إسرائيل تعلن تحويل قمة النقب إلى منتدى دائم لمناقشة القضايا الإقليمية

سديه بوكر (إسرائيل) - أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن الاجتماع النادر الذي استضافته إسرائيل مع شركاء عرب واختُتم الاثنين، سيُعقد بانتظام، وحث الفلسطينيين على الانضمام في المستقبل.
وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الهدف من ذلك جعل "منتدى النقب" قمة تعقد مرة كل بضعة أشهر، أو ربما مرة واحدة في العام، سواء كان في إسرائيل أو في أي مكان آخر، على أن تتم دعوة المزيد من الدول إليه لبحث القضايا الإقليمية.
وافتتح وزراء الخارجية المؤتمر الصحافي الذي يختتم فعاليات "قمة النقب" التي استمرت على مدار يومين، بإدانة عملية إطلاق النار في الخضيرة، والتي أسفرت عن مقتل شرطيين إسرائيليين.
وقال لبيد، وهو يقف إلى جانب نظرائه من الإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة، "قررنا الليلة الماضية تحويل اجتماع النقب إلى منتدى دائم".
وأضاف "نحن اليوم (الاثنين) نفتح الباب أمام كل شعوب المنطقة، ومن بينهم الفلسطينيون، ونعرض عليهم استبدال طريق الإرهاب والدمار بمستقبل مشترك من التقدم والنجاح".
ووصف الوزير الإسرائيلي الاجتماع بأنه "صنع التاريخ"، مشيرا إلى بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي.
وأضاف "هذه البنية الجديدة، القدرات المشتركة التي نبنيها ترهب وتردع أعداءنا المشتركين، أولا وقبل كل شيء، إيران ووكلاؤها لديهم بالتأكيد ما يخشونه. ما سيوقفهم ليس التردد بل بالأحرى التصميم والقوة".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين إن واشنطن وحلفاءها سيعملون معا لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية، بما في ذلك التهديدات من إيران ووكلائها.
وذكر بلينكن في منتدى عربي - إسرائيلي نادر في صحراء النقب بجنوب إسرائيل أن واشنطن ستواصل دعم عملية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، لكنه أضاف أن هذا لا ينبغي أن يكون بديلا عن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وشهد العالم في الخامس عشر من سبتمبر 2020، حدثا تاريخيا بتوقيع اتفاق سلام بين إسرائيل من جهة، والإمارات والبحرين من جانب آخر، شكل لحظة تاريخية فارقة.
وقال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الذي يزور إسرائيل للمرة الأولى، "حان الوقت لبناء علاقات أقوى، فعندما أرى أكثر من 300 ألف إسرائيلي يزورون الإمارات خلال فترة العام ونصف العام الماضيين، وزيارة أكثر من مليونين للجناح الإسرائيلي في إكسبو دبي، فهذا يوضح إلى أي مدى يريد أن يعرف كل منا الآخر".
وأضاف "نريد أن نقف في وجه رواية الكراهية والتحريض والإرهاب، وسننتصر دون شك، وهذا سيكلفنا، ولكنه مهم بالنسبة لنا جميعا، ويمكننا أن نحقق ما هو أفضل في العديد من المناحي، فهناك الكثير من الإمكانات".
وأدان وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني الهجوم الذي وقع الأحد في مدينة الخضيرة، وقال "أود أن أنقل التعازي إلى العائلات الثكلى وإعادة التأكيد على موقفنا الحازم ضد الإرهاب بكل أشكاله".
وأدت عملية إطلاق النار في مدينة الخضيرة الأحد إلى مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة عدد آخر.
وأضاف الزياني "هذا لقاء مهم، وفرصة للبناء على اتفاقيات إبراهيم التاريخية التي تمت في العام 2020، مع أمل هائل بنمو الازدهار بالمنطقة وتحقيق الأمن وآمال كل الشعوب".
وتابع "الحاجة إلى القيام بهذا، أصبحت أكثر إلحاحا بسبب التطورات الأخيرة، مثل استمرار هجمات ميليشيا الحوثي (اليمنية) على البنى التحتية للطاقة المدنية (في السعودية)، والتهديدات المستمرة من قبل منظمات إرهابية مثل (المنظمة اللبنانية) حزب الله، وغيرها من المجموعات، والحاجة إلى حل الملف النووي الإيراني".
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أهمية "عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية"، وعلى أهمية "الحفاظ على مصداقية وبقاء حل الدولتين على أساس حدود 1967، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".
وأضاف "هذا أمر مهم جدا، ومصر تعمل بجد منذ سنوات طويلة لتسهيل ومساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على التوصل إلى التسوية المطلوبة، التي تُنهي الصراع وتفتح الأبواب الأوسع أمام التعاون الإقليمي، من أجل مصلحة الشعوب في المنطقة، ونحن نقوم بذلك بالتعاون وبمساعدة شريكتنا الولايات المتحدة الأميركية".
وتابع وزير الخارجية المصري "نحن نتطلع إلى مواصلة هذا الحوار والتوصل إلى تفاهمات وإجماع على الطريقة الأفضل للتعامل مع القضايا الكثيرة التي تواجه المنطقة".
وأشار وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة إلى دعم بلاده "حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب وتكون القدس الشرقية عاصمة الفلسطينيين".
وقال إن "هناك حلا ممكنا للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وهو دولة فلسطينية على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل"، وأشار إلى أن "هذا الحل من شأنه أن يحافظ على أمن إسرائيل ومصالحها".
ورغم تشديد وزراء الخارجية العرب خلال قمة النقب على ضرورة حماية مصالح الفلسطينيين وحقوقهم وعلى حل الدولتين، إلا أن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية انتقد تلك المشاركة.
وقال أشتية أمام مجلس الوزراء الاثنين "ما لم ينته الاحتلال، فإن اجتماعات التطبيع العربي ليست سوى وهم ومكافأة مجانية لإسرائيل".
وهذه ليست المرة الأولى التي يعرب فيها المسؤولون الفلسطينيون عن غضبهم من تحسن العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، في ظل ضعف استئناف محادثات السلام وعدم وجود أي تقدم نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ووصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى رام الله لإجراء محادثات مع عباس الاثنين، في أول زيارة من نوعها منذ سنوات، ومن المتوقع أن تركز على الجهود المبذولة للحد من التوترات الإقليمية قبل حلول شهر رمضان.