إسرائيل تطالب بمنع مرور المساعدات الدولية لقطاع غزة عبر حماس

القدس - أكد مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية الاثنين أن أي مساعدات دولية ستصل إلى قطاع غزة يجب أن تمر عبر السلطة الفلسطينية، لا حركة حماس الإسلامية التي خاضت مع الدولة العبرية مؤخرا نزاعا دمويا استمر 11 يوما.
وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي قبل يوم على موعد زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة.
وقال المسؤول إن المساعدات الإنسانية الدولية يجب أن تستخدم في إعادة إعمار غزة ضمن آلية تجذب المانحين الدوليين، و"من دون أن تشكل خطرا على إسرائيل".
وأضاف "يجب أن تبنى جهود إعادة الإعمار" على تلك الآلية وعبر السلطة الفلسطينية "لتفادي الحاجة إلى تدفق المزيد من الموارد إلى حماس".
ويتهم مسؤولون إسرائيليون الحركة المسلحة المدعومة من إيران، بسحب أموال إعادة الإعمار من صراعات سابقة لبناء وحفر أنفاق تحت قطاع غزة، وإنتاج صواريخ.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الاثنين إنه "وقع خمسة أوامر مصادرة لمواد كيمياوية كانت متجهة إلى غزة"، وبحسب بيان صادر عن مكتبه فإن هذه المواد كانت ستستخدم في "أغراض مدنية وعسكرية (...) في موقع للتصنيع تابع للجناح العسكري لحركة حماس".
وتفرض إسرائيل منذ أكثر من 14 عاما حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة، حيث يعيش نحو مليوني نسمة في فقر ومعدلات بطالة مرتفعة خصوصا في صفوف الشباب.
وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى منع حماس التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية، من التزود بالأسلحة.
وتتعاون لجان مشتركة من السلطة الفلسطينية وحماس في إدارة شؤون القطاع بما في ذلك التبرعات التي تصل إليه.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان إن بلينكن "سيتحادث مع شركاء رئيسيين آخرين في المنطقة، خصوصا بشأن الجهود الدولية المنسقة لضمان وصول مساعدة فورية لغزة يستفيد منها السكان وليس حركة حماس".
وأبرمت كل من حماس وإسرائيل الخميس اتفاقا لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية دخل حيز التنفيذ فجر الجمعة.
وأدى التصعيد الأخير بين الجانبين والذي استمر 11 يوما إلى مقتل 248 فلسطينيا بينهم 66 طفلا ومقاتلون، و12 شخصا في الجانب الإسرائيلي بينهم طفل وجندي.
وتعهدت مصر بتقديم مساعدة قيمتها 500 مليون دولار إلى غزة للمساهمة في إعادة إعمار القطاع، فيما أعلن الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة عن تخصيصه 18.5 مليون دولار للجهود الإنسانية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن ستة آلاف شخص على الأقل أصبحوا بلا مأوى بسبب القصف.
وكانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينجز، أكدت أن التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة حماس "تسبب في وضع إنساني خطير في غزة".
وقالت في مؤتمر صحافي الأحد "المواطنون في غزة تحملوا معاناة قاسية، وقد تكبدت العائلات أضرارا بشرية ومادية"، مشيرة إلى أن "سكان القطاع تعرضوا لصدمة، وهم في حالة إحباط بعد جولة العنف الأخيرة".