إسرائيل تستعد لسيناريو الرد الإيراني
تل أبيب- تستعد إسرائيل لسيناريو هجوم إيراني مرتقب ردا على الهجوم الذي أودى بحياة مسؤولين عسكريين إيرانيين كبار، وسط مطالبات دولية بضرورة “ضبط النفس”.
وتوعدت إيران بالانتقام من إسرائيل بعد غارة وقعت في الأول من أبريل الجاري على قنصليتها في دمشق وأسفرت عن مقتل محمد رضا زاهدي، وهو قائد عسكري كبير في الحرس الثوري إلى جانب ستة آخرين من كبار الضباط الإيرانيين مما فاقم التوتر في المنطقة التي تعاني بالفعل من تبعات الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الخميس إنه كان من الممكن التغاضي عن الرد لو ندد مجلس الأمن الدولي بالهجوم.
وأضافت البعثة على منصة التواصل الاجتماعي إكس “لو كان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قد ندد بالعمل العدواني المستحق للتوبيخ من جانب النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق ثم جعل الجناة يمثلون أمام العدالة، لكان من الممكن أن تجنب معاقبة إيران لهذا النظام المارق”.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق الخميس عن استعدادات بلاده لسيناريوهات قتال في مناطق أخرى بعيدة عن غزة.
وأضاف نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية في جنوب إسرائيل “من يؤذينا سنؤذيه، مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعا وهجوما”.
وبالتوازي مع تصريحات نتنياهو كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي النقاب عن أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى خلال الأيام القليلة الماضية تمرينا مشتركا مع نظيره من قبرص يحاكي هجوما على إيران.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف قنصلية إيران في العاصمة السورية، لكن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال الأربعاء إن إسرائيل “يجب أن تعاقب وستعاقب” على الهجوم.
واتسع نطاق الصراع بالمنطقة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي، إذ أعلنت فصائل مسلحة متحالفة مع إيران دعمها للفلسطينيين وشنت هجمات من لبنان واليمن وفي العراق.
وتجنبت طهران أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة لكنها أعلنت الدعم للجماعات المتحالفة معها في المنطقة.
في المقابل صعدت إسرائيل من قصفها لمواقع وقواعد تابعة لإيران والفصائل الموالية لها في سوريا، ويرى مراقبون أن الأجواء توحي بتصعيد خطير قد يقود إلى صراع متعدد الأوجه والأطراف في المنطقة.
وقال خامنئي إن “الكيان الصهيوني الشرير أضاف خطأ آخر إلى أخطائه بالهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا وعليه أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك”، مضيفا “القنصليات والسفارات تعد جزءا من أراضي الدول التابعة لها وحين هاجموا القنصلية فكأنهم هاجموا أراضينا”.
وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء، نشرت وكالة أنباء إيرانية تقريرا باللغة العربية على منصة التواصل الاجتماعي إكس يفيد بإغلاق المجال الجوي فوق طهران بالكامل لإجراء تدريبات عسكرية. وحذفت الوكالة التقرير بعد ذلك ونفت أن تكون قد نشرت شيئا من هذا القبيل.
ودعت روسيا وألمانيا الخميس إسرائيل وإيران إلى التحلي بضبط النفس، فيما مددت شركة لوفتهانزا الألمانية للطيران، وهي واحدة من شركتي طيران غربيتين تنظمان رحلات إلى العاصمة الإيرانية، تعليق رحلاتها إلى طهران، وحذرت روسيا مواطنيها من السفر إلى الشرق الأوسط.
وصرح الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء بأن إيران “تهدد بشن هجوم كبير في إسرائيل”. وذكر بايدن أنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن التزام أميركا حيال أمن إسرائيل “في مواجهة تلك التهديدات من إيران ووكلائها لا يتزعزع. دعوني أكرر، راسخ لا يتزعزع، (سنبذل) كل ما نستطيع لحماية أمن إسرائيل”.
◙ بعثة إيران لدى الأمم المتحدة تقول إنه كان من الممكن التغاضي عن الرد لو ندد مجلس الأمن بالهجوم
وكانت وكالة بلومبرغ نقلت عن مصادر مطلعة وصفتها بالمطلعة قولها إن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتقدون أن الهجوم الكبير لإيران ووكلائها باستخدام الصواريخ والمسيّرات ضد أهداف عسكرية وحكومية إسرائيلية بات وشيكا وقد يحدث في الأيام المقبلة.
وأضافت بلومبرغ أنه تم إبلاغ حلفاء إسرائيل الغربيين بأنه من غير المتوقع أن يتم استهداف منشآت مدنية، وأن الهجوم قد لا يأتي بالضرورة من شمال إسرائيل.
ونقلت بلومبرغ عن المصادر نفسها قولها إن الولايات المتحدة تساعد إسرائيل في التخطيط وتبادل التقييمات الاستخباراتية، وإن إسرائيل أبلغت حلفاءها بأنها تنتظر هذا الهجوم قبل شن هجوم بري آخر محتمل على رفح.
وأضافت المصادر أن البعثات الدبلوماسية الأجنبية في إسرائيل تستعد بالفعل للهجوم الإيراني المحتمل وتضع خطط طوارئ للإخلاء.
