إسرائيل تعرض مواد استخباراتية عن نووي إيران لعرقلة الاتفاق

القدس – استعرض رئيس وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" دافيد بارنيع الخميس مواد استخباراتية حساسة بخصوص الملف النووي الإيراني، مع مسؤولين أميركيين، في الولايات المتحدة.
ويأتي استعراض المعلومات الاستخباراتية في وقت تسعى إسرائيل إلى ثني الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، عن إعادة إحياء اتفاق 2015 مع إيران، فيما كشف البيت الأبيض أن واشنطن وطهران أصبحتا "بعيدتين" عن أي صفقة تتعلق بالاتفاق النووي.
وقطعت الحكومة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة نهجها الهادئ تجاه الدبلوماسية، فأرسلت رئيس الموساد إلى واشنطن نهاية الشهر الماضي لإطلاع المسؤولين من البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية والبنتاغون والمشرعين على وجهة نظرها.
ووفق بيان لمكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي، فإن "رئيس الموساد دافيد بارنيع استعرض خلال لقاءات مع مسؤولين أميركيين، مواد استخباراتية حساسة بخصوص الملف الإيراني الخميس، خلال زيارته للولايات المتحدة".
وذكر البيان أن "سلسلة اللقاءات شملت كلا من رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفور راي، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومسؤولين كبار آخرين في وزارة الخارجية الأميركية".
وأوضح البيان أن "إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي في الوقت الذي تواصل إيران فيه خداع العالم".
وأشار إلى أن المسؤولين الأميركيين أكدوا خلال اللقاءات أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وأن الإدارة ستواصل العمل بتعاون كامل مع إسرائيل في قضايا إقليمية تتعلق بأمنها.
وكشف البيت الأبيض الخميس أن الولايات المتحدة وإيران أصبحتا "بعيدتين" عن أي صفقة تتعلق بالاتفاق النووي.
وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "لم نعد قريبين من أي اتفاق كما كنا من قبل".
وأشار إلى وجود "فجوات" في المواقف بين الطرفين الإيراني والأميركي.
وشدد كيربي على أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال "ملتزما بالدبلوماسية" تجاه إيران، مبينا أنه "يريد ضمان أن تكون هناك خيارات أخرى متاحة لحرمان طهران من قدرة إنتاج سلاح نووي إذا توصلنا إلى اتفاق".
وتابع أن "واشنطن مستمرة في العمل على إعادة إحياء الاتفاق النووي، ولكن صبرها بدأ ينفد".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن إدارة بايدن تطلع إسرائيل عن كثب على المفاوضات الجارية بشأن الاتفاق النووي مع إيران.
وكثف المسؤولون الإسرائيليون اتصالاتهم مع نظرائهم الأميركيين والأوروبيين في الأسابيع الأخيرة للتأثير في إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، حيث بدا أن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق.
ومع ذلك، يبدو أن المحادثات قد واجهت عقبة خلال الأسبوع الماضي، حيث رفعت إيران عددا من المطالب التي رفضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأفاد موقع "تايمز أوف إسرائيل" بأن المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم الرئيس بايدن، أبلغوا رئيس الوزراء يائير لابيد خلال المحادثات الأخيرة بأن استعادة الصفقة غير مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي.
وتضغط إسرائيل على الولايات المتحدة حتى لا تعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
وقال مسؤول دفاعي كبير الشهر الماضي إن لدى إسرائيل مسألتين رئيسيتين في ما يتعلق بالاتفاق الناشئ: ما يسمى بفقرة الانقضاء، والتي من شأنها رفع القيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني عند انتهاء سريان الاتفاقية، وتخفيف العقوبات الذي من شأنه أن يسمح لإيران بزيادة التمويل لوكلائها.
وأرسلت إيران الأسبوع الماضي ردها الأخير على مقترح الاتحاد الأوروبي بهدف إحياء الاتفاق النووي، لكن واشنطن قالت إن الرد الإيراني "ليس بنّاء"، ورفضت الربط بين العودة إلى الاتفاق النووي وتحقيقات الوكالة الذرية.
وبعدما تخلّت عن مطلب شطب الحرس الثوري من لائحة الإرهاب الأميركية، تتمسك إيران بالحصول على ضمانات تشمل تعهد الولايات المتحدة بألا تنسحب في المستقبل من الاتفاق النووي، بيد أن مسؤولين أميركيين قالوا إن إدارة الرئيس بايدن لا يمكن أن تقيد الإدارة المقبلة بتعهد من هذا القبيل.
وتتهم إسرائيل إيران بالسعي لصنع قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران التي تقول إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية.
ومنذ شهور، يتفاوض دبلوماسيون من إيران وواشنطن وخمس دول أخرى في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، التي أعاد فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو 2018.