إسرائيل تضر بمصداقيتها أمام الغرب بالمعلومات المضللة

آلة العلاقات العامة الإسرائيلية بذلت جهداً مفرطاً في الأسابيع الأخيرة للتأكيد على أن قصفها لغزة كان ضرورياً.
الثلاثاء 2023/11/21
معلومات غير دقيقة

تل أبيب - إلى جانب معركتها مع حماس، تخوض إسرائيل معركة إقناع العالم والولايات المتحدة بشكل رئيسي بأن حربها عادلة، ومن أجل هذه المهمة تنشر سيلا من المعلومات في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ثبت أن الكثير منها غير صحيح.

وذكر تقرير لشبكة “إن.بي.سي نيوز” الأميركية أن آلة العلاقات العامة الإسرائيلية بذلت جهداً مفرطاً في الأسابيع الأخيرة للتأكيد على أن قصفها لغزة كان ضرورياً وتم تنفيذه بطريقة تهدف إلى تقليل الوفيات بين المدنيين. وسمحت للصحافيين، بما في ذلك صحافيون من شبكة “إن.بي.سي”، بالتواجد مع جنودها في غزة، وحافظت على إيقاع ثابت من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلت الممثلين الإسرائيليين متاحين للظهور على شاشة التلفزيون.

وفي إسرائيل، يُعدّ المتحدثون الرسميون ضالعين بالرسالة الإعلامية التي ينبغي إيصالها، حيث يخوضون حرباً لا تقل أهمية بالنسبة عن الجنود الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية.

لكن في تواصلها الأخير مع حلفائها العالميين، أصدرت إسرائيل عدة معلومات غير دقيقة أو مختلف حولها بما في ذلك الادعاء بأن التقويم العربي كان بمثابة جدول زمني لخاطفي حماس، واستخدام الستائر كدليل على تصوير مقاطع فيديو للرهائن في المستشفى.

إسرائيل تخوض إلى جانب معركتها مع حماس معركة إقناع العالم والولايات المتحدة بشكل رئيسي بأن حربها عادلة

وساهم رد الفعل واسع النطاق على الأدلة المشكوك فيها بإضعاف مصداقية إسرائيل، وفقا لبعض الخبراء، وقال الجيش الإسرائيلي إنه أصدر “تصحيحا سريعا” لتعليق المتحدث باسمه دانيال هاغاري على التقويم، وأن “أي تلميحات بأن الجيش الإسرائيلي يتلاعب بوسائل الإعلام غير صحيحة”.

وأضاف في بيان “إننا نتخذ جميع الاحتياطات اللازمة للإبلاغ عن أكبر قدر ممكن من المعلومات، مع الحفاظ على سلامة قواتنا واستعدادنا العملياتي”.

واتُهمت إسرائيل بنشر معلومات مضللة بشأن الحرب أيضا. ففي الأسبوع الماضي، نشر المتحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإعلام العربي أوفير غندلمان على منصة إكس مقطع فيديو قال إنه “يظهر سكان غزة وهم يقومون بتزييف إصاباتهم بالمكياج”.

وعلى الرغم من أن عددا من الأشخاص صححوا للمتحدث بأن اللقطات كانت في الواقع من فيلم لبناني، فإنه لم يتم حذفه حتى يوم الجمعة الماضي.

وقال إتش آي هيلير وهو باحث بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام، إنه في هذه المرحلة يتم الإضرار بـ”المصداقية”، في إشارة إلى الروايات غير الدقيقة. وأضاف “المفارقة هي أنهم قد يجدون شيئا ما حقيقيا ولن يصدقهم أحد”.

وعرّفت العديد من المنشورات على وسائل التواصل وبشكل زائف تسجيلا مصوّرا قديما يظهر جريحا على سرير في أحد المستشفيات على أنه لمدون فلسطيني وثّق القصف الإسرائيلي لغزة.

المتحدثون الرسميون يخوضون حرباً إعلامية لا تقل أهمية عن الجنود الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية

وقد روّجت المنشورات لرواية زائفة مفادها أن المدوّن مثّل بأنه مصاب ليوم واحد ومن ثم كان يمشي دون أن تبدو عليه آثار أي إصابات.

وقال مؤثّر إسرائيلي في منشور حصل على ملايين المشاهدات على منصة إكس “مدوّن فلسطيني يتعافى بمعجزة بعد يوم من القصف الإسرائيلي”. وأضاف “بالأمس نُقل إلى المستشفى، واليوم.. يمشي وكأن شيئا لم يكن”.

لكن المنشورات خلطت صور شخصين مختلفين، وفق ما خلص إليه فريق تقصي الحقائق بوكالة فرانس برس، بالاعتماد على عمليات البحث بالصور.

وكانت إحدى الصور لمقاتل فقد ساقه في يوليو خلال إسرائيلية في الضفة الغربية. وأما الثانية فهي لمدوّن في غزة يدعى صالح الجعفراوي.

وفي تأكيد على التداعيات ميدانيا للتضليل الإعلامي في أوقات الحرب، أثارت المنشورات سيلا من الإساءات عبر الإنترنت. وقال مايك كولفيلد الذي يبحث في الأكاذيب على الإنترنت بمركز الجمهور المستنير التابع لجامعة واشنطن إن اتهام الناس كذبا بتزييف معاناتهم بات أحد تكتيكات التضليل “التي يمكن توقعها”.

وبحسب قناة “إن.بي.سي نيوز” تمكنت بعض دعاية حماس من تجنب الجهود الغربية للحد من انتشارها، وقال هيلير الذي شملت مسيرته المهنية أدوارًا عليا في مكافحة التطرف في الحكومة البريطانية، إنه لا ينبغي النظر إلى حرب المعلومات على أنها بين طرفين متساويين.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن قدراً كبيراً من التعاطف الذي تلقته إسرائيل بعد هجمات 7 أكتوبر قد انحسر الآن في مواجهة الصور التي تظهر الخسائر البشرية والدمار الشامل في غزة.

5