إسرائيل ترسل إشارات "إيجابية" إلى الأردن

رئيس الوزراء الإسرائيلي يصف أزمة العلاقات مع الأردن خلال آخر سنوات حكم نتنياهو بأنها غير مبررة على الإطلاق.
الأحد 2021/08/22
إشارات للتقارب مع عمان

تل أبيب – قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن "اتجاها إيجابيا للغاية" تشهده العلاقة مع الأردن بعد سنوات على أزمة بين البلدين، وصفها بأنها "كانت غير مبررة على الإطلاق".

وشهدت العلاقات بين الأردن وإسرائيل اللذين يرتبطان بمعاهدة سلام، جفاء واضحا في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو (2009 - 2021)، إلى درجة دفعت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى وصفها خلال جلسة حوارية في الولايات المتحدة بأنها "في أسوأ حالاتها".

وازداد الوضع سوءا بين الجانبين مع إهمال متعمّد من قبل تل أبيب لعمان خلال توقيع اتفاقات أبراهام وتركيز إسرائيل على علاقاتها العربية الجديدة. كما دفعت انتهاكات إسرائيل المستمرة بحق المسجد الأقصى وفي القدس بشكل عام نحو المزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، حيث مثّل ذلك تجاوزا صريحا من تل أبيب لدور عمان ووصايتها على المقدسات الفلسطينية.

وفي مارس الماضي برزت أزمة بين البلدين، بعد محاولة إسرائيل فرض ترتيبات أمنية على زيارة لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية، لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج، وهو ما دفع بالأخير إلى إلغاء زيارته.

وعلى إثر ذلك لم يوافق الأردن في اليوم التالي على منح نتنياهو إذنا لاستخدام المجال الجوي الأردني في رحلة كان يخطط لها إلى الإمارات.  

وعن العلاقات مع الأردن، قال بينيت "نشهد اتجاها إيجابيا للغاية بعد سنوات طويلة عانينا خلالها من أزمة في علاقاتنا مع الأردن". وأضاف مشيرا إلى سياسة سلفه نتنياهو تجاه الأردن "إذا كنت تدخل في أزمة لأنك حاربت في سبيل تحقيق مصلحة وطنية، فهناك ربما ما يبرر ذلك، لكن لم يكن هناك ما يبرر هذه الأزمة إطلاقا".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا "الآن نحن نرمم من خلال خطوة سريعة للغاية وبالتعاون مع صديقي وزير الخارجية وباقي وزراء الحكومة، العلاقات مع كافة دول المنطقة بهدف تشكيل ائتلاف من الدول في مواجهة التطرف الإسلامي والإيراني. وهناك العديد من المواضيع الأخرى التي يمكننا إقامة التعاون فيها".

وكان الملك عبدالله الثاني التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير دفاعه بيني غانتس مطلع شهر يوليو الماضي، وقال في تصريح لشبكة "سي.أن.أن" الإخبارية الأميركية "خرجت من تلك الاجتماعات وأنا أشعر بالتشجيع الشديد"، وهو ما بعث بإشارات إيجابية عن مسار العلاقة بين البلدين.

وصرح بينيت الأحد "قريبا سأسافر للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي وجه إليّ الدعوة. الهدف هو توطيد وتوسيع رقعة العلاقات بين دول المنطقة".

وكانت رئاسة الوزراء في إسرائيل أعلنت أن السيسي وجه دعوة لبينيت للقيام بزيارة رسمية إلى مصر خلال الأسابيع المقبلة، وذلك خلال استقبال بينيت لوزير المخابرات المصري عباس كامل في إسرائيل الأسبوع الماضي.

وكان السيسي كلف كامل بزيارة رام الله وتل أبيب لدفع جهود عملية السلام وتثبيت التهدئة في قطاع غزة، بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة وتهديد إسرائيل بالرد الفوري عليها.

وتوسطت مصر في الحادي والعشرين من مايو الماضي باتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء جولة تصعيد عسكري عنيفة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل استمرت 11 يوما، وخلفت مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل، فضلا عن تدمير واسع في المنازل والبنى التحتية في القطاع.