إسرائيل تطلق النار ثانية على فلسطينيين ينتظرون المساعدات بغزة

حماس تحمل واشنطن وتل أبيب مسؤولية تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع في ظل ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية والجفاف.
الثلاثاء 2024/03/05
يتهافتون على شاحنات الإغاثة وسط نيران الجيش الإسرائيلي

غزة - لا تزال مشاهد مأساة دوار النابلسي ماثلة في أذهان آلاف الفلسطينيين والملايين حول العالم، حين أطلقت القوات الإسرائيلية قبل أيام قليلة النار على مدنيين فلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات الإغاثة للحصول على الغذاء، يبدو أن تلك الحادثة تكررت مساء الاثنين.

فقد أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي على فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات قرب دوار الكويت جنوبي مدينة غزة. وفق ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء الاثنين.

وقال المكتب في بيان "استهداف جيش الاحتلال للمدنيين الفلسطينيين وإطلاق الرصاص الحي عليهم لدى وصولهم إلى دوار الكويت على شارع صلاح الدين للحصول على الطحين والمساعدات الغذائية".

وأضاف "الاستهداف الإسرائيلي إمعان في تعزيز المجاعة، وتكريس الحصار وعدم الرغبة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية".

وحمل المكتب، الإدارة الأميركية وإسرائيل والمجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن تأزيم الواقع الإنساني وتفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة في ظل ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع وسوء التغذية والجفاف".

وطالب المكتب "بوقف حرب الإبادة الجماعية وإدخال 1000 شاحنة من المساعدات إلى جميع المحافظات خاصة شمال قطاع غزة".

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الإسرائيلي على بيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

من جهته قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، إن "الاحتلال يكرر استهداف الساعين للحصول على مساعدات كلما وصلت شاحنات، مشيرا إلى أن هناك تعمد لاستهداف الساعين للحصول على مساعدات لخلق حالة من الفوضى". وأضاف أن طريقة إيصال الشاحنات وظروف الحصول على المساعدات الشحيحة مهينة.

مساء الاثنين، وصلت 3 شاحنات من المساعدات الإنسانية إلى مدينة غزة عبر دوار الكويت جنوبي المدينة، وسط إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي.

وقال شهود عيان إن 3 شاحنات دخلت قطاع غزة عبر دوار الكويت، وأن مئات الفلسطينيين توافدوا نحو الشاحنات وحصلوا على المساعدات وسط إطلاق الجيش الإسرائيلي للنيران.

وجاء ذلك بعد حادث مشابه جرى الخميس الماضي حينما قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 127 فلسطينيا وأصاب ما يزيد عن 760 آخرين بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في منطقتين بمدينة غزة شمال القطاع ومنطقة في مدينة دير البلح (وسط)، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

في حين بررت إسرائيل "الحادث بتدافع السكان ودهس الشاحنات لعدد من الذين قاموا بمهاجمتها من أجل الحصول على المساعدات ونهب الغذاء" وفق زعمها.

إلا أن تلك المأساة لقيت انتقادات دولية واسعة، وتأكيد على ضرورة إدخال المزيد من شاحنات الإغاثة إلى القطاع المحاصر والمهدد بشبح المجاعة، وحماية المدنيين.

وكان مجلس الأمن الدولي حث إسرائيل على تسهيل وصول المعونات الإنسانية الكافية للمدنيين في جميع أنحاء القطاع بشكل فوري.

كما أبدى قلقه البالغ الأحد الماضي إزاء مواجهة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة انعدام الأمن الغذائي بسبب الحرب.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".