إسرائيل تطلب من واشنطن دعم أونروا بغزة لتفادي المواجهة العسكرية

طلب إسرائيلي بعدم تجميد الأموال المخصصة لأنروا يتعارض مع المواقف المتوافق عليه مع واشنطن من أن المنظمة تحولت إلى سبب لإدامة قضية اللاجئين.
الاثنين 2018/08/13
إسرائيل لا تمانع وقف الدعم الأميركي لخدمات أونروا في الضفة

القدس- طلبت إسرائيل، الاثنين، من الولايات المتحدة، عدم تجميد الأموال المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة، كي لا تتدهور الأوضاع في القطاع ما يؤدي إلى مواجهة عسكرية، لا تريدها إسرائيل.

لكن إسرائيل أوضحت أنها لا تمانع وقف الإدارة الأميركية الدعم للخدمات التي تقدمها "أونروا" في الضفة الغربية. وقالت صحيفة يسرائيل هيوم إنها حصلت على معلومات تشير إلى أن الطلب الإسرائيلي قدم للإدارة الأميركية قبل نحو بضعة شهور، ولا يزال قائما.

ويتعارض هذا الطلب مع الموقف المتوافق عليه مؤخرا بين إسرائيل والإدارة الأميركية من أن "أونروا" التي تتولى رعاية اللاجئين الفلسطينيين تحولت إلى سبب لإدامة قضية اللاجئين الذين صار عددهم أكثر من خمسة ملايين بسبب حصولهم على صفة لاجئ بالوراثة.

وتتفق إسرائيل والولايات المتحدة على ضرورة إنهاء تفويض "أونروا" ونقل مسؤولياتها عن اللاجئين الفلسطينيين إلى وكالات أخرى. وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت بداية 2018 انها ستقلص الدعم الذي تقدمه لـ"أونروا"، كما تدرس واشنطن بشكل متواصل طبيعة الدعم الذي تقدمه للوكالة الدولية.

واشنطن تدرس  بشكل متواصل طبيعة الدعم الذي تقدمه لأونروا
واشنطن تدرس  بشكل متواصل طبيعة الدعم الذي تقدمه لأونروا

وأدى تراجع الدعم الأميركي بشكل كبير إلى وضع الوكالة الأممية في أزمة مالية خانقة، جراء تجميد 300 مليون دولار من أصل المساعدات الأميركية البالغة 365 مليون دولار.

وحسب يسرائيل هيوم يفترض أن تنظر الإدارة الأميركية خلال الأسابيع القادمة من جديد في دعمها لـ"الأونروا" مع الأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر الإسرائيلية الأخيرة.

وتقول "أونروا"، إنها قررت عدم تجديد عقود، أكثر من 250 من موظفي برنامج الطوارئ (113 في غزة و154 في الضفة)، وإحالة حوالي 900 آخرين للدوام الجزئي حتى نهاية 2018، بسبب الأزمة المالية الخانقة.

وكانت مجلة فورين بوليسي الأميركية، كشفت في بداية الشهر الجاري أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدعم من صهره ومستشاره جاريد كوشنر، وأعضاء في الكونغرس، يعملون على إنهاء وضعية "لاجئ" لملايين الفلسطينيين من أجل وقف عمل "الأونروا".

وأضافت أن تلك المساعي تهدف إلى "إزاحة هذه القضية عن الطاولة في أي مفاوضات محتملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين". وتابعت أن هناك مشروعي قوانين اثنين على الأقل يتم طرحهما في الكونغرس حاليا من أجل دفع هذه المسألة.

أزمة مالية خانقة
أزمة مالية خانقة

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" قد نقلت نهاية شهر يوليو الماضي عن عضو في الكونغرس الأميركي قوله إنه يسعى لسن قانون جديد يعتبر عدد اللاجئين الفلسطينيين أربعين ألفا فقط، وليس أكثر من 5 ملايين.

ويهدف العضو في مجلس النواب داغ لمبورن عن الحزب الجمهوري إلى تخفيض الدعم الأميركي لـ"الأونروا"، عن طريق حصر تعريف اللاجئ الفلسطيني بمن تشردوا خلال النكبة فقط واستثناء نسلهم من الأجيال اللاحقة.

وتقدر "أونروا" عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم بخمسة ملايين ومئتي ألف لاجئ، هم اللاجئون الأصليون وأبناؤهم وأحفادهم. وأسست وكالة "أونروا" بموجب قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين.