إسرائيل تصعد تحركاتها ضد إيران في سوريا

دمشق - صعد الجيش الإسرائيلي من هجماته في سوريا حيث قصف فجر الاثنين مواقع تابعة للقوات الحكومية السورية وللحرس الثوري الإيراني في وسط البلاد بعد هجمات له فجر الأحد استهدفت الجنوب.
ويتزامن التصعيد الإسرائيلي مع عملية عسكرية يشنها النظام السوري في شمال غرب البلاد تستهدف الجماعات المعارضة والجهادية. وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب دمشق وموسكو بوقف “القصف الجهنّمي” على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها أساسا هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، معربا عن أسفه لأنّ الكثير من المدنيين يروحون ضحيّة “هذه المذبحة".
وربط البعض التصعيد الإسرائيلي باستغلال إيران انشغال دمشق وموسكو في معركة إدلب لإعادة تثبيت موطئ قدم لها بالقرب من الحدود مع إسرائيل على ضوء التوتر بينها وبين الولايات المتحدة.
وتؤشر هذه التطورات إلى تعقيد النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011، مع تورط أطراف عدة فيه على الأرض، وتدخلات إقليمية ودولية.
ومنذ 2011، نفذت إسرائيل العشرات من الضربات ضد الجيش السوري، وضد مواقع وقوات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني تقاتل إلى جانب القوات الحكومية.
وأعلنت دمشق فجر الاثنين أنّ دفاعاتها الجوية تصدّت لـ”عدوان إسرائيلي” استهدف مطار التيفور العسكري في ريف حمص (وسط) وأسفر في حصيلة أولية عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح، إضافة إلى إصابة مستودع ذخيرة وأضرار مادية أخرى.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن مصدر عسكري قوله إنّ “وسائط دفاعنا الجوي تصدّت لعدوان إسرائيلي ودمّرت صاروخين من الصواريخ التي استهدفت مطار التيفور”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ سلاح الجو الإسرائيلي أغار على المطار “الذي تتواجد فيه مستودعات وقواعد عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وأضاف أنّ الغارة أسفرت عن “مقتل خمسة أشخاص على الأقل، بينهم جندي من قوات النظام، كما أصيب آخرون بجروح متفاوتة”، مشيرا إلى أنّ “عدد الذين قتلوا مرشّح للارتفاع لوجود بعض الجرحى بحالات خطرة”.
ورفضت إسرائيل التعليق على الخبر، وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لا نعلّق على تقارير أجنبية”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، هذه الضربات الجوية الإسرائيلية الثانية من نوعها التي تستهدف الأراضي السورية في غضون 24 ساعة. فقد نفذت إسرائيل فجر الأحد ضربات جوية على مواقع في جنوب سوريا أسفرت عن سقوط عشرة قتلى هم ثلاثة جنود سوريين وسبعة مقاتلين موالين للقوات الحكومية من جنسيات غير سورية.
وكان الجيش الإسرائيلي تبنى هذه الغارات، مشيرا إلى أن القصف جاء ردّا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية باتجاه جبل الشيخ في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وأكدت دمشق مقتل ثلاثة جنود من قواتها. وحمّل الجيش الإسرائيلي النظام السوري “المسؤولية عن كل نشاط ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية”.
وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أنه أمر بإطلاق صواريخ على مواقع للجيش السوري بعد إطلاق قذائف صاروخية سورية على الأراضي الإسرائيلية، مؤكدا في بيان “لن نسمح بإطلاق النار على أراضينا”.
ويرى مراقبون أنه لا يمكن تجاهل أن هذا التصعيد في جانب منه هو رسالة من نتنياهو للداخل الإسرائيلي في ظل اشتداد الضغوط عليه وإمكانية أن يجد نفسه خارج حلبة السياسة الإسرائيلية في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وكان نتنياهو قد فشل في تشكيل حكومة ائتلافية ما اضطره وحزبه الليكود إلى الدفع بانتخابات جديدة مرجح إجراؤها في 17 سبتمبر المقبل، وذلك لتفادي تهديد أكثر خطورة وهو تكليف الرئيس رؤوفين ريفلين بشخصية أخرى لتشكيل الحكومة العتيدة.
وترى أوساط أن فرص نجاح وفشل نتنياهو في الانتخابات المقبلة تبدو متساوية، في ظل الاتهامات بالفساد التي تلاحقه.
ويطمح نتنياهو إلى أن يحقق الرقم القياسي لديفيد بن غوريون أحد مؤسسي إسرائيل في منصب رئاسة الوزراء.