إسرائيل تستبعد اندلاع حرب مع لبنان بسبب خلاف حول استغلال حقل للغاز

القدس - نفت إسرائيل اتهام لبنان لها بالتعدي على حقل غاز متنازع عليه في البحر المتوسط، وهونت اليوم الاثنين من احتمال نشوب صراع بسبب هذا الخلاف في خضم أزمة الطاقة التي يعيشها العالم، وجهود لاستغلال غاز المتوسط لتعويض الغاز الروسي.
وبعد مضي شهور على تعثر محادثات تتوسط فيها الولايات المتحدة بشأن ترسيم الحدود البحرية، حذرت بيروت الأحد من أي أنشطة في المياه المتنازع عليها، ردا على وصول سفينة تشغلها شركة إنرجيان ومقرها لندن لإنتاج الغاز لإسرائيل.
وقال مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الاثنين إن الرئيس ميشال عون وافق على دعوة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، لمواصلة المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن الحقل المعني يقع داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها وليس في المياه المتنازع عليها.
وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار لمحطة إذاعة تل أبيب 103 أف.أم "هذه (الرواية اللبنانية) بعيدة تماما عن الواقع". وأضافت أنه لم يكن هناك أي تعد على الإطلاق من جانب إسرائيل.
وكانت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي خاضت عدة حروب مع إسرائيل، قد حذرت إسرائيل في السابق من التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها حتى يحل النزاع، وقالت إنها ستتخذ إجراء إذا حدث ذلك.
وقالت الحرار ردا على سؤال عن فرص التصعيد "لسنا عند هذه المرحلة على الإطلاق. حقيقة، هذا هو الانفصال (بين الكلام والواقع) الذي يجعلني أعتقد أنهم لن يتخذوا أي إجراء".
لكنها أضافت "إسرائيل تتخذ استعداداتها، وأوصي بألا يحاول أحد مفاجأة إسرائيل".
ولم يرد تعليق فوري من الولايات المتحدة التي بدأت الوساطة غير المباشرة بين الجانبين في عام 2000، لتسوية خلاف يعطل التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط منذ فترة طويلة.
وقالت إنرجيان إن وحدة تخزين وتفريغ الإنتاج العائمة وصلت الأحد إلى حقل كاريش الذي يبعد نحو 80 كيلومترا غربي مدينة حيفا في المنطقة الاقتصادية الإسرائيلية الخالصة. وقالت الشركة إنها تعتزم بدء تشغيلها في الربع الثالث من العام.
ويقول لبنان إن حدوده تقطع البحر بزاوية أوسع جنوبا، وتمتد الحدود التي تطالب بها إسرائيل أبعد شمالا، مما يخلق مثلثا من المياه المتنازع عليها.
وفي العام الماضي وسع لبنان المساحة التي يطالب بها بنحو 1400 كيلو متر مربع، لتتسع بذلك المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل.
ويرفض حزب الله الموالي لإيران إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، معتبرا ذلك نوعا من التطبيع غير المقبول.
وكانت إسرائيل عقدت مذكرة تفاهم مع مصر والاتحاد الأوروبي لتصدير الغاز إلى أوروبا، لتعويض تداعيات العقوبات على قطاع الطاقة الروسي بسبب اجتياح أوكرانيا في فبراير الماضي.