إسرائيل تعتزم السيطرة على مناطق واسعة من غزة وسط مخاوف من "ضم" بشكل دائم

غزة- أعلنت إسرائيل توسيعا كبيرا لعملياتها العسكرية في غزة الأربعاء، وقالت إنها ستسيطر على مناطق واسعة من القطاع وستضمها إلى المناطق الأمنية إلى جانب عمليات إخلاء واسعة النطاق لمناطق بالقطاع.
وتعزز الخطوة التسريبات التي تتحدث عن اعتزام إسرائيل ضم أكثر من ربع القطاع إليها بشكل دائم، وحصر سكان غزة في منطقة إنسانية صغيرة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان إن عمليات إخلاء واسعة النطاق ستحدث في مناطق القتال، ودعا سكان غزة إلى القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين، وقال إن هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب.
وأضاف أن العملية ستقضي على المسلحين وبنيتهم التحتية “مع السيطرة على مناطق واسعة ستضاف إلى المناطق الأمنية لدولة إسرائيل.”
وأصدر الجيش الإسرائيلي بالفعل تحذيرات بالإخلاء للسكان في مناطق بجنوب القطاع. وذكرت إذاعة (صوت فلسطين) أن المنطقة المحيطة برفح صارت شبه خاوية بعد أوامر الإخلاء.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 53 شخصا قتلوا في ضربات إسرائيلية الأربعاء، منهم 19 شخصا بينهم أطفال في غارة على مستشفى تابع للأمم المتحدة يُستخدم لإيواء النازحين.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف مبنى كان يستخدم سابقا مستشفى لكنه تحول إلى مركز قيادة وتحكم لحماس للتخطيط لهجمات، وأن الجيش استخدم المراقبة للحد من الخطر على المدنيين. ونفت حماس استخدام المبنى، ووصفت الاتهامات الإسرائيلية بأنها “محض افتراء.”
وفي موقع غارة في خان يونس، رفعت رضا الجبور حذاء صغيرا وأشارت إلى جدار ملطخ بالدماء وهي تروي كيف قُتلت إحدى الجارات مع طفلها (ثلاثة أشهر).
وقالت إنه منذ اللحظة التي وقعت فيها الغارة لم يتمكنوا من الجلوس أو النوم أو فعل أي شيء، واصفة كيف لم يتمكن موظفو الإنقاذ من فصل أشلاء القتلى. ولم يوضح بيان كاتس مساحة الأراضي التي تنوي إسرائيل السيطرة عليها أو ما إذا كانت هذه الخطوة تمثل ضما دائما للأراضي، مما سيزيد الضغط على سكان غزة الذين يعيشون بالفعل في واحدة من أكثر المناطق ازدحاما في العالم.
ووفقا لمنظمة (جيشا) الإسرائيلية لحقوق الإنسان، سيطرت إسرائيل بالفعل على نحو 62 كيلومترا مربعا، أي نحو 17 في المئة من إجمالي مساحة غزة، كجزء من منطقة عازلة حول أطراف القطاع.
وفي الوقت نفسه، أعلن قادة إسرائيليون خططا لتسهيل المغادرة الطوعية للفلسطينيين من القطاع بعد أن دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إخلائه نهائيا وإعادة تطويره ليصير منتجعا ساحليا تحت السيطرة الأميركية.

يسرائيل كاتس: أدعو سكان غزة إلى العمل الآن للقضاء على حماس
وجاءت تعليقات كاتس بعد أن كرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة حماس إلى نزع سلاحها، وقال إن ممارسة الضغط العسكري هو أفضل طريقة لاستعادة الرهائن المتبقين وعددهم 59.
وقال عامر الفرا، من سكان غزة “يبدو أن نتنياهو ما يوقف حربه على قطاع غزة ليهجرنا (حتى يتم تهجيرنا). لكن إحنا رغم الإبادة اللي بتصير فينا والمعاناة الشديدة، وكمواطن نزحت ثماني مرات… لكن إن شاء الله نزوح خارجي لن ننزح وسنبقى صامدين على هذه الأرض.”
ووجد قادة إسرائيل ما يشجعهم من خلال بوادر احتجاج في غزة على حماس التي تدير القطاع منذ عام 2007، وبدا أن العملية الموسعة تهدف بقدر ما إلى زيادة الضغط المدني على قادة الحركة.
وقال كاتس في بيانه “أدعو سكان غزة إلى العمل الآن للقضاء على حماس وإعادة جميع المخطوفين.. هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب.”
واستأنفت إسرائيل ضرباتها الجوية على غزة وأعادت قواتها البرية الشهر الماضي، بعد شهرين من الهدوء النسبي الذي أعقب إبرام هدنة بدعم أميركي للسماح بتبادل الرهائن لدى حماس مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقُتل المئات من الفلسطينيين منذ استئناف الضربات كما قطعت إسرائيل المساعدات عن القطاع قائلة إن حماس تأخذ الكثير من المواد التي تدخل إلى غزة.
ولم تحرز جهود وسطاء من قطر ومصر لإعادة المحادثات إلى مسارها من أجل إنهاء الحرب أيّ تقدم حتى الآن، وأثارت عودة الجيش إلى غزة احتجاجات في إسرائيل من عائلات الرهائن.
ومع تصاعد العملية في غزة، قصفت إسرائيل أيضا أهدافا في جنوب لبنان وسوريا، ونفّذت ضربة لاستهداف قائد في جماعة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء، مما زاد الضغط على اتفاقات وقف إطلاق النار الهشة التي أوقفت القتال إلى حد كبير في يناير.
واجتاحت إسرائيل قطاع غزة في أعقاب هجوم على جنوب إسرائيل شنه مسلحون بقيادة حماس، والذي أسفر وفقا للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة واقتيادهم إلى غزة.
ووفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين أسفرت الحرب الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، ودمرت قطاع غزة وأجبرت ما يقرب من 2.3 مليون نسمة على النزوح من منازلهم ليعيش مئات الآلاف في خيام وملاجئ عشوائية.