إسرائيل تستعين بسلاح من القرون الوسطى ضد حزب الله

القدس - يظهر مقطع فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، الخميس، استخدام الجيش الإسرائيلي المنجنيق، وهو سلاح حصار من القرون الوسطى، لمهاجمة أراضٍ حدودية جنوب لبنان بكرات نارية بهدف إشعالها حتى يتمكنون من تحديد مواقع عناصر حزب الله في المنطقة.
وفي المقطع، الذي من الواضح أن أحد الجنود الإسرائيليين التقطه في المنطقة، يظهر عدد من الجنود وهم يستخدمون الأداة الخشبية لإلقاء قذائف النار نحو الجانب الآخر من الحدود من خلف جدار خرسانيّ طوله عدة أمتار.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن الجنود استخدموا هذه الطريقة بهدف إشعال النار بالنباتات الجافة لمنع مقاتلي حزب الله من الاختباء في المنطقة.
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم في البداية الزجاجات الحارقة "المولوتوف".
وقالت الصحيفة "سُجّل استخدام قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي المنجنيق، وهي أداة حصار بحرية من العصور الوسطى، لإشعال النار في الشجيرات والنباتات الجافة قرب مواقع الجيش ولمنع مسلحي حزب الله من الاختباء في المنطقة".
وأضافت "تجعل الشجيرات القريبة من السياج الحدودي من الصعب على الجنود تحديد مواقع وحدات حزب الله المختبئة في المنطقة".
وتابعت "في بداية الحرب، استخدم جنود الاحتياط زجاجات المولوتوف، في محاولة لإشعال النار عن طريق حرق الشجيرات وكشف المنطقة حتى لا تتمكن فرق حزب الله من الاختباء".
وبحسب الصحيفة أيضا "أفاد اللبنانيون بأنهم (الجنود الإسرائيليون) يستخدمون أيضًا القنابل الفسفورية التي تسبب حرائق والطائرات المسيرة الحارقة".
وأردفت "من أجل إيجاد حل للمشكلة دون استخدام المدفعية القيّمة (المكلفة ماديًّا)، قرر جنود الاحتياط تجميع المنجنيق، وهي أداة رمي الحجارة وحرق الأشياء على مسافة مئات الأمتار، وكانت تستخدم في أوروبا حتى القرن الخامس عشر".
لكن الصحيفة استدركت "كما أفادت التقارير أن قادة الجنود لم يعجبهم الحل الإبداعي والتاريخي الذي وجده الجنود، وقرروا تنفيذ عمليات الحرق بمساعدة طائرات مسيّرة لإلقاء القنابل".
وأشارت إلى أن "الفيديو انتشر على نطاق واسع (..) واندهش المشاهدون من جميع أنحاء العالم من السلاح البدائي الذي عاد إلى الخدمة وتحديدا بالجيش الإسرائيلي، أحد أكثر الجيوش تطوّرا من حيث التكنولوجيا في العالم".
يأتي ذلك، غداة تصعيد شهدته الحدود، الأربعاء، حيث أطلق "حزب الله" على إسرائيل 215 صاروخا، فضلا عن مسيّرات وقذائف مدفعية، في أكبر وأوسع هجوم منذ بدء المواجهات بين الجانبين في 8 أكتوبر الماضي.
وجاء الهجوم الذي أدى إلى احتراق آلاف الدونمات من غابتي بيريا وميرون شمال إسرائيل، ردا على اغتيال القيادي البارز في الحزب طالب سامي عبدالله، بغارة جوية شنتها مسيرة على بلدة جويا جنوب لبنان، مساء الثلاثاء.
وفي إطار التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من أن العنف المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة سوف يتدهور إلى حرب شاملة.
وذكرت أكسيوس أن إدارة الرئيس جو بايدن حذرت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة من فكرة "حرب محدودة" في لبنان قائلة إن ذلك يعني إمكانية تدخل إيران وغمر لبنان بمسلحين موالين لها من سوريا والعراق وحتى اليمن الذين يرغبون في الانضمام للقتال.
ويقول مسؤولون أميركيون إن إدارة بايدن تحاول احتواء القتال بين إسرائيل وحزب الله قدر الإمكان بينما تعمل على تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار للرهائن في غزة.
من جهتها نقلت "هآرتس" عن مصادر بالجيش الإسرائيلي أن الحكومة لم تقرر بعد إطلاق عملية عسكرية موسعة ضد حزب الله بلبنان وتُفضّل مواصلة استهداف قياديين كبار بالحزب.
وبحسب هآرتس لا يتوقع الجيش الإسرائيلي أن يصل انتقام حزب الله إلى مدينة حيفا شمال إسرائيل. وعلى المقلب الآخر توعد حزب الله بزيادة عملياته "كمّاً ونوعاً" ضد إسرائيل بعد مقتل طالب عبدالله أحد كبار قيادييه.
وهاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن التطورات على الجبهة الشمالية.
ورأى في منشور عبر منصة إكس، أن نتنياهو ما زال يجري مشاورات أمنية على تهديدات حزب الله، منتقداً عدم الرد على أكثر من 200 صاروخ أطلقها الحزب خلال الساعات الماضية.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب.
ومنذ 8 أكتوبر تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.