إسرائيل تستهدف مبنى في دمشق يقصده عناصر حزب الله وإيرانيون

المرصد السوري يؤكد مقتل ثلاثة أشخاص من بينهم اثنين من غير الجنسية السورية ويعتبر أن الهجوم مشابها لعملية اغتيال صالح العاروري في بيروت.
الأربعاء 2024/02/21
تطويق المبنى بعد إخماد الحريق

دمشق - قتل ثلاثة أشخاص على الأقل جراء ضربة إسرائيلية استهدفت الأربعاء شقة في حي راق بمنطقة كفرسوسة بالعاصمة دمشق، في استهداف هو الثاني لمبنى سكني خلال الشهر الحالي.

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري قوله "حوالي الساعة 9:40 من صباح هذا اليوم شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا بعدد من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا أحد المباني السكنية في حي كفرسوسة بدمشق".

وأضاف المصدر "أسفر العدوان عن استشهاد مدنيين اثنين وإصابة آخر بجروح وإلحاق أضرار مادية بالمبنى المستهدف وبعض الأبنية المجاورة".

ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الهجوم أسفر عن مقتل 3 أشخاص من بينهم مدني، فيما الاثنين الآخرين من الجنسية غير السورية، مشيرا إلى أن المنطقة عادة ما تشهد تردد قيادات من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.

وأضاف أن الاستهداف تسبب بسقوط جرحى بالإضافة لأضرار مادية أيضاً بالشقة المستهدفة والمبنى الواقعة ضمنه، معتبرا أن الهجوم مشابها لعملية اغتيال نائب رئيس حركة حماس وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، بعد استهدف طائرة مسيرة لمكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت.

واستهدف القصف، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، مبنى مؤلفا من تسعة طوابق. وقد تركزت الأضرار في الطابق الرابع منه الذي تحطمت واجهته. كذلك ألحقت الضربة أضراراً بسيارات متوقفة قرب المبنى.

وتضم المنطقة مبان سكنية ومدارس ومراكز ثقافية إيرانية، وتقع بالقرب من مجمع كبير يخضع لحراسة مشددة تستخدمه الأجهزة الأمنية. وجرى استهداف المنطقة في هجوم إسرائيلي في فبراير 2023 أدى إلى مقتل خبراء عسكريين إيرانيين.

ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" صوراً أظهرت حريقاً مندلعاً في الشقة المستهدفة، عملت فرق الإطفاء على إخماده، في وقت فرضت القوى الأمنية طوقاً في المكان. وقال المصدر الأمني إن "الهجوم لم يحقق أهدافه".

ويعد حي كفرسوسة من الأحياء الراقية في دمشق. وتوجد فيه مؤسسات رسمية ومقرات عسكرية وأفرع أمنية. كذلك، يضم مركزاً ثقافيا إيرانيا قريبا من المبنى المستهدف، وفق المرصد السوري.

وفي الحي نفسه، الخاضع لمراقبة أمنية شديدة، اغتيل القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية في العام 2008.

وتعرضت دمشق ومحيطها لضربات إسرائيلية مماثلة خلال الشهر الحالي.

وأحصى المرصد في العاشر من الشهر الحالي مقتل ثلاثة أشخاص موالين لطهران جراء ضربات جوّية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا غرب دمشق.

وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانيّة وأخرى لحزب الله اللبناني، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، وأيضاً مواقع للجيش السوري.

لكن هذه الضربات تكثّفت بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وفي 3 فبراير، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن بلاده هاجمت أكثر من 50 هدفا لحزب الله في سوريا منذ بدء الحرب في غزة.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تصفه بمساع تبذلها طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وقالت مصادر مطلعة لرويترز في وقت سابق من هذا الشهر إن الحرس الثوري قلص انتشار كبار ضباطه في سوريا نتيجة هذه الهجمات ويعتزم زيادة الاعتماد على فصائل شيعية متحالفة معه للحفاظ على نفوذه هناك.

وسعت إيران الداعمة لحركة حماس إلى البقاء خارج الصراع ذاته رغم دعمها الجماعات التي دخلت المعركة من لبنان واليمن والعراق وسوريا فيما يسمى "محور المقاومة" المعادي لإسرائيل وللمصالح الأميركية.