إسرائيل تستعد لإنهاء المرحلة المكثفة من الحرب على جنوب غزة

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الإثنين عن قرب انتهاء العمليات المكثفة بجنوب القطاع في الحرب مع حماس، وذلك بعد ضغوط من الولايات المتحدة التي دعت الدولة العبرية إلى أن تكون عملياتها العسكرية أكثر استهدافا تركز على قيادة حماس وبنيتها التحتية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي "أوضحنا أن مرحلة العمليات المكثّفة ستستمر لنحو ثلاثة أشهر"، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تم بلوغها في شمال قطاع غزة.
وأضاف "في جنوب غزة سنتوصل إلى هذا الإنجاز وسينتهي الأمر قريبا... سيحين الوقت الذي ننتقل فيه إلى المرحلة التالية"، دون تحديد إطار زمني.
وكان الجيش قد كثّف في الأسابيع الأخيرة عملياته العسكرية وقصفه لمدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع بعدما اعتبر أن البنية العسكرية لحماس في شمال غزة قد تم "تفكيكها".
وشدد غالانت على أن قطاع غزة سيحكمه "الفلسطينيون في المستقبل. يجب أن تنبثق حكومة غزة المستقبلية من قطاع غزة". وأضاف "في نهاية الحرب، لن يكون هناك تهديد عسكري من غزة. لن تكون حماس قادرة على الحكم والعمل كقوة عسكرية في قطاع غزة".
وأشار غالانت إلى أنّ الحكومة المستقبلية ستكون "بديلاً مدنياً"، مشدّداً في الوقت ذاته على أنّ قواته ستتمتّع بـ"حرية العمل" بشكل يهدف لحماية الإسرائيليين.
في موقعه الإلكتروني أعلن الجيش أن فرقة كاملة من الجنود أنجزت انسحابها من غزة الإثنين، بعدما "قضت على مئات الإرهابيين" ودمّرت كيلومترات من الأنفاق في مناطق وسط وشمال القطاع.
وكانت تنشط في غزة أربع فرق إسرائيلية قبل الإعلان عن سحب إحداها الإثنين، إلا أنه لم يتّضح عدد الجنود الذين تم سحبهم.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين لوقف إطلاق نار "فوري" في غزة، فيما تجاوزت حصيلة الحرب 24 ألف قتيل بحسب حركة حماس.
وتبقى المخاوف قائمة من اتساع رقعة النزاع مع استمرار أعمال العنف داخل إسرائيل والأراضي المحتلة، وفي الممرات البحرية قرب باب المندب والبحر الأحمر حيث تبنى الحوثيون هجوما جديدا على سفينة قبالة سواحل اليمن، وعلى الحدود الإسرائيلية اللبنانية حيث يتواصل التبادل اليومي للقصف بين إسرائيل وحزب الله.
وفي غياب أيّ إشارة إلى وقف التصعيد، أطلق غوتيريش دعوة جديدة من أجل "وقف إنساني فوري" لإطلاق النار.
وقال للصحافيين في نيويورك "نحتاج إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها وتيسير الإفراج عن الرهائن ولإخماد لهيب حرب أوسع نطاقًا.
وأضاف "طول أمد الصراع في غزة سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات"، مشددا على أن "شيئًا لا يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل أدّى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية.
وخطف نحو 250 شخصًا كرهائن، لا يزال 132 منهم محتجزين، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وأُطلق سراح أكثر من مئة بموجب هدنة في أواخر نوفمبر، لقاء الإفراج عن 240 معتقلا فلسطينيا من سجون إسرائيلية.
وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري منذ 27 أكتوبر.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس الإثنين إن حصيلة العمليات العسكرية الإسرائيلية ارتفعت إلى 24100 قتيل و60834 جريحًا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال. وأضافت أن 132 منهم قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مشيرة الى أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق ولا يمكن الوصول إليهم.