إسرائيل تعرف أين يختبئ نصرالله

القدس - يبدو أن الموساد يعرف على وجه اليقين مكان وجود زعيم حزب الله حسن نصرالله. وحتى لو قام بتغيير مواقعه، فإن إسرائيل مطلعة جيدا وتعرف أين يختبئ، فقد بات بعد أن غتيال العديد من كبار قادة الحزب الميدانيين هدفا محتملا للتصفية وإن لم تتحدث الجهات الرسمية الإسرائيلية ذلك علنا.
وتقول وسائل إعلام عبرية إن الهجوم في الفترة الأخيرة الذي اغتالت فيه إسرائيل طالب عبدالله أحد كبار ضباط حزب الله، قد "يفتح الباب أمام إدارة مختلفة للصراع".
وكان عبدالله يشرف على القطاع الشرقي لجنوب لبنان والذي غالبا ما تستهدف الصواريخ منه الجليل الأعلى ومرتفعات الجولان. وكان قائدا لوحدة النصر التابعة للحزب.
واعتبرت وسائل الإعلام الموالية للحزب الاغتيالات الإسرائيلية تصعيدا خطيرا من قبل العدو. وقد قُتل طالب سامي عبدالله،
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان له الأسبوع الماضي أن عبدالله، الذي يوصف بأنه "أحد كبار قادة حزب الله في جنوب لبنان"، قُتل في غارة جوية إسرائيلية على "مركز قيادة وسيطرة لحزب الله في منطقة الجويية بجنوب لبنان والذي كان قد استخدم لتوجيه هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية من جنوب شرق لبنان في الأشهر الأخيرة.
ونشر موقع 'واي نت' العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت كبرى الصحف الإسرائيلية، الاثنين تقريرا أشار فيه إلى أن "الموساد يعرف على وجه اليقين مكان وجود زعيم حزب الله حسن نصرالله في أي لحظة"، مضيفا أنه "حتى لو قام بتغيير مواقعه، فإن إسرائيل مطلعة جيدا" وتعرف في أي مكان يختبئ، بينما يتردد أن إيران كما الجماعة اللبنانية الموالية تتخوف من أن نصرالله نفسه بات هدفا محتملا.
وغيرت حرب غزة واشتعال الجبهة الشمالية على ما يبدو المعادلة بحيث أصبح نصرالله هدفا محتملا وإن لم تعلن إسرائيل رسميا ذلك وتتفادى على الأرجح اغتياله لتجنب حرب إقليمة واسعة، فيما يلتزم الحزب الموالي لإيران إلى حد الآن برد محدود على اغتيال العشرات من كبار قادته الميدانيين ومسلحيه في جنوب لبنان.
ويعتقد على نطاق واسع أن الجماعة الشيعية لا تملك سلطة القرار في الرد على الهجمات والعمليات الإسرائيلية وأن مفتاح التصعيد والتهدئة بيد إيران التي تخوض حربا على إسرائيل من خلال تحرك وكلائها في المنطقة ولا تريد في الوقت ذاته الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة.
وقال تقرير 'واي نت' "هبط مبعوث إيراني في بيروت فور اغتيال طالب سامي عبدالله قائد وحدة النصر التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، لكن بدلا من التوجه إلى مكتب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، التقى بالمقربين من الأخير في غرفة مغلقة".
وأضاف أنه لسنوات، كان من المفهوم أن حزب الله يعتقد أن إسرائيل لا تنوي القضاء على نصرالله. وعلى مدى 32 عاما من توليه منصب زعيم أكبر منظمة "إرهابية" في العالم وأكثرها تسليحا ومهارة وانضباطا، تعلمت إسرائيل توقع خطاباته ومراقبة حالته الصحية.
وشدد موقع 'واي نت' على أن إيران أعربت عن قلقها للحزب من أن إسرائيل قد تستهدف الآن نصر الله شخصيا، بينما لجأت تل أبيب إلى تنفيذ عمليات نوعية باستهدافها كبار قادة الحزب.
وفي المقابل ظل ردّ حزب الله محدودا رغم ما تكبده من خسائر فادحة في الأرواح ورغم اغتيال عدد من كبار قادته، فقبل أشهر قليلة أفاد موقع إخباري مقرب من المعارضة السورية بمقتل عباس أحمد خليل حفيد نصرالله في هجوم بطائرة مسيرة استهدف سيارة بمدينة الناقورة.
ولسنوات طويلة ظل الأمين العام لحزب الله تحت مراقبة إسرائيلية مكثفة وكان الرأي العام الإسرائيلي كما الحكومات المتعاقبة والأجهزة الأمنية تتابع باهتمام خطاباته وظهوره الإعلامي وحتى وضعه الصحي.
وكثفت إسرائيل على ما يبدو تتبعها لوضع نصرالله وتحركاته رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها الجماعة لحماية أمينها العام من التصفية، لكن توالي اغتيال قادة كبار في الحزب كشف عن اختراق إسرائيلي للجدار الأمني الذي أقامته الجماعة الشيعية على مدى عقود لحماية قادة الصف الأول من الاغتيال.
وكانت القناة 13 الإسرائيلية قد كشفت قبل نحو أربع سنوات أن نصرالله استقر في ملجأ وتوقف عن الحركة والتنقل بعد اغتيال أحد مسؤولي البرنامج النووي الإيراني في هجوم يرجح أن تكون إسرائيل هي من نفذته.
وأعطى اغتيال إسرائيل للرجل الثاني في حماس صالح العاروري في يناير الماضي، إشارات سلبية لحزب الله وأن اغتيال نصرالله أصبح أمرا واردا.
وسبق لإسرائيل أيضا أن اغتالت في السادس عشر من فبراير 1992، عباس الموسوي ثاني أمين عام لحزب الله بعد كلمة إلقائه كلمة في إحياء الذكرى الثامنة لمقتل الشيخ راغب حرب، في قصف نفذته طائرات مروحية إسرائيلية تربصت لموكبه على طريق بلدة تفاحتا وأطلقت صواريخ حرارية حارقة على سيارته، فقتل مع زوجته أم ياسر (سهام الموسوي) وولدهما الصغير حسين.
لكن التفكير في اغتيال نصرالله يثير مخاوف في الدوائر الإسرائيلية فحزب الله نصرالله يختلف عن حزب الله عباس الموسوي، فقد تحول إلى قوة ضاربة بفضل التسليح والرعاية الإيرانية.