إسرائيل ترفض رسميا التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية

القدس - أعلنت إسرائيل رسميا أنها لن تتعاون مع تحقيق تجريه المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب قد تكون ارتكبت في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة قررت "عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية" وستبلّغ المحكمة ومقرها لاهاي بأن "لا صلاحية لها لفتح تحقيق" بحق إسرائيل.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو عقد اجتماعا الخميس  مع وزير الدفاع بيني غانتس، والمدعي العام أفيحاي ماندلبليت، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، في ما يتعلق بقرار المحكمة الجنائية الدولية التحقيق مع إسرائيل في جرائم حرب ضد الفلسطينيين.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل سترد على خطاب إخطار من المحكمة الجنائية الدولية، وستوضح أنها لا تعترف بسلطة المحكمة وأن الدولة قادرة على التحقيق بنفسها.

وسيكون التحقيق في الأراضي الفلسطينية أول اختبار كبير للمدعي العام الجديد للمحكمة كريم خان، المحامي البريطاني الذي اختير في فبراير ليحل مكان فاتو بنسودا عندما ينتهي تفويضها في يونيو.

وتلقت إسرائيل قبل شهر رسالة من المحكمة الجنائية الدولية توضح نطاق تحقيقها الذي قررت أن تطلقه بشأن الحالة في فلسطين، وأمهلت المحكمة تل أبيب 30 يوما للرد على رسالتها.

ورحبّت السلطة الفلسطينية بالقرار، وقال عمر عوض الله المسؤول بوزارة الخارجية الفلسطينية "قمنا بإرسال الرد إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وأضاف "التعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية سوف يستمر من قبل دولة فلسطين كعضو في المحكمة الجنائية الدولية، من أجل تحقيق العدالة لضحايا الشعب الفلسطيني ومن أجل مساءلة إسرائيل على جرائمها".

وستحقق المحكمة بشبهة ارتكاب مسؤولين إسرائيليين جرائم حرب، وأخرى ضد الإنسانية، في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعرضت رسالة المحكمة الجنائية بإيجاز المجالات الثلاثة الرئيسية التي تنوي تغطيتها، وهي: حرب 2014 بين إسرائيل وحركة "حماس"، وسياسة الاستيطان، واحتجاجات مسيرة العودة الكبرى عام 2018 في غزة.

وإسرائيل ليست طرفا في نظام روما الأساسي الذي قامت عليه المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فهي ليست طرفا في المحكمة.

وأعلنت إسرائيل مرارا أنها تعارض أي صلاحية للمحكمة بالتحقيق في الحالة بفلسطين.

وفي خطاب ألقاه الأربعاء بمناسبة الاحتفالات الإسرائيلية بذكرى المحرقة، وصف نتنياهو تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بأنه "عبث".

وقال "تأسيس محكمة لاهاي مستوحى من محكمة نورمبرج التي كانت تحاكم مجرمي الحرب النازيين بعد الحرب العالمية الثانية... لكن كيانا أنشئ للدفاع عن حقوق الإنسان تحول إلى كيان يحمي من يدوسون على حقوق الإنسان".

وكان نتنياهو يشير في تصريحاته إلى حركة حماس التي خاضت إسرائيل حربا ضدها في غزة عام 2014، والتي قال ممثل ادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية إنها ربما تكون قد ارتكبت جرائم أيضا.