إسرائيل تستعد لسيناريو فشل المفاوضات مع حماس

عامل الوقت لا يخدم مصلحة الحركة الفلسطينية.
السبت 2025/01/11
تحركات إسرائيلية للضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن

تواجه حركة حماس ضغوطا شديدة من أجل تقديم تنازلات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ويضيق هامش المناورة لديها لاسيما مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سبق وهدد بفتح أبواب الجحيم في حال لم يتم الإفراج عن الرهائن قبيل ذلك.

غزة - تتحضر إسرائيل لسيناريو فشل المفاوضات التي تقودها حاليا الولايات المتحدة وقطر ومصر، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس في قطاع غزة.

وكشفت مصادر فلسطينية قريبة من المحادثات في وقت سابق أن الوسطاء الأميركيين والعرب أحرزوا بعض التقدم، لكن ليس بما يكفي لإبرام اتفاق.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجمعة إنه أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي بإعداد خطة تلحق “هزيمة كاملة بحماس في غزة”، في حال عدم التوصل إلى صفقة بحلول وقت تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأضاف كاتس في بيان أصدره مكتبه “إذا لم يتم التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن بحلول موعد تولي الرئيس ترامب منصبه، يجب إلحاق هزيمة كاملة بحماس في غزة.”

يسرائيل كاتس: يجب إلحاق هزيمة كاملة بحماس إذا لم يتم التوصل إلى صفقة
يسرائيل كاتس: يجب إلحاق هزيمة كاملة بحماس إذا لم يتم التوصل إلى صفقة

وتابع الوزير الإسرائيلي “لا يجب أن نستدرج إلى حرب استنزاف تكلفنا ثمنا باهظا، ولن تؤدي إلى النصر، ولا الهزيمة الإستراتيجية الكاملة لحماس ونهاية الحرب في غزة.”

ويعتقد متابعون أن تصريحات كاتس تندرج في سياق ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس لتقديم تنازلات في المفاوضات المضنية الجارية حاليا.

ويشير المتابعون إلى أن الوقت، الذي تم ربطه بموعد استلام ترامب لمهامه الرئاسية في العشرين من يناير الجاري، لا يخدم الحركة الفلسطينية.

وكان الرئيس الأميركي الجديد هدد بفتح “أبواب الجحيم على مصراعيها” إذا لم يفرَج عن الرهائن الإسرائيليين بحلول موعد تنصيبه.

ويقول المتابعون إن على قيادة حماس أن تأخذ تحذير ترامب على محمل الجد، وإن عدم التوصل إلى اتفاق قد يقود إلى حتفها، حيث إن الإدارة الأميركية المقبلة، على خلاف إدارة جو بايدن، ستعطي صكا على بياض لإسرائيل للمضي إلى النهاية في مشروع تدمير الحركة الفلسطينية، ولن تقيم وزنا لأي ردود فعل دولية.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي إلى إمكانية قبول مقترح وزراء بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، الداعي إلى قطع المساعدات الإنسانية الدولية الضئيلة أصلا عن الفلسطينيين في غزة.

وقال كاتس “طلبت من الجيش الإشارة إلى النقاط التي قد تجعل من الصعب تنفيذ الخطة، بما في ذلك الموضوع الإنساني وقضايا أخرى، وترك الأمر للمستوى السياسي لاتخاذ القرارات اللازمة.”

وأضاف “شددت على أن الحل السياسي لغزة لا علاقة له بالخطة والنشاط المطلوبين الآن، لأنه لن يتحمل أي طرف عربي أو غيره مسؤولية إدارة الحياة المدنية في غزة ما لم يتم سحق حماس بشكل كامل.”

الإدارة الأميركية المقبلة، على خلاف إدارة جو بايدن، ستعطي صكا على بياض لإسرائيل للمضي إلى النهاية في مشروع تدمير الحركة الفلسطينية

وتشكل إدارة غزة إحدى النقاط الرئيسية التي يجري بثها من قبل الوسطاء، وتصر إسرائيل على رفض أي دور لحماس فيها.

ويقول مراقبون إن حماس تبدو اليوم محاصرة في زاوية حادة، وإنه ليس لها من خيار سوى المضي في الاتفاق، وهي تحاول اليوم استغلال هامش الوقت الضيق المتاح لها لإظهار بعض القوة، لكن الأمر سيحسم قريبا.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من جهود الوساطة الخميس إن عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن لا يعني أن المحادثات لا تمضي قدما، مضيفا أن هذه هي أكثر المحاولات جدية حتى الآن للتوصل إلى اتفاق.

وأضاف المسؤول لوكالة رويترز “هناك مفاوضات مكثفة، إذ يتحدث الوسطاء والمفاوضون عن كل كلمة وكل التفاصيل. هناك تقدم عندما يتعلق الأمر بتضييق الفجوات القديمة القائمة لكن لا يوجد اتفاق بعد.” ولم يخض في المزيد من التفاصيل.

وأكد مسؤول فلسطيني آخر، طلب عدم ذكر اسمه لحساسية المحادثات، أن تقدما أُحرز في بعض ملفات التفاوض بين حماس وإسرائيل، لكنه أشار إلى شرط إسرائيلي جديد من شأنه أن يقوض التوصل إلى اتفاق.

وأضاف “إسرائيل ما زالت مصرة على الاحتفاظ بمساحة 1000 متر على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع بما يعيق عودة المواطنين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم ويشكل تراجعا عما وافقت عليه في شهر يوليو الماضي بما يساهم في تعطيل الوصول إلى اتفاق، ويبذل الوسطاء جهودا لإقناعها بالعودة إلى ما تم التوافق عليه سابقا.”

وقالت إسرائيل الثلاثاء إنها ملتزمة تماما بالتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن من غزة لكنها تواجه عراقيل من حماس.

وعلى مدى عام، ظل الجانبان في طريق مسدود بشأن قضيتين رئيسيتين، إذ تقول حماس إنها لن تحرر الرهائن المتبقين لديها إلا إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب جميع قواتها من غزة. وتقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى يتم القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن.

2