إسرائيل تستعد بـ"عربات النار" لأسوأ السيناريوهات

انطلاق أضخم مناورة عسكرية في تاريخ إسرائيل تحاكي حربا شاملة.
الاثنين 2021/05/10
استعراض للقوة

لم تقف الأحداث الملتهبة في القدس الشرقية وباقي المناطق الفلسطينية حائلا دون انطلاق مناورات “عربات النار” التي تعد الأضخم في تاريخ إسرائيل، والتي تأتي في سياق الاستعدادات لأسوأ السيناريوهات التي قد تفرض على تل أبيب.

تل أبيب - بدأ الجيش الإسرائيلي الأحد إجراء أكبر مناورة عسكرية في تاريخه، تحاكي حربا شاملة على جميع الجبهات من الشمال إلى الجنوب، ولمدة شهر، في ظل تحديات كبرى تواجه إسرائيل لاسيما على مستوى العلاقة مع إيران التي اتخذت في الأشهر القليلة الماضية منحى جديدا بدخول الطرفين في حرب سفن.

ولم تحل التوترات الجارية في القدس، والتي يخشى من خروجها عن السيطرة عن المضي قدما في هذه المناورات التي أطلق عليها “عربات النار”، وكان جرى الكشف عنها الشهر الماضي، والتي ستشمل عمليات إخلاء لمجموعات سكانية من بيوتها.

وستشارك في هذه المناورات قوات نظامية وقوات احتياط من كافة القيادات والألوية، كما ستشارك فيها عدة جهات مدنية مثل وزارة الخارجية.

ويقول مراقبون إن إسرائيل حريصة على زيادة جهوزية قواتها استعدادا لأسوأ السيناريوهات التي قد تفرض عليها، في ظل قلق متزايد من إمكانية توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، لا يراعي باقي التهديدات التي تمثلها طهران لاسيما على مستوى دعم المجموعات المسلحة الموالية لها.

وسبق أن أعلنت إسرائيل عن رفضها لأي اتفاق مع طهران لا يأخذ في الاعتبار هواجسها الأمنية، وقد شكلت الفترة الماضية فريقا للعمل على هذا الملف يقوده جهاز الاستخبارات.

ويشير المراقبون إلى أن إسرائيل تشعر بأنها قد لا تملك القدرة على عرقلة توافق أميركي إيراني، يعيد إحياء الاتفاق النووي ومن هنا يأتي توجهها للاستعداد عسكريا، في ظل مخاوف من إمكانية تفجر الأوضاع وما قد ينتهي إليه من حرب كبيرة على جبهات متعددة.

حزب الله وضع عناصره بحالة استنفار وجهوزية تامة على طول الحدود الجنوبية، وهذا الأمر لم يحدث منذ حرب 2006

وأفادت “القناة 13” الإسرائيلية، بأن المناورة ستحاكي حربا شاملة ضد حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية. بالتزامن مع تحركات احتجاجية قد تندلع في مناطق الضفة الغربية والجبهة الداخلية.

ومن بين السيناريوهات التي سيجري التدريب عليها هو التوغل في عمق الدول المعادية، مع التدريب على كيفية الانتقال من وضع عادي إلى حالة طوارئ.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن هذه المناورة مخطط لها مسبقا، وستستمر لمدة شهر واحد. ولفتت إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قرر عدم إلغاء أو تأجيل هذه المناورة على الرغم من التوترات في الساحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن حالة اليقظة والتأهب ستبقى كما هي تجنبا لأي سيناريو.

ويترجم قرار عدم تأجيل المناورات رغم الأوضاع الملتهبة في القدس، مدى الأهمية التي توليها إسرائيل لها في هذا التوقيت الذي يتزامن والمفاوضات الجارية بين المجموعة الدولية وإيران.

وسيخصص الجيش الإسرائيلي أسبوعا كاملا من التدريب على محاكاة حرب مع حزب الله اللبناني، الذي تصنفه الدوائر العسكرية الإسرائيلية على أنه التهديد الثاني بعد إيران على أمن إسرائيل.

ويعتبر حزب الله الذراع العسكرية الأبرز لإيران في المنطقة، وقد نجح في السنوات الأخيرة في استغلال الأزمة السورية لتعزيز ترسانته العسكرية بأسلحة دقيقة، وهذه أحد أكبر المخاوف التي تواجه إسرائيل.

Thumbnail

ونشر مؤخرا مركز “ألما للبحوث والتعليم” الإسرائيلي، خارطة مفصلة بقدرات حزب الله الصاروخية في لبنان، كاشفا عن ستة مواقع جديدة يستخدمها الحزب في جنوب البلاد.

وأشار المركز إلى أن الحزب يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، مثل “ستينغر”، فضلا عن صواريخ فاتح - 110 الإيرانية وهي مخبئة في مناطق مؤهولة بالعاصمة اللبنانية بيروت، والتي يمكنها الوصول إلى تل أبيب. وذكر معطيات عن محاولة حزب الله تحويل بعض هذه الصواريخ إلى صواريخ دقيقة.

وكشف عن أن الحزب يملك ايضا منظومات دفاع جوي روسية متطورة، يعتقد أنه حصل عليها من إيران وسوريا.

وحذر مدير قسم البحوث في مركز “ألما”، الرائد طال بيري من أنه رغم امتلاك الحزب لترسانة مكوّنة بمعظمها من أسلحة قصيرة المدى، إلاّ أن المحاولة المستمرة لتحويل صواريخ فاتح - 110 إلى صواريخ موجهة تشكل تهديدا كبيرا حيث تمنح الحزب القدرة على استهداف المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية بدقة.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية السبت، أن حزب الله وضع عناصره بحالة استنفار وجهوزية تامة على طول الحدود الجنوبية، تزامنا مع المناورة الإسرائيلية.

وأوضحت “حزب الله رفع الجهوزية في الجنوب، وفي القنيطرة على مختلف الجهات والتشكيلات والتصنيفات العسكرية، وعمد إلى حجز بعض العاملين معه واستدعاء بعض القوات، ورفع نسبة الجهوزية منذ ليلة السبت/الأحد إلى 100 في المئة، وهذا الأمر لم يحدث منذ حرب يوليو 2006”.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وجّه رسالة إلى إسرائيل مؤخرا قال فيها “إننا لن نتساهل ولن نتسامح مع أي خطأ وتجاوز وحركة عدوانية من قبله، سواء كانت عسكرية أو أمنية”.

وأضاف “من حقّنا أن ندعو إلى الحذر”، متابعا “أي محاولة للمسّ بقواعد الاشتباك، أو أي استهداف أمني – عسكري قد يلجأ إليه العدّو في المناورات الكبرى ويعتقد أننا سنكون خائفين أو نقوم بحسابات قبل الرد على عدوانه، فهو مُخطئ”.

وتعكس تصريحات حسن نصرالله قلقا من المناورات العسكرية التي تجريها إسرائيل، وما قد يكون خلفها من نوايا لحرب جديدة مع الحزب لا يبدو أنه مستعد لها في ظل الوضع الداخلي المعقد الذي يواجهه.

Thumbnail
2