إسرائيل تستهدف البنية التحتية للفصائل الفلسطينية في مخيمات الضفة الغربية

رام الله - وسع الجيش الإسرائيلي فجر الأحد عمليته العسكرية التي أطلق عليها تسمية “الجدار الحديدي”، في شمال الضفة الغربية المحتلة، لتشمل مخيم نور شمس، شرق طولكرم، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهدف من ذلك هو تدمير البنية التحتية للفصائل الفلسطينية في الضفة.
وتتزامن العملية في الضفة الغربية مع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي قطع أشواطا مهمة في مرحلته الأولى، آخرها انسحاب القوات الإسرائيلية من مفترق نتساريم على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع وجنوبه حيث سمح للمركبات بالتنقل في الاتجاهين للمرة الأولى.
ويضغط اليمين الإسرائيلي من أجل المضي في العملية الجارية في الضفة الغربية، وكان إطلاق عملية “الجدار الحديدي” أحد الشروط التي فرضها اليمين المتطرف على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقبول باتفاق غزة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي عبر منصة إكس “تقوم قوات الجيش الإسرائيلي الأحد بتوسيع عملية الجدار الحديدي في شمال الضفة الغربية لتشمل مخيم نور شمس للاجئين.”
ولفت إلى أن الهدف من ذلك هو تدمير “البنية التحتية للإرهاب” في مخيمات اللاجئين ومنع عودتها. ومضى كاتس قائلا “لن نسمح لمحور الشر الإيراني بإقامة جبهة إرهاب شرقية تهدد المستوطنات في السامرة وخط التماس والتجمعات السكانية الكبيرة في إسرائيل.”
وقتلت في العملية فلسطينيتان إحداهما حامل. وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أن الضحية التي لقيت حتفها فجر الأحد هي “المواطنة سندس جمال محمد شلبي (23 عاما) وهي حامل بالشهر الثامن.”
وأشارت الوزارة إلى إصابة زوجها “بجروح حرجة برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على مخيم نور شمس للاجئين في طولكرم.”
وأضافت الوزارة “لم تتمكن الطواقم الطبية من إنقاذ حياة الجنين بسبب إعاقة الاحتلال نقل الإصابات إلى المستشفى، حيث وصلت المواطنة شلبي مستشهدة مع جنينها.”
وأعلنت وزارة الصحة لاحقا من مقرها في رام الله “استشهاد المواطنة رهف فؤاد عبدالله الأشقر (21 عاماً) جراء عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس.”
وحسب سكان من مخيم نور شمس قتلت الأشقر إثر تفجير الجيش الإسرائيلي باب منزل عائلتها، حيث أصيب والدها بجروح.
وذكر شهود عيان أن القوات الإسرائيلية أجبرت عددًا من العائلات على الخروج من منازلها في المخيم، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.
ووفق الشهود شرعت الجرافات الإسرائيلية في تجريف مدخل حي المسلخ في مخيم نور شمس.
وقال محافظ طولكرم عبدالله كميل، في بيان، إن “قوات الاحتلال في اليوم الرابع عشر من العدوان على محافظة طولكرم بدأت فجر الأحد باجتياح مخيم نور شمس، مدعومة بالجرافات العسكرية، وتحاصر المخيم من عدة اتجاهات.”
ودعا كميل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى “وقف هذا العدوان غير المسبوق” على محافظة طولكرم ومخيماتها.
وأشار المحافظ إلى “منع طواقم الإسعاف من الوصول إلى عدد من الإصابات في مخيم نور شمس، عدا عن وجود حالات نزوح قسري إلى عدة مناطق، ما يزيد من صعوبة الوضع الإنساني للمواطنين.”
وفي 21 يناير الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في شمال الضفة استهلها بمدينة جنين ومخيمها وبلدات في محيطهما ما أدى إلى مقتل 25 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
عملية الضفة الغربية تزامنت مع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي قطع أشواطا مهمة في مرحلته الأولى، آخرها انسحاب القوات الإسرائيلية من مفترق نتساريم
ثم وسّع عمليته إلى مدينة طولكرم في 27 يناير، حيث قُتل 5 فلسطينيين، بينما بدأ في 2 فبراير الجاري عملية أخرى في بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، لينسحب من طمون بعد 7 أيام، ويواصل عمليته في مخيم الفارعة.
وقال نهاد شاويش، رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس، إن أكثر من 150 عائلة أجبرت على النزوح من المخيم تحت التهديد الإسرائيلي، حيث حول الجنود منازلها إلى ثكنات عسكرية.
وبين شاويش أن الجيش يحاصر المخيم وينشر القناصة في كل مكان ويستهدف كل من يتحرك. ولفت إلى أن الجيش أمر النازحين بعدم العودة قبل أسبوعين.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن اجتياح مخيم نور شمس يأتي “في إطار الحملة العسكرية لإحباط الأنشطة الإرهابية في فرقة يهودا والسامرة.”
وأضاف أن القوات الإسرائيلية استهدفت “عددا من المخربين واعتقلت آخرين.”
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 906 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.