إسرائيل تعرض خروجا آمنا للسنوار مقابل إطلاق الرهائن لتخفيف الضغط الداخلي

القدس- اقترحت إسرائيل منح زعيم حركة حماس يحيى السنوار، “ممرا آمنا للخروج من غزة” مقابل إطلاق الحركة سراح الرهائن الذين تحتجزهم والتخلي عن السيطرة على القطاع، وفقا لما قاله مسؤول إسرائيلي كبير، وذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والدولية على حكومة بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ويضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.
وقال منسق ملف المفقودين والمختطفين الإسرائيليين غال هيرش في مقابلة مع بلومبيرغ، الثلاثاء إنه “مستعد لتوفير ممر آمن للسنوار وعائلته ومن يريد الانضمام إليه. نريد استعادة الرهائن. نريد نزع السلاح، ونزع التطرف وبالطبع نريد نظاما جديدا لإدارة غزة”.
وتدرك إسرائيل أن السنوار لن يقبل بصفقة مماثلة والتي سبق أن تم طرحها على قيادات حماس في مايو الماضي، إلا أنها تسعى لتخفيف الضغوط الداخلية وعائلات الرهائن الذين تزداد مطالبهم بإبرام صفقة مع حماس في أقرب وقت.
وتعثّرت المحادثات للتوصل إلى هدنة في الأسابيع الماضية، بسبب خلافات أبرزها الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر المعروف باسم “محور فيلادلفيا” الذي يصرّ نتنياهو على إبقاء قوات إسرائيلية فيه، في حين تتمسك حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
وكشف هيرش أنه عرض مقترحه على المعنيين قبل يومين، مؤكدا أن بلاده ستكون على استعداد أيضا للإفراج عن السجناء الذين تعتقلهم كجزء من أي صفقة. ووصف العرض بأنه جزء من جهد للتوصل إلى حلول جديدة مع تزايد ضعف احتمالات وقف إطلاق النار، معتبرا أن “حماس سعت حتى الآن إلى إملاء الشروط بدلا من التفاوض”.
ومنذ إعلان إسرائيل في الأول من سبتمبر استعادة 6 رهائن قالت إن حماس قتلتهم في جنوب غزة، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية، تزايدت الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق.
وتواصل الإدارة الأميركية أيضا الضغط على إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق. وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس، أن “من واجب الطرفين التوصل لاتفاق بشأن القضايا العالقة”.
تبرز “خطة جديدة” قد تشكل منفذا للخروج من حالة الانسداد الراهنة، إذ تداولت تقارير إعلامية غربية مقترح نشر قوات فلسطينية مدرّبة أميركياً، على محور فيلادلفيا الحدودي، كبديل عن الجيش الإسرائيلي الذي يصر نتنياهو، على الاحتفاظ بوجوده هناك.
وأقر الوزير الأميركي بأنه لحين الحصول على موافقة نهائية من كلا الجانبين، فإن الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه لوضع حد لأحد عشر شهرا من إراقة الدماء قد ينهار في أي لحظة، مشيرا إلى أنه كل يوم قد يجلب “حدثا فاصلا يتسبب ببساطة في إبطاء الأمور ويخاطر بإفشالها نظرا لحساسية الوضع”.
وعرض الرئيس الأميركي، في 31 مايو، خطة لوقف القتال لستة أسابيع في المرحلة الأولى وتتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى مقابل “إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين” لدى إسرائيل.
وسعت الولايات المتحدة، بالتعاون مع الوسيطين القطري والمصري، في الأسابيع الأخيرة إلى العمل على جسر الفجوات المتبقية.
وقال هيرش، إنه “بالتوازي، يجب أن أعمل على الخطط “ب” و”ج” و”د”، لأنني يجب أن أعيد الرهائن إلى ديارهم. الساعة تدق، ولا وقت أمام الرهائن”.
في المقابل، قالت حركة حماس الأسبوع الماضي، إنه لا توجد حاجة إلى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وإن المطلوب الآن هو الضغط على إسرائيل لقبول مقترح أميركي وافقت عليه الحركة بالفعل.
وذكرت حماس في بيان لها، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا “يهدف لإفشال التوصل لاتفاق”، مضيفة “نحذر من الوقوع في فخ نتنياهو وحيله حيث يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا”.
وذكرت بلومبيرغ، أن من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستقبل اقتراح مغادرة السنوار لغزة، خاصة بالنظر إلى تاريخ إسرائيل في العمليات التي تستهدف الأعداء في الخارج.
وسبق أن طرح قادة إسرائيليون خيار إبعاد قادة حماس خارج الأراضي الفلسطينية. ففي مايو الماضي صرح نتانياهو، بأن “مقترح الترحيل مطروح، وقد ناقشناه دوما. لكنني أعتقد أن الأهم هو استسلامهم. فإذا ألقوا أسلحتهم، ستنتهي الحرب”.
ويعتبر السنوار على رأس قائمة المطلوبين لإسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر. ويعتقد أنه العقل المدبر للعملية التي لم يظهر علنا منذ تنفيذها. وأعلنت حركة حماس، مطلع الشهر الماضي تعيينه رئيسا جديدا لمكتبها السياسي، خلفا لإسماعيل هنية، الذي قتل في العاصمة الإيرانية طهران.
وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت باغتيال السنوار وشقيقه محمد القيادي في الحركة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية مساء الأحد، عن غالانت قوله خلال جولة في ممر نتساريم الذي يُقسّم قطاع غزة إلى شمال وجنوب “الشقيقان السنوار ليسا محصنين، وهما مثل الضيف وعيسى سيرتكبان خطأ وعندها سنصل إليهما”.
ومحمد الضيف هو قائد “كتائب القسام” الجناح العسكري لحماس، وأعلنت إسرائيل أنها اغتالته بينما قالت الحركة إنه بخير، أما مروان عيسى فهو نائب الضيف، وأعلنت إسرائيل أيضا أنها اغتالته، دون تعليق من حماس.
وذكرت هيئة البث أن غالانت قام الأحد بـ”جولة تفقدية في ممر نتساريم بقطاع غزة”. وتابعت “تم إجراء تقييم للوضع العملياتي، بحضور قائد القيادة الجنوبية بالجيش يارون فينكلمان، وقائد الفرقة 252 يهودا فاخ وقادة الأقسام العاملة في هذا القطاع”.