إسرائيل تعلن إنشاء وكالة خاصة للمغادرة الطوعية للغزيّين

وزارة الدفاع الإسرائيلية تعرض خطة أولية لدعم الهجرة الطوعية لسكان غزة إلى بلد ثالث تتضمن حزمة شاملة تتعلق بترتيبات خاصة للمغادرة بحرا وجوا وبرا.
الثلاثاء 2025/02/18
إسرائيل تتمسك بخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين

القدس  - أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن وكالة خاصة من أجل "المغادرة الطوعية" للغزيّين سيتم إنشاؤها، مع إبداء إسرائيل التزامها المقترح الأميركي بالسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكانه.

وجاء في بيان للوزارة أن كاتس "أجرى اجتماعا الإثنين بشأن المغادرة الطوعية لسكان غزة، وقرر في نهايته إنشاء مديرية في وزارة الدفاع للمغادرة الطوعية لسكان غزة".

وكان كاتس أمر الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الشهر الحالي بإعداد خطة تسمح بالهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة، مرحّبا بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي "يمكن أن توفّر فرصا واسعة لسكان غزة الذين يرغبون في المغادرة، وتساعدهم على الاندماج بشكل مثالي في دول الاستضافة، وأن تسهل كذلك التقدم في برامج إعادة الإعمار لغزة منزوعة السلاح وخالية من التهديدات".

وجاء في البيان أن خطة أولية تم عرضها في الاجتماع الذي عقد الإثنين "تشمل مساعدة كبرى من شأنها أن تتيح لسكان غزة الراغبين بالهجرة الطوعية إلى بلد ثالث الحصول على حزمة شاملة تتضمن، من بين أمور أخرى، ترتيبات خاصة للمغادرة بحرا وجوا وبرا".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكّد الإثنين "التزامه خطة الرئيس الأميركي ترامب لإنشاء غزة أخرى"، كما تعهّد أنه بعد الحرب "لن تتولى لا حماس ولا السلطة الفلسطينية" الحكم في القطاع، فيما شدّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارة للسعودية على وجوب التوصل لترتيبات بشأن القطاع الفلسطيني "تسهم في الأمن الإقليمي".

ومقترح ترامب الذي كرّره مرارا يقضي بـ"سيطرة" الولايات المتحدة على غزة ونقل فلسطينيين إلى بلدان مجاورة خصوصا مصر والأردن، من دون الخوض في أي تفاصيل، وقد أثار غضبا دوليا.

وقال سموتريتش في تصريح مصوّر إنّه سيطالب مساء الإثنين خلال اجتماع للمجلس الأمني المصغّر "بالتصويت لتبنّي خطة الرئيس ترامب، أي أن تفرج (حماس) فورا عن جميع الرهائن وتغادر غزة إلى بلدان أخرى وتسلّم أسلحتها"، مؤكدا أنّ الدولة العبرية ستفتح "أبواب الجحيم" في حال رفضت الحركة ذلك.

وأتت هذه التطورات في وقت شدّد فيه وزير الخارجية الأميركي خلال اجتماعه في الرياض مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على وجوب التوصل لترتيبات بشأن غزة "تُسهم في الأمن الإقليمي".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إنّ روبيو الذي وصل إلى العاصمة السعودية آتيا من إسرائيل أكّد "أهمية التوصّل إلى ترتيبات بشأن غزة تسهم في الأمن الإقليمي".

وأضاف البيان أنّ روبيو وولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للمملكة، "أكدا مجددا التزامهما بتنفيذ وقف إطلاق النار في غزة وضمان إطلاق حماس سراح جميع الرهائن، بما في ذلك المواطنون الأميركيون".

من جهتها، أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنّ ولي العهد وروبيو بحثا "مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار"، دون أنّ تقدم مزيدا من التفاصيل.

وتسبّب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، بمقتل 1211 شخصا معظمهم مدنيون، حسب تعداد يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية ويشمل الرهائن الذين قتِلوا أو توفوا بعد خطفهم واحتجازهم في غزة.

وأدّى الردّ الإسرائيلي على غزة إلى مقتل 48284 شخصا على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.

وبحسب آخر تقييم للأضرار أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فقد تضرّر، حتى الأول من ديسمبر، أو دُمّر ما يقرب من 69 بالمئة من مباني القطاع، أي ما مجموعه 170.812 مبنى.

ووفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فإن إعادة الإعمار قد لا تنجز قبل العام 2040.

وأعلن السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام الإثنين رفضه اقتراح ترمب بالسيطرة على قطاع غزة وطرد الفلسطينيين منه، في حين توقع السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال أن تطرح دول عربية بديلاً قابلاً للتطبيق.

وكان عضوا مجلس الشيوخ ضمن مجموعة من أعضاء المجلس التقوا خلال وقت سابق في تل أبيب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أكد الأحد دعمه رؤية ترمب بخصوص غزة.

ويتمسك مسؤولون إسرائيليون باقتراح ترامب، لكن غراهام، وهو أحد الحلفاء القدامى لترامب وسيناتور جمهوري كبير وله نفوذ في السياسة الخارجية وشؤون الأمن القومي، قال للصحافيين إن مجلس الشيوخ ليس لديه رغبة تذكر في أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة "بأي صورة أو طريقة".

وقال بلومنثال إن الخطة "لن تنجح".

وندد مسؤولون عرب باقتراح ترامب بشدة، ويقول بعض المنتقدين إنه يصل إلى مستوى "التطهير العرقي". وقال نتنياهو إن الفلسطينيين في غزة يجب منحهم خيار المغادرة.

وقال غراهام "الشيء الوحيد الذي فعله الرئيس ترامب هو أنه بدأ مناقشة طال انتظارها" للبحث عن بديل أفضل لغزة.

ومن المتوقع أن يجتمع مسؤولون سعوديون وإماراتيون وأردنيون ومصريون هذا الشهر لمناقشة مستقبل غزة، على أمل وضع خطة لمواجهة اقتراح ترامب الذي أثار حالة من القلق في جميع العواصم العربية تقريبا بعد حرب في غزة دامت 16 شهرا.

وقال بلومنثال إن العاهل الأردني الملك عبدالله أقنعه بأن دولا عربية ستقدم خطة تشمل تطبيعا للعلاقات مع إسرائيل ومنح الفلسطينيين الحق في تقرير المصير وترتيبات دفاعية بالمنطقة وأمن إسرائيل.

وأضاف "إذا كانت هذه الخطوات جزءا من خطة واقعية، فقد تغير قواعد اللعبة في المنطقة".