إسرائيل تعتقل شقيقة إسماعيل هنية للضغط في مفاوضات الهدنة

القدس - أعلنت الشرطة الإسرائيلية الإثنين توقيف شقيقة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في منزلها بمدينة تل السبع في صحراء النقب، على خلفية تهم تتعلق بـ "الإرهاب"، في وقت تسعى الدولة العبرية إلى الضغط على الحركة بشأن مفاوضات صفقة الرهائن مع تصاعد الاحتجاجات المطالبة بإعادة المحتجزين.
وأكدت الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية أن "صباح عبدالسلام هنية (57 عاما) محتجزة في تل السبع وتخضع لتحقيق يشترك فيه جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)".
وقالت إنها تشتبه بقيام هنية التي تحمل الجنسية الإسرائيلية بـ"التواصل مع نشطاء في حماس والانتماء للمنظمة والتحريض ودعم الأعمال الإرهابية".
ولرئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في الدوحة، شقيقتان (صباح وليلى) تسكنان في جنوب إسرائيل وتحملان جنسيتها لزواجهما من عربيين إسرائيليين.
وقالت الشرطة إنها عثرت في منزل صباح هنية على "وثائق ووسائل إعلام وهواتف وغيرها من المتعلقات والأدلة التي ترتبط بارتكاب جرائم أمنية خطيرة ضد دولة إسرائيل".
ولم تعلق حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، ولا رئيس مكتبها السياسي هنية، على ما ذكرته الشرطة الإسرائيلية حتى الآن.
ويحرك حركة حماس "كيانان"، وهما مكتبها السياسي في قطر يترأسه هنية، وذراعها التنفيذية في غزة، حيث أن يحيى السنوار، هو رئيس المكتب السياسي للحركة وقيادي بارز في ذراعها العسكرية "كتائب القسام".
وتأتي عملية اعتقال شقيقة هنية مع بدء جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة، الأحد، سعيا للتوصل إلى هدنة بعد مرور ستة أشهر تقريبا على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي مواجهة الضغوط الدولية، بما في ذلك تلك التي تمارسها الولايات المتحدة وعائلات الرهان الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، أوفدت إسرائيل وفدا إلى القاهرة الأحد، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين ووقف إطلاق النار في الحرب على غزة.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مبعوث إسرائيلي قوله إن الهدف من المحادثات الجديدة في العاصمة المصرية هو أولا معرفة ما إذا كان من المنطقي أن يشارك رؤساء المخابرات الإسرائيلية في المفاوضات غير المباشرة خلال الأيام المقبلة.
وكانت إسرائيل "تشعر بخيبة أمل" من وساطة قطر، التي شهدت آخر جولة من المفاوضات قبل أن تنهار قبل أيام.
وتتوسط الولايات المتحدة وقطر ومصر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية منذ أسابيع بهدف تعليق الحملة العسكرية الإسرائيلية لمدة ستة أسابيع مقابل إطلاق سراح 40 رهينة من أصل 130 ما زالت الحركة الفلسطينية تحتجزهم في غزة.
وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، لقناة الجزيرة القطرية، الأحد، إن حركته تواصل المطالبة بوقف الهجمات الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى شمال القطاع وإعادة إعمار الشريط الساحلي.
وترفض إسرائيل ذلك، وتقول إنها ستستأنف في نهاية المطاف جهودها الرامية إلى تفكيك قدرات حماس العسكرية وإنهاء حكمها في غزة. واتهم حمدان إسرائيل بعرقلة المفاوضات.
ومن جهة أخرى، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حركة حماس الأحد، بتشديد مواقفها، في حين أبدت إسرائيل مرونة. وقال إن الحركة تطالب "بالعودة غير المنضبطة" للأشخاص إلى شمال قطاع غزة، "بما في ذلك أعضاء حماس".
وشدد نتنياهو على أن النصر على حماس لن يكون ممكنا إلا من خلال الهجوم على مدينة رفح على الحدود مع مصر. وقال نتنياهو: "سندمر كتائب حماس في رفح".
وشهدت الليلة الماضية تظاهرات احتجاجية واسعة وصاخبة في عدة مناطق من بينها القدس المحتلة انضمت إليها عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وطالبت باستقالة نتنياهو من منصبه.
واندلعت الحرب إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1160 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
وتعهّدت إسرائيل "القضاء" على حماس وهي تشنّ منذ ذلك الحين قصفا مكثّفا، وبدأت هجوما بريا في 27 أكتوبر، ما أدى الى مقتل 32782 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.