إسرائيل تستغرب الانفتاح الغربي على القيادة السورية الجديدة

الحكومة الإسرائيلية تخطط للإبقاء على قوات من الجيش في سوريا وانشاء منطقة سيطرة ونفوذ لمنع اطلاق صواريخ من الأراضي السورية على أهداف في الجولان المحتل.
الجمعة 2025/01/10
اندفاع غربي على الجولاني يثير صدمة في إسرائيل

القدس - يقول كبار المسؤولين في إسرائيل إنهم مصدومون لرؤية الغرب يرحب بالزعيم السوري الفعلي أحمد الشرع بأذرع مفتوحة بالنظر إلى علاقاته السابقة بالإرهاب، بينما تخطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإبقاء قوات من الجيش الإسرائيلي في سوريا تحسبا لأي طارئ، وفق ما جاء في تقرير لموقع واي نت العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت.

وذكرت تقارير أن مسؤولين إسرائيليين أصيبوا بالذهول إزاء ما وصفوه بـ"العمى" الغربي تجاه نظام أحمد الشرع (المعروف سابقا باسم أبومحمد الجولاني)، الزعيم الجديد للمتمردين الجهاديين.

والشرع الذي كان مرتبطا في السابق بتنظيم القاعدة نأى بنفسه عن المنظمة الإرهابية وسوق لنفسه كرجل معتدل وزعم أنه خفف من مواقفه المتشددة. وقال مسؤول إسرائيلي "الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا تتدافع نحو الجزار الشرع".

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي سافر فيه ممثلون غربيون كبار إلى دمشق، على أمل أن تتحقق مزاعم الشرع بالاعتدال وخططه الرامية إلى إنشاء هيكل حكم يحترم حقوق الإنسان.

ولقد كانت هناك تكهنات بأن سوريا تحت قيادته قد تتحرك في نهاية المطاف نحو الديمقراطية رغم أن الشرع نفسه قال إن الانتخابات غير مرجحة في المستقبل المنظور.

وكانت الولايات المتحدة قد ألغت بالفعل مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار كانت قد وضعتها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه قبل عقد من الزمان، كما خففت مؤخرا بعض العقوبات المفروضة على سوريا.

وزعم مسؤول إسرائيلي كبير أن الغرب اختار عمدا "أن يكون أعمى"، في التعامل مع "بعض أخطر الناس في العالم" ـ أعضاء سابقون في تنظيم القاعدة، مضيفا "إنه لأمر لا يصدق كيف وقع العالم في هذا الفخ مرة أخرى. إن العالم العربي المحيط بنا يدرك التهديد ويحذر الغرب ولكنه يرفض الاستماع. وفي حين أن سقوط بشار الأسد وإضعاف محور إيران في سوريا يشكلان بلا شك تطورات إيجابية، فإن تهديدات جديدة تظهر".

وأضاف المسؤول أنه على الرغم من أن المتمردين السوريين أرسلوا رسائل إلى إسرائيل زعموا فيها أنهم لا يسعون إلى الصراع، إلا أن الإسرائيليين ظلوا متشككين.

 وقال "قد يستمر هذا الأمر لمدة عام أو عامين، وربما حتى عشرة أعوام أو عشرين عاما. ولكن لا أحد يستطيع أن يضمن أنهم لن ينقلبوا ضدنا في نهاية المطاف ـ وهؤلاء أشخاص شديدو الخطورة. والهدف الحالي للشرع هو رفع العقوبات المفروضة على سوريا لجلب الأموال الأجنبية"، مضيفا "لكن في الأمد البعيد، لابد أن تحافظ إسرائيل على منطقة سيطرة ومجال نفوذ في سوريا".

كما أعرب عن أمله في أن تحصل إسرائيل على الدعم الكامل ضد التهديدات من سوريا ولبنان بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، متابعا "في غضون ذلك، سيتعين علينا البقاء هناك وضمان منطقة خالية من الصواريخ على مسافة 15 كيلومترا تحت سيطرتنا، بالإضافة إلى منطقة نفوذ تمتد 60 كيلومترا، لمنع تطور التهديدات. نحن نبني مفهوما عمليا لهذا الواقع الجديد".

كما كانت إسرائيل قلقة بشأن احتمال ترسيخ حماس والجهاد الإسلامي وجودهما في سوريا، وهو ما تجاهله الشرع على ما يبدو. وقال المسؤول "لن نسمح بتأسيسهما في سوريا كما منعنا إيران من ترسيخ وجودها هناك ونحن نقدر أن الجولاني يفضل إبقاءهما هناك حتى يتمكنا من العمل ضد إسرائيل، وهو ما يمنحه القدرة على إنكار أي دور له".