إسرائيل تعتزم السيطرة الكاملة على محور فيلادلفيا وسط صمت مصري

هانغبي يعلن سيطرة الجيش على ثلاثة أرباع المنطقة العازلة بين غزة ومصر مؤكدا أن الحرب على القطاع ستستمر حتى مطلع العام المقبل.
الأربعاء 2024/05/29
إسرائيل تدفع بدبابات للتوغل في رفح

القدس – أعلن مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي تساحي هانغبي اليوم الأربعاء أن الجيش يسيطر على ثلاثة أرباع محور فيلادلفيا- وهو منطقة عازلة ويخضع لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل- ويهدف إلى السيطرة إلى السيطرة عليه بالكامل لمنع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من تهريب الأسلحة.  

وقال هانغبي في تصريحات بثتها هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) إن الجيش بات يسيطر على 75 بالمئة من محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، وذلك رغم أوامر محكمة العدل الدولية بالوقف الفوري للهجوم الذي بدأته تل أبيب ضد مدينة رفح مطلع مايو الجاري.

وأضاف في تصريحاته أن إسرائيل "ستسيطر مع الوقت على محور فيلادلفيا بشكل كامل".

وأوضح "يوجد جانبين للحدود، الجانب المصري وجانب غزة، في داخل غزة يسيطر الجيش الإسرائيلي اليوم على 75 بالمئة من محور فيلادلفيا، وأعتقد أنه سيسيطر عليه بالكامل مع مرور الوقت"، بحسب هيئة البث العبرية.

وتابع "سويا مع المصريين يجب أن نتأكد من وقف التهريب عبر الأنفاق".

وتوقّع أن تستمر الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة منذ 8 شهور " حتى مطلع عام 2025 على الأقل".

وتزامنت تصريحات مع دفع إسرائيل اليوم الأربعاء بدبابات لتنفيذ هجمات سريعة في أنحاء رفح ثم التقهقر في تحد لقرار محكمة العدل الدولية وذلك لليوم الثاني بعد أن قالت واشنطن إن الهجوم الإسرائيلي هناك لا يصل إلى حد الاجتياح البري للمدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.

وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب مدينة رفح للمرة الأولى الثلاثاء رغم أن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم على المدينة التي كانت تمثل آخر ملاذ من الحرب في القطاع.

وأكدت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، معارضتها لأي عملية برية كبيرة في رفح لكنها قالت الثلاثاء إنها لا تعتقد أن مثل تلك العملية جارية.

وعلى عكس التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل في الهجوم البري في باقي القطاع، قال سكان في رفح إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في تل السلطان غرب المدينة وفي يبنا وقرب الشابورة في الوسط قبل التقهقر لمواقع قرب الحدود مع مصر.

وفي 7 مايو، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية في الجانب الشرقي من محور فيلادلفيا، وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته على معبر رفح البري.

وبذلك تكون القوات الإسرائيلية قد توغلت في محور فيلادلفيا وسيطرت على المعبر للمرة الأولى منذ انسحابها من قطاع غزة منتصف أغسطس 2005 وتسليمه للسلطة الفلسطينية آنذاك بموجب اتفاق المعابر الموقعة بين الجانبين.

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب المصري على تصريحات هانغبي بشأن مصير محور فيلادلفيا.

وسبق وأدانت مصر العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي.

ويسمى محور فيلادلفيا أيضا محور صلاح الدين ويقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر، وهو ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979، ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار، ويمتد بطول 14.5 كيلومترا من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبوسالم.

ووفقا لاتفاقية "كامب ديفيد" فإن المنطقة الحدودية (محور فيلادلفيا) تقع ضمن الأراضي الفلسطينية وأطلق عليها تصنيف "دال"، وتخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية التي حددت بحسب الاتفاقية بكتائب مشاة، تصل إلى 180 مركبة مدرعة من الأنواع كافة، وطاقم مكون من 4 آلاف عنصر، إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية.

ومنعت الاتفاقية وجود أي قوات مسلحة على الأراضي المصرية المتاخمة للحدود الفلسطينية التي أطلق عليها تصنيف "جيم"، وسمحت فقط لشرطة مدنية مصرية بأداء مهامها الاعتيادية بأسلحة خفيفة.

وعلى صعيد آخر، رفض هانغبي الاتهامات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يعرقل" المفاوضات التي من شأنها إعادة أسرى إسرائيليين من غزة.

وقال داعما نتنياهو "إنه لأمر بغيض أن يتم الحديث بهذا النوع من التلاعب، لقد وافق رئيس الوزراء ووزير الدفاع يوآف غالانت ومجلس الوزراء بالإجماع على الأنشطة التي خاطر فيها أبناؤنا بها لاستعادة القتلى، كما وسع صلاحيات الوفد المفاوض (بالمباحثات غير المباشرة مع حماس)".

وأضاف "لقد اضطرت إسرائيل إلى تآكل موقفها، لدرجة أن الأميركيين يقولون إن العرض الإسرائيلي سخي للغاية".

وفيما يتعلق بالدول التي اعترفت مؤخرا بدولة فلسطين وهي النرويج وأيرلندا وإسبانيا، وصفها هانغبي بأنها "ليست صديقة إسرائيل، بل معادية لنا". مضيفا "الدول الصديقة لا تزال ملتزمة تجاه إسرائيل".

ويرفض نتنياهو الاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة، بحجة أن من شأنها "شلّ الدولة" وتجميد مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس لمدة قد تصل إلى 8 شهور.

وفي 19 ماي، أمهل زعيم حزب "الوحدة الوطنية"، الوزير بحكومة الحرب بيني غانتس، نتنياهو حتى 8 يونيو المقبل، لوضع استراتيجية واضحة للحرب على غزة وما بعدها، وإلا فإنه سيستقيل من حكومة الحرب التي انضم إليها في 11 أكتوبر الماضي.

وتقول المعارضة إن نتنياهو عاجز عن تحقيق أهداف الحرب، ولاسيما القضاء على حماس وإعادة الأسرى من غزة، ويخضع لضغوط من وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.

ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.