إسرائيل تسرّع من تحضيراتها لضرب إيران

سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لتنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية.
الاثنين 2021/12/27
أفيف كوخافي يحدد هدف القصف

القدس - وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي بتسريع الاستعدادات لهجوم محتمل ضد إيران، غداة تحذير رئيس الأخيرة، إبراهيم رئيسي من أن أي تحرك عدائي تجاه بلاده سيواجه برد عسكري حازم.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد بأن كوخافي “وجه بتسريع التحضيرات لشن هجوم محتمل على إيران، وشمل ذلك إيعازا إلى سلاح الجو بإجراء تعديلات على البرامج التدريبية للطيارين والملاحين”.

وأضافت أن “التعديلات ستنعكس في الجزء الأكثر تقدما من تدريب الطيارين، قبل أن يصبحوا لائقين للنشاط العملياتي”.

وأوضحت الإذاعة أنه “سيتم تغيير عملية التدريب، بحيث تكون أكثر انسجاما مع مخطط الأنشطة العملياتية الخاصة بشن هجوم على إيران”.

إبراهيم رئيسي: أي تحرك عدائي سيواجه برد حازم من قبل قواتنا المسلحة

والسبت، أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن أي تحرك عدائي “سيواجه ردا حازما من قبل القوات المسلحة الإيرانية، بما يؤدي إلى قلب المعادلات الاستراتيجية في المنطقة”.

وكانت إسرائيل أعلنت في الأسابيع الأخيرة أنها تستعد لتنفيذ هجمات على منشآت نووية إيرانية، فيما رد مسؤولون إيرانيون بالقول إن أي هجوم إسرائيلي سيتم الرد عليه.

وكشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن إيران اتخذت مؤخرا عدة خطوات قد تسمح لها بأن تختصر بشكل كبير الوقت الذي سيستغرقه تطوير سلاح نووي، إذا قرر النظام الاندفاع إليه، رغم انخراطها في التفاوض على اتفاق نووي جديد.

وأشارت التقارير إلى أن تحركات إيران الأخيرة، بما في ذلك تكديس اليورانيوم المخصب منخفض الدرجة، وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، وتوسيع العديد من المنشآت النووية، ومتابعة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 20 في المئة، ومؤخرا الإعلان عن خطط لإنتاج معدن اليورانيوم لوقود المفاعل، تعني أن توجّه إيران نحو الأصول النووية آخذ في الازدياد.

ولا يستبعد مراقبون، بناء على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، أن تبادر تل أبيب إلى عملية اعتداء جوي وصاروخي بعيد المدى، تستهدف من خلالها نقاطا محددة داخل إيران، ومنها أهداف محضرة لمواقع ومنشآت نووية تشترك أو اشتركت سابقا مع الولايات المتحدة في كشفها، فتدمر بهذه الضربة المنشآت النووية الإيرانية الأقرب قدرة في الإمكانية وفي التوقيت على تصنيع قنبلة نووية، وبعد ذلك، ستجد أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي لن تكون مزعجة لها، على الأقل في المدى المنظور.

وتحاول إيران والقوى العالمية، في محادثات تجرى في فيينا، إحياء اتفاق 2015 النووي الذي تقلص إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وردت طهران بانتهاك شروط الاتفاق.

وتهدف المفاوضات التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي إلى عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق في مايو 2018، ودفع إيران إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.

وتصر طهران على رفع كامل العقوبات الأميركية قبل أن تعود إلى التزاماتها النووية التي تخلت عنها خلال السنوات الماضية، بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق وأعادت فرض عقوبات مشددة عليها. وتعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

لا يستبعد مراقبون، بناء على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، أن تبادر تل أبيب إلى عملية اعتداء جوي وصاروخي بعيد المدى، تستهدف من خلالها نقاطا محددة داخل إيران، ومنها أهداف محضرة لمواقع ومنشآت نووية

وتتخوف إسرائيل من موقف الولايات المتحدة من تهديدات إيران على أمنها القومي ووجودها كدولة، بعد تصريحات متتالية من كبار المسؤولين الإيرانيين هددوا فيها بإزالة إسرائيل من الخارطة السياسية الدولية، حسب تعبير اللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري الإيراني.

ونقل راديو الجيش الإسرائيلي في الحادي عشر من ديسمبر عن وزير الدفاع بيني غانتس، أنه أبلغ الولايات المتحدة بأنه أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للخيار العسكري ضد إيران.

وبحث وزيرا الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس والأميركي لويد أوستن في العاشر من ديسمبر في البنتاغون، التنسيق العسكري لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية، والجاهزية العسكرية لمواجهة التهديد المشترك الذي تمثله إيران.

لكن البنتاغون قال إن الإدارة الأميركية تعتقد أن الفرصة لا تزال متاحة لنجاح الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي.

ووفق صحف أميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين، فإن جو بايدن طلب قبل عدة أسابيع من مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، مراجعة خطة البنتاغون المعدلة لاتخاذ إجراء عسكري إذا انهار الجهد الدبلوماسي، كما أوضح مسؤولو الإدارة الجهود الجديدة لتشديد العقوبات على إيران بدلا من تخفيفها.

5