضية، قصف سلاح الجو الإسرائيلي آلافا من قاذفات الصواريخ كانت جاهزة لاستخدامها فورا لإطلاق نيرانها في اتجاه الأراضي الإسرائيلية”، مضيفا أنه أصاب “180 هدفا” من دون تحديدها.
وكشفت إيران عن صاروخ باليستي جديد وطائرة مسيّرة هجومية مطورة في عرض عسكري السبت، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية.
وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) إن صاروخ “جهاد” الذي يعمل بالوقود الصلب صممته وصنعته الذراع الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني ويبلغ مداه التشغيلي ألف كيلومتر.
وأضافت أن طائرة “شاهد – 136 بي” المسيّرة هي نسخة مطورة من طائرة “شاهد – 136″، مع ميزات جديدة ومدى تشغيلي يزيد عن 4000 كيلومتر.
◄ بعد حماس جاء الدور على حزب الله، الذي كان ينظر إليه على أنه الجسم الأهم في "محور المقاومة"، والدور سيكون على الحوثيين
وحضر الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان العرض العسكري السنوي في طهران إحياء لذكرى الحرب مع العراق في عهد صدام حسين (1980 – 1988).
وقال “قدرات إيران الدفاعية والردعية نمت كثيرا لدرجة أنه لا يمكن لأيّ قوة شيطانية أن تفكر وتتصور في ذهنها جرأة العدوان على أرضنا العزيزة”.
وأضاف بزشكيان “قادرون… بوحدة وتماسك الدول الإسلامية، أن نظهر العزة والفخر للآخرين، ونوقف بالوحدة والتماسك ‘إسرائيل’ الغاصبة والمتعطشة للدماء والإبادة عند حدها”.
وأدلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتصريحات مماثلة السبت أمام المشاركين في المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية في طهران، وحث الدول الإسلامية على استخدام “قوتها الداخلية”.
وقال “إن هذه القوة الداخلية قادرة على استئصال الكيان الصهيوني، هذا الورم السرطاني الخبيث، من قلب المجتمع الإسلامي، أي فلسطين، والتخلص من نفوذ الولايات المتحدة وهيمنتها وتدخلها القسري في هذه المنطقة”.
اقرأ أيضا:
• اختراق أجهزة البيجر يكشف عن زوايا مظلمة في سلاسل التوريد من آسيا