إسرائيل تضخ الكهرباء لمحطة تحلية المياه في غزة

القدس – أعلنت إسرائيل اليوم الثلاثاء أنها ستربط محطة لتحلية المياه تدعمها منظمة اليونيسيف في جنوب غزة بالكهرباء وسط الحصار المطبق الذي تفرضه على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وقالت وحدة تنسيق الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) في بيان "تم ربط خط كهرباء جديد من إسرائيل مباشرة بمحطة تحلية المياه في خان يونس".
وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يحدد الجيش الإسرائيلي متى سيتم تفعيل الكهرباء.
وقال مصدر في شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة "لا يوجد كهرباء لدينا حتى الآن، لكننا نستعد لاحتمال قيامهم بتفعيل الخط" في خان يونس.
وأشارت منظمة اليونيسيف الخميس إلى أنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل لإعادة تزويد محطة تحلية المياه في خان يونس بالكهرباء.
وقال المتحدث باسم اليونيسيف في الأراضي الفلسطينية جوناثان كريكس لوكالة الصحافة الفرنسية "هذه خطوة مهمة ونتطلع إلى أن تؤتي ثمارها".
وتزداد الحاجة في قطاع غزة الذي يشهد حربا مستمرة منذ نحو تسعة شهر للمياه.
وفي وثيقة داخلية، وصف وزير الدفاع يوآف غالانت العمل على تعزيز المياه في القطاع بأنه "حاجة إنسانية أساسية"، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ومع ذلك، فإن هذه المبادرة من جانب إسرائيل أثارت غضب بعض الوزراء في الحكومة اليمينية.
وقال وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش، في منشور على منصة إكس "نحن نعيد بناء غزة بأنفسنا قبل أن يتم نزع سلاحها.. سيدي رئيس الوزراء أوقف هذه الحماقة".
كما انتقد عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل" بيتنا" هذه الخطوة وكتب على منصة إكس "أعمال البنية التحتية في غزة تمهيدا للربط المتوقع بالكهرباء الإسرائيلية هي حماقة أكبر".
وأضاف "القرار الذي يجب اتخاذه اليوم هو الفصل التام بين إسرائيل وقطاع غزة، لا كهرباء ولا ماء ولا وقود ولا بضائع، الفصل الكامل".
وقالت وكالات إغاثة غربية إن الهجوم الإسرائيلي على حركة حماس في غزة ردا على قيام الجماعة بقتل نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 251 رهينة في السابع من أكتوبر ترك ملايين الأشخاص في غزة يعانون من نقص الغذاء وشح المياه وسوء الصرف الصحي.
ووفقا لتقديرات جديدة للجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، يوجد حاليا نحو 1.9 مليون فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة في المنطقة الإنسانية التي حددتها إسرائيل - والتي تقع في منطقة المواصي على ساحل القطاع، وفي الأحياء الغربية من خان يونس، وفي دير البلح بوسط غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن محطة تحلية المياه الكبيرة ستكون قادرة على توفير 20 ألف متر مكعب من المياه يوميا للمنطقة الإنسانية، بمجرد ربطها بالطاقة الإسرائيلية.
وهذا غير كاف على الإطلاق لإمداد سكان القطاع، الذين مزقتهم الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.
واليوم لا يوفر المرفق سوى حوالي 1500 متر مكعب بسبب نقص الكهرباء، ويتم الحصول على الطاقة الحالية من المولدات والطاقة الشمسية
وتعتمد غزة على إسرائيل في توفير معظم احتياجاتها من الكهرباء. وقد انقطعت هذه الكهرباء إلى حد كبير منذ بدء القتال بعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر.
وتم إنشاء منشأة تحلية المياه بتمويل من الأمم المتحدة في عام 2017 لتوفير مياه الشرب لمناطق دير البلح وخان يونس والمواصي، حيث تقع المنطقة الإنسانية حاليًا، إلى جانب الغالبية العظمى من السكان الفلسطينيين.
وتعتبر زيادة مياه الشرب ضرورية بشكل خاص خلال فصل الصيف، كما تحتاج المنطقة الإنسانية إلى المياه للصرف الصحي لمنع انتشار الأمراض.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل عن مسؤولين أمنيين قولهم إن مثل هذه الأمراض قد تلحق الضرر أيضًا بالجنود الإسرائيليين في غزة، فضلاً عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
وأضافوا أن منع الأزمة الإنسانية في غزة هو المفتاح لمواصلة القتال ضد جماعة حماس، وإلا فإن البلاد قد تضطر إلى إنهاء الحرب بسبب الضغوط الدولية أو أوامر محكمة العدل الدولية.
وبدوره قال مصدر عسكري للصحيفة إن محطة تحلية المياه ستكون بمثابة "عامل تغيير" في جهود إسرائيل لمنع وقوع كارثة إنسانية في غزة، إلى جانب زيادة المساعدات التي تدخل القطاع في الأشهر الأخيرة، فضلا عن الجهود المبذولة لتحسين التنسيق مع المنظمات الإنسانية الدولية.
وأضاف المصدر أن غالانت التقى خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، أعضاء المنظمات الإنسانية ومسؤولي الأمم المتحدة المعنيين بمثل هذه الأمور.
ووافق مسؤولون حكوميون، بمن فيهم وزير الدفاع ووزير الطاقة، على خطوة توفير الطاقة لمحطة تحلية المياه.
وكان من المقرر أن تدير المنشأة سلطة المياه الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقراً لها، والتي لا تتبع لحماس، إلى جانب منظمات إنسانية دولية.
وقال المسؤولون إن المحطة سوف تُفصل على الفور إذا اكتشف الجيش أن حماس تسحب الكهرباء لأغراض أخرى.
وبالإضافة إلى 1.9 مليون فلسطيني يقيمون في المنطقة الإنسانية، وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، لا يزال هناك بضع مئات الآلاف من الفلسطينيين في شمال غزة، ولا يزال نحو 20 ألف فلسطيني في منطقة رفح.
وكان نحو 1.4 مليون فلسطيني يقيمون في رفح حتى شنت قوات الدفاع الإسرائيلية هجومها هناك في مايو الماضي، وأمرت المدنيين بالانتقال إلى المنطقة الإنسانية.