إسرائيل ترفض التقيّد بأي اتفاق نووي مع إيران في فيينا

نفتالي بينيت يؤكد أن بلاده ستحتفظ بحرية كاملة للتحرك ضد إيران في أي مكان وأي وقت دون قيود.
الاثنين 2022/01/10
بينيت: إيران وأذرعها تشكل أبرز التحديات أمام إسرائيل

القدس - قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الاثنين إن إسرائيل "ستحافظ على حرية التحرك كاملة" ضد إيران وأنها "ليست ملزمة" بمخرجات الاتفاق الدولي المحتمل بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، في حين أكدت طهران أن أجواء التفاؤل في المحادثات ناجمة عن رغبة كل أطراف التفاوض في التوصل إلى اتفاق "موثوق ومستقر".

وأبدى بينيت خلال حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" قلقه، إذ أضاف "في ما يتعلق بالمفاوضات في فيينا، نحن قلقون للغاية".

ورأى بينيت أنه "من المهم بالنسبة لي أن أقول هنا وبوضوح إن إسرائيل ليست جزءا من الاتفاقات، إسرائيل ليست ملزمة بما سيتم كتابته في الاتفاقات وستحتفظ بحرية كاملة، في أي مكان وفي أي وقت ودون قيود".

وأشار إلى أن "إيران تتصدر قائمة تحدياتنا، كونها رأس الأخطبوط الذي يطلق باتجاهنا وباتجاه كافة حدودنا... إننا نتعامل ليلا ونهارا مع إيران ومع أتباعها".

وأكد أن إسرائيل تنتهج معها "مفهوم الهجوم المتواصل، وليس فقط الدفاع المتواصل".

وتزامنت جلسة لجنة الشؤون الخارجية والتي تنعقد لأول مرة منذ وصول بينيت إلى السلطة الصيف الماضي، مع محادثات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، والتي استؤنفت نوفمبر الماضي بعد توقف استمر خمس سنوات.

وتعارض الدولة العبرية تلك المحادثات الرامية إلى إعادة إحياء الاتّفاق الذي تمّ التفاوض عليه بين طهران والقوى الكبرى، وأتاح رفع عقوبات كثيرة كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحدّ من أنشطتها النوويّة وضمان سلميّة برنامجها.

وتخشى إسرائيل التي تعتبر إيران عدوّها اللدود، أن تبلغ طهران قريبا "العتبة النوويّة"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة ذرّية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده الاثنين، إن أجواء التفاؤل في محادثات فيينا حول الملف النووي الإيراني ناجمة عن إرادة كل المفاوضين التوصل إلى "اتفاق موثوق ومستقر".

وأوضح خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن "ما يجري اليوم في فيينا هو نتيجة جهود من كل الأطراف الحاضرين للتوصل إلى اتفاق موثوق ومستقر".

وتخوض إيران مباحثات في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بشأن برنامجها النووي، وذلك مع الأطراف التي لا تزال منضوية فيه (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا)، وتشارك الولايات المتحدة، التي انسحبت أحاديا من الاتفاق عام 2018، بشكل غير مباشر في المباحثات.

وفي الأيام الماضية، عكست تصريحات أعضاء وفود المفاوضين تحقيق بعض التقدم، مع التشديد على استمرار الخلافات بين الأطراف بشأن قضايا مختلفة.

 وقال المبعوث الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، في تصريحات صحافية قبل يومين، "إن الجو في المحادثات إيجابي وعملي، وإن المحادثات تمضي قدما، وإن كانت ليست بوتيرة سريعة، إلا أنها تتحرك بشكل تدريجي".

وبدأت مفاوضات فيينا أبريل الماضي، وبعد تعليقها زهاء خمسة أشهر بسبب الانتخابات الرئاسية الإيرانية اعتبارا من يونيو 2021، تم استئناف المفاوضات أواخر نوفمبر الماضي.

وتشدد طهران خلال المباحثات على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي.

وتركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية على أهمية عودة إيران إلى احترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، التي بدأت بالتراجع عنها عام 2019، ردا على انسحاب واشنطن.