إسرائيل تضرب معقل حزب الله بضاحية بيروت للمرة الثانية منذ الهدنة

جوزيف عون يصف غارة إسرائيلية استهدفت قياديا في حزب الله بأنها إنذار خطير حول النيات المبيتة ضد لبنان.
الثلاثاء 2025/04/01
رسالة ردع لحزب الله وحماس

بيروت - أعلنت إسرائيل قتل القيادي في حزب الله حسن بدير في غارة ليلية على ضاحية بيروت الجنوبية، وفق ما أكد بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن الداخلي (شاباك) وجهاز الاستخبارات (موساد) الثلاثاء في ثاني ضربة من نوعها تستهدف معقل الحزب الشيعي منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بينه وبين الدولة العبرية في نوفمبر.

وجاء في البيان أن "الجيش الإسرائيلي ... قام بضرب وتصفية الإرهابي حسن علي محمود بدير" معاون مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله، وأوضح أن "بدير تعامل مؤخرا مع (حركة) حماس وقاد إرهابيين من حماس وساعدهم على التخطيط والتحضير لهجوم إرهابي ضخم وآني على مدنيين إسرائيليين"، مشيرا إلى أنه "تم ضربه على الفور لإزالة الخطر"، بدون مزيد من التفاصيل.

وقال مصدر مقرب من حزب الله إن الغارة الإسرائيلية فجر الثلاثاء على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت "معاون مسؤول الملف الفلسطيني" في الحزب المدعوم من إيران.

وأفاد المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، وكالة فرانس برس بأن الغارة "استهدفت حسن بدير وهو معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب وشقيق مسؤول الإعلام الحربي في الحزب" مشيرا إلى أن الغارة وقعت "أثناء وجوده مع عائلته في منزله".

وعبر هذه العملية، أكدت إسرائيل على استراتيجية الردع النشط، موجهة رسالة قوية إلى حزب الله وحماس، هدفها هو تقويض القدرات العسكرية والاستخباراتية لحزب الله، وإظهار تصميمها على مواجهة أي تهديد، حتى في قلب معاقل الحزب المدعوم إيرانيا.

وأسفرت الغارة عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، مما أثار شكوكًا حول استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. ولم يصدر أي بيان من حزب الله بشأن هوية القتلى حتى الآن.

ووقع الهجوم بعد أيام قليلة من ضربة إسرائيلية سابقة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية معقل حزب الله.

وأدان الرئيس اللبناني جوزيف عون اليوم الثلاثاء الضربة الجوية الإسرائيلية، واصفًا إياها بأنها "إنذار خطير حول النيات المبيتة ضد لبنان".

وأضاف عون "التمادي الإسرائيلي في عدوانيته يقتضي منا المزيد من الجهد لمخاطبة أصدقاء لبنان في العالم وحشدهم دعما لحقنا في سيادة كاملة على أرضنا".

وندد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في بيان صادر عن مكتبه بـ"العدوان الإسرائيلي" على الضاحية الجنوبية مؤكدا أنه يشكل "خرقا واضحا للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية" و"انتهاكا صارخا للقرار الأممي 1701" الذي أنهى في صيف 2006 حربا مدمرة بين حزب الله وإسرائيل.

وألحقت الضربة الجوية في بيروت أضرارا بالطوابق الثلاثة العليا من مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، وهي معقل حزب الله، وتحطمت شرفات تلك الطوابق. وظل زجاج الطوابق السفلية سليما، مما يشير إلى أن الضربة كانت محددة الهدف. وتوجهت سيارات إسعاف إلى المكان لنقل القتلى والمصابين.

ولم يصدر أي تحذير بإخلاء المنطقة قبل الضربة، وأفاد شهود بأن عائلات فرت في أعقابها إلى مناطق أخرى من بيروت.

وأوقفت الهدنة الصراع الذي استمر عاما، وتم بموجبها إخلاء جنوب لبنان من مقاتلي جماعة حزب الله وأسلحتها ونشر القوات اللبنانية في المنطقة وانسحاب القوات البرية الإسرائيلية. لكن كل طرف يتهم الآخر بعدم الالتزام الكامل بهذه الشروط.

وتزايدت المؤشرات في الآونة الأخيرة على هشاشة وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. فقد أرجأت إسرائيل ما وعدت به من انسحاب قواتها في يناير، وأعلنت في مارس أنها اعترضت صواريخ أُطلقت من لبنان، وأن ذلك دفعها إلى قصف أهداف في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان.

ونفت الجماعة المتحالفة مع إيران أي تورط لها في إطلاق الصواريخ.

وإثر تلك الغارة، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن حزبه لن يقبل بأن تقصف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال "لا يمكن أن نقبل بأن تكون هناك معادلة تستبيح فيها إسرائيل لبنان وتسرح وتمرح في أي وقت تريد ونحن نتفرج عليها. كل شيء له حد".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الثلاثاء إن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هجمات صاروخية انطلقت من لبنان، وإن واشنطن تحمل "الإرهابيين" مسؤولية استئناف الأعمال القتالية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عبر البريد الإلكتروني "استؤنفت الأعمال القتالية لأن الإرهابيين أطلقوا صواريخ على إسرائيل من لبنان"، مضيفا أن واشنطن تدعم رد إسرائيل.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شنّ غارات على جنوب لبنان وشرقه تقول إنها تضرب أهدافا عسكرية لحزب الله.

كما تتّهم إسرائيل الدولة اللبنانية بعدم تنفيذ قسطها من الاتفاق والقاضي بتفكيك ترسانة حزب الله العسكرية وإبعاده عن حدودها.

ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب، لكنّ الدولة العبرية أبقت قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخوّلها الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود.

واشتعل الصراع الإسرائيلي اللبناني الذي قُتل فيه الآلاف على خلفية الحرب على غزة في 2023 عندما بدأت جماعة حزب الله في إطلاق الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية دعما لحليفتها حماس.

وتشير إحصاءات السلطات الصحية الفلسطينية إلى أن الحرب في غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني. وبدأت الحملة في السابع من أكتوبر 2023 عندما اقتحم مسلحون من حماس الحدود، وقالت إسرائيل إن المسلحين قتلوا أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجزوا نحو 250 شخصا في غزة.