إسرائيل تستعد للموافقة على الهدنة مع لبنان وسط معارضة داخلية

الحكومة الإسرائيلية تناقش نص الاتفاق وسط ترجيحات بقبوله ما يمهد الطريق لإعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأميركي ونظيره الفرنسي.
الثلاثاء 2024/11/26
إشارات على قرب وقف إطلاق النار

القدس/بيروت -  قال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل تبدو مستعدة للموافقة على خطة أميركية لوقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران اليوم الثلاثاء مما يمهد الطريق لإنهاء الحرب التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين منذ اندلاعها بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 14 شهرا.

وأضاف المسؤول أن من المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق اليوم الثلاثاء لمناقشة النص والموافقة عليه على الأرجح.

ويُعقد الاجتماع في حوالي الساعة الثانية ظهرا بتوقيت غرينيتش، في ظل معارضة وُصفت بـ"الشديدة" من قبل رؤساء سلطات محلية في شمال إسرائيل، وأعضاء بالائتلاف والمعارضة.

وقالت أربعة مصادر لبنانية كبيرة لرويترز الاثنين إن هذا من شأنه أن يمهد الطريق لإعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي  الاثنين "نحن قريبون" لكن "لن يتم فعل أي شيء حتى يتم الانتهاء من كل شيء". وقالت الرئاسة الفرنسية إن المناقشات بشأن وقف إطلاق النار أحرزت تقدما كبيرا.

وحظي الاتفاق بالقبول بالفعل في بيروت، حيث قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني لرويترز الاثنين إنه لم تعد هناك عقبات جدية أمام البدء في تنفيذه ما لم يغير نتنياهو رأيه.

ورفض مكتب نتنياهو الاثنين التعليق على تقارير ذكرت أن إسرائيل ولبنان اتفقتا على نص الاتفاق.

وفوضت جماعة حزب الله، التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية، حليفها رئيس مجلس النواب نبيه بري للتفاوض.

وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب ومسؤول إسرائيلي ثان لرويترز إن الخطة تتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وانتشار قوات الجيش اللبناني في منطقة الحدود -وهي معقل لحزب الله- في غضون 60 يوما.

وصاحب مؤشرات حدوث انفراجة تصعيد عسكري إذ أدت الغارات الجوية الإسرائيلية أمس الاثنين إلى هدم المزيد من أبنية الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي معقل أيضا لحزب الله.

ويسلط الدمار الذي لحق بمناطق واسعة من لبنان الضوء على فاتورة إعادة الإعمار الضخمة التي تنتظر لبنان الذي يعاني من نقص السيولة النقدية، مع نزوح أكثر من مليون شخص.

وفي إسرائيل، من شأن وقف إطلاق النار أن يمهد الطريق أمام عودة 60 ألف شخص إلى منازلهم في الشمال بعد أن نزحوا منها بعدما بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد يوم من الهجوم الذي قادته الحركة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الثلاثاء، اعتزامه التصويت ضد الاتفاق المحتمل لوقف إطلاق النار مع لبنان، متجنبا التلويح باستقالته من الحكومة، وفق ما أورده إعلام عبري.

وقال زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف بن غفير، لإذاعة الجيش الإسرائيلي "سأصوت اليوم (الثلاثاء) ضد الاتفاق، وسأحاول إقناع الوزراء بالتصويت ضده، نحتاج أن نسمع أصوات سكان الشمال التي تقول فشلنا في تحقيق هدف الحرب بإعادتهم سالمين".

وردا على سؤال بشأن تهديداته السابقة بالاستقالة من الحكومة في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قال "قلت إننا لن نلتزم بالائتلاف (دعم قوانين الحكومة)، ولم أتحدث عن الاستقالة".

وأضاف "لقد انضممت مؤخرا إلى الحكومة المصغرة وخرج بيني غانتس وغادي آيزنكوت، وأثرت في عملية الصافرة (تفجير أجهزة نداء حزب الله في لبنان) والقضاء على (زعيم حزب الله حسن) نصر الله والمناورة في لبنان، وهذا ليس صدفة".

وعن موقفه في حال انتهك "حزب الله" الاتفاق المرتقب، قال بن غفير "أثق في نتنياهو وبأنني سأؤثر عليه كما أثرت عليه في الأشهر الثلاثة الماضية".

وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الثلاثاء "سيكون لدى نتنياهو أغلبية ساحقة في الكابينت للموافقة على الاتفاق".

وأشارت إلى أن وزير المالية زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش اعتبر أن الاتفاق لا يستحق الورق الذي سيوقع عليه".

ولم تشر الصحيفة لقرار سموتريتش حول تصويته إزاء الاتفاق ما إذا سيكون معه أم ضده.

ونقلت الصحيفة عن سموتريتش قوله، الاثنين "لن يكون أي اتفاق، إذا وقع، لن يستحق الورق الذي يوقع عليه، إنه ليس مثيرا للاهتمام، المثير للاهتمام هو أننا فككنا حزب الله وسنواصل تفكيكه".