إسرائيل تستدعي سفير فرنسا على خلفية تصريحات لودريان

القدس – استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخميس السفير الفرنسي لدى إسرائيل، بعد تصريحات "صادمة" لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان حول مخاطر أن تشهد الدولة العبرية "فصلا عنصريا".
وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي اعتبر خلال لقائه السفير الفرنسي إريدك دانون، تصريحات لودريان "غير مقبولة".
وأضاف متحدث باسم الوزارة نقلا عن وزير الخارجية قوله إن هذه التصريحات "غير مقبولة ولا أساس لها ومنفصلة عن الواقع".
وكان لورديان صرّح الأحد، تعليقا على المواجهات التي اندلعت في مدن إسرائيلية عدة خلال النزاع الأخير مع غزة، بـ"احتمال حدوث فصل عنصري كبير" ما لم يتم التوصل إلى قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل.
وقال في تصريح متلفز لفضائية "فرانس 24"، "هي المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك، ما يظهر أنه في حال اعتماد حل آخر غير حل الدولتين، ستتوافر مكونات فصل عنصري يستمر لفترة طويلة".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إنها تتوقع أن "لا يدلي أصدقاؤها بتصريحات غير مسؤولة، حتى لا يعززوا التشدد والأنشطة المعادية لإسرائيل، وتلك المعادية للسامية" في الخارج.
وقالت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "معاريف" الخاصة، إن وزير الخارجية الإسرائيلي استدعى السفير الفرنسي لتوبيخه، إثر تصريحات لوزير الخارجية الفرنسي انتقد فيها إسرائيل.
وأعرب أشكنازي عن "تطلع إسرائيل إلى عدم تعبير مسؤولي الدول الصديقة عن أنفسهم بشكل غير مسؤول يُولد نشاطا مناهضا (لتل أبيب)".
والأربعاء انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان تصريح لودريان، واصفا إياه بـ"ادعاء وقح وكاذب، وليس له أي أساس".
ورأى نتنياهو في هذه التصريحات "درسا أخلاقيا يتسم بالنفاق والتضليل بشأن هذه القضية"، قائلا "لن نقبل أي مواعظ منافقة" في هذا الشأن.
وشهدت العديد من المدن الإسرائيلية المختلطة (يسكنها فلسطينيون ويهود)، مثل اللد وعكا ويافا، مواجهات دامية بين الجانبين خلال الأيام الماضية.
وتفجرت الأوضاع جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون منذ 13 أبريل الماضي في القدس، وخاصة منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح، حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلا من أصحابه.
وكانت فرنسا قدمت بالتنسيق مع مصر والأردن مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وغزّة، لقي تأييد الصين وروسيا ومعارضة الولايات المتحدة.
ودعمت باريس الوساطة التي قادتها القاهرة، وآلت إلى عقد اتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة.
وفجر 21 مايو الجاري، بدأ تنفيذ وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية ودولية، بعد هجوم شنته تل أبيب على القطاع استمر 11 يوما.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين إجمالا عن 288 قتيلا بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، بجانب أكثر من 8900 مصاب بينهم 90 إصاباتهم "شديدة الخطورة"، مقابل مقتل 13 إسرائيليا وإصابة المئات، خلال رد الفصائل في غزة على العدوان بإطلاق صواريخ على إسرائيل.