إسرائيل تستعد لإطلاق سراح 737 معتقلا مقابل أول دفعة من الرهائن

القدس – ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا في مقابل إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن الإسرائيليين، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في قطاع غزة الذي أقرّته الحكومة الإسرائيلية السبت، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية.
وقالت الوزارة في بيان إنه في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة "تُوافق الحكومة (...) على إطلاق سراح 737 سجينا ومعتقلا لدى إدارة السجون".
وذكرت الوزارة أن السجناء الفلسطينيين لن يجري إطلاق سراحهم قبل الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي غدا الأحد.
وتشمل القائمة أعضاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وبعضهم يقضي أحكاما بالسجن مدى الحياة وأدينوا بجرائم خطيرة مثل القتل، بحسب الوزارة.
ومن بين هؤلاء زكريا الزبيدي، القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.
ولم تشمل القائمة على ما يبدو القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، البالغ من العمر 64 عاما والذي يعد أبرز سجين تحتجزه إسرائيل وينظر إليه العديد من الفلسطينيين باعتباره المرشح الأبرز لمنصب الرئيس في المستقبل. وكان أحد قادة الانتفاضة الفلسطينية الثانية بالضفة الغربية في أوائل العقد الأول من الألفية الثالثة. وفق ما نقلت "أسوشيتد برس.
وطالبت حماس إسرائيل بالإفراج عنه في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو الاحتمال الذي استبعده المسؤولون الإسرائيليون.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية في منشور على منصة إكس اليوم السبت إن وقف إطلاق النار في غزة سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 8:30 بالتوقيت المحلي (06:30 بتوقيت غرينتش) من صباح غد الأحد.
وفي الساعات الأولى من فجر اليوم السبت وبعد اجتماع استمر ست ساعات، وافقت الحكومة على الاتفاق الذي قد يمهد الطريق أمام إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس.
وفي غزة، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجماتها المكثفة منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال مسعفون في القطاع إن غارة جوية إسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت أدت إلى مقتل خمسة أشخاص في خيمة في منطقة المواصي غربي خان يونس في جنوب القطاع.
وارتفع بذلك عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار الأربعاء إلى 119.
وبعد موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على الاتفاق، قال كبير المفاوضين الأميركيين بريت ماكغورك إن الخطة تمضي وفقا لما هو مقرر.
وقال ماكغورك لمحطة (سي.إن.إن) من البيت الأبيض "حددنا كل التفاصيل في هذا الاتفاق. نحن واثقون تماما... من أنه جاهز للتنفيذ يوم الأحد".
وكانت السلطات الإسرائيلية حددت الجمعة أسماء 95 معتقلا سيفرج عنهم الأحد غالبيتهم من النساء والقاصرين، معظمهم اعتقلوا بعد 7 أكتوبر، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات "لمنع أي مظاهر للاحتفال علنا" عند إطلاق سراحهم.
وبموجب الاتفاق، يبدأ وقف إطلاق النار المؤلف من ثلاث مراحل بمرحلة أولية مدتها ستة أسابيع تشمل تبادل الرهائن الذين تحتجزهم حماس مقابل سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ومن المقرر أن يتم إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليا من بين 98، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين، في هذه المرحلة. وستطلق إسرائيل سراح جميع النساء والأطفال الفلسطينيين دون سن 19 عاما المعتقلين في السجون الإسرائيلية بحلول نهاية المرحلة الأولى.
وقال ماكغورك إن بعد إطلاق سراح الرهائن غدا الأحد، ينص الاتفاق على إطلاق سراح أربع رهائن أخريات بعد سبعة أيام، ثم إطلاق سراح ثلاث رهائن أخريات كل سبعة أيام بعد ذلك.
وفي ظل معارضة شديدة من جانب بعض المتشددين في مجلس الوزراء الإسرائيلي للاتفاق، ذكرت تقارير إعلامية أن 24 وزيرا في حكومة نتنياهو الائتلافية صوتوا لصالح الاتفاق بينما عارضه ثمانية وزراء.
وصوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الجمعة، لصالح اتفاق وقف إطلاق النار، وهي الموافقة الأولى بين موافقتين مطلوبتين.
وقال المعارضون إن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل استسلاما لحماس. وهدد وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير بالاستقالة إذا تمت الموافقة على الاتفاق وحث الوزراء الآخرين على التصويت ضده. ومع ذلك، قال إنه لن يسقط الحكومة.
كما هدد زميله المنتمي أيضا لليمين المتطرف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا لم تعد إلى الحرب لهزيمة حماس بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي تستمر ستة أسابيع.
وبعد تأخير في اللحظة الأخيرة الخميس ألقت إسرائيل اللوم فيه على حماس، صوت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوم الجمعة لصالح اتفاق وقف إطلاق النار، وهي الموافقة الأولى من موافقتين مطلوبتين.
وبدأت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم شنه مقاتلون من حماس على بلدات وتجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أودى بحياة 1200 شخص واصطحاب 250 رهينة وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وتسبب القتال بين إسرائيل وحماس في تدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص ونزوح معظم سكان القطاع الذين بلغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة عدة مرات، وفقا للسلطات المحلية.
وإذا نجح وقف إطلاق النار، فإنه قد يخفف من حدة الأعمال القتالية في الشرق الأوسط، حيث امتدت حرب غزة لتشمل إيران والجماعات المتحالفة معها، حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في العراق وكذلك الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الجمعة إن لديها أربعة آلاف شاحنة مساعدات نصفها محمل بأغذية مستعدة لدخول قطاع غزة.
وقال فلسطينيون في جنوب قطاع غزة الجمعة إنهم يأملون في أن تؤدي الهدنة إلى إنهاء ساعات الانتظار التي يقضونها في الطوابير لملء طبق واحد من الطعام.
وقالت النازحة الفلسطينية ريهام شيخ العيد "بتمنى إن شاء الله (الأمور) تهدا وتنحل في الآخر ونبطل نروح على التيكيات (أماكن التزود بالمؤن) بنتمرمط ونتعب ونقف بالثلاث ساعات علشان نقدر نعبي لو صحن واحد".