إسرائيل تروّج لعدم الانسحاب من جنوب لبنان بنهاية مهلة الاتفاق

القدس – أرسل رئيس لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي غاسبر جيفرز، إشارات إلى مسؤولين في الجيش اللبناني مفادها أن إسرائيل تعتزم تمديد بقاء جنودها في جنوب لبنان إلى أبريل المقبل، وفقا لما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية اليوم السبت نقلا عن مصادر مطلعة على التفاصيل.
وبحسب المصادر فإن إسرائيل تعتزم تمديد وجودها من 60 إلى 90 يوما، قد تصل حتى أبريل، رهنا بتحقيق أهدافها وحتى تضمن أن حزب الله لن يتمكن من مهاجمتها.
وأفادت الصحيفة اللبنانية بأن هذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي ترسل فيه قيادة الجيش اللبناني برقية إلى رئيس لجنة الإشراف الجنرال الأميركي طلبت فيها تنسيق عملية دخول الجيش إلى الناقورة، في جنوب البلاد، واستئناف انتشارها في المراكز التي تم إخلاؤها قبل المناورة الإسرائيلية البرية مطلع أكتوبر الماضي.
لكن بحسب المصادر أبلغ جيفرز اللبنانيين أن "على إسرائيل أن تأخذ وقتها في تنفيذ أهدافها في العملية البرية، في السيطرة على مبان ومستودعات حزب الله، وذلك في ظل عدم قدرة الجيش اللبناني على تطهير المنطقة". وبحسب المصادر، فإن الجنرال نصح اللبنانيين "التحلي بالصبر".
وفي ذات الاتجاه، قالت القناة العبرية الرسمية، السبت، إنه من المتوقع أن تبلغ إسرائيل الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب من جنوب لبنان في نهاية مدة 60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت قناة "كان" التابعة لهيئة البث العبرية أن الخطوة الإسرائيلية ستأتي بدعوى أن "الجيش اللبناني لا يفي بشروط الاتفاق وأن حزب الله يحاول إعادة تنظيم صفوفه في المنطقة".
وأضافت القناة "بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، من المفترض أن ينتشر الجيش اللبناني في المنطقة، لكنه يفعل ذلك بوتيرة بطيئة للغاية".
وتابعت "إضافة إلى ذلك، لا يهاجم الجيش اللبناني أهداف حزب الله التي نقلتها إسرائيل إليه من خلال آلية تم وضعها لهذا الغرض".
ومن المتوقع أيضا أن تنقل إسرائيل رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنها لن تسمح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة إلى منازلهم، وفق ذات المصدر.
ومنذ 27 نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار، أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل وحزب الله، بدأ في 8 أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر الماضي.
من أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والذي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان تنفيذه، انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوما، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وستكون القوات اللبنانية هي الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، فيما "لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس".
وميدانيا، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن طائرات مسيرة إسرائيلية تحلق في أجواء منطقة الزهراني شمال نهر الليطاني.
وقبل ذلك بدقائق أكدت وسائل إعلام لبنانية أن "الجيش الإسرائيلي توغل من أطراف العديسة باتجاه الطيبة بجنوب البلاد".
وبحسب الوكالة اللبنانية للأنباء، فإن شيئا لم يتغير على حافة الحدود الجنوبية، في ظل الخروقات الإسرائيلية المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار، عبر التوغلات المتواصلة للجيش الإسرائيلي في البلدات اللبنانية المحاذية للخط الحدودي، والاعتداءات التي شملت العديد من القرى الجنوبية بالقصف المدفعي وتفجير وتجريف المنازل.