إسرائيل تراهن على أرو-3 لتعزيز قوة الردع ضد إيران وحزب الله

القدس- أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد أن منظومة أرو- 3 للصواريخ الدفاعية الباليستية المدعومة من الولايات المتحدة اجتازت اختبارات بالذخيرة الحية في ألاسكا، واصفا الإنجاز بأنه تحذير لإيران.
وتعول إسرائيل على هذه المنظومة المتطورة لتعزيز قوة الردع لديها في ظل التغيرات التي طرأت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وتطور الأساليب القتالية والترسانة العسكرية لخصومها المحيطين بها وعلى رأسهم إيران وأذرعها المنتشرة في محيطها وفي مقدمتها حزب الله في لبنان وحركتا حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
وراهنت إسرائيل منذ العام 2007 أي بعد حرب “تموز” 2006 مع حزب الله اللبناني على القبة الحديدية، بيد أن الهجمات الصاروخية للفصائل الفلسطينية في الأشهر الأخيرة والتي طالت العمق الإسرائيلي، أظهرت وجود ثغرات كبرى في تلك المنظومة، التي هي جزء من نظام دفاعي أشمل يضم أروـ3.
وتعالت في الأشهر الماضية أصوات الخبراء العسكريين الإسرائيليين محذرين من أن قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي تتآكل، في ضوء ما يحققه الخصوم وخاصة حزب الله من تقدم لجهة نجاحه في الحصول على أسلحة دقيقة بدعم من إيران.
وتوصف المنظومة الدفاعية الجديدة، التي شاركت في تصنيعها شركة بوينغ، بأنها قادرة على تدمير الصواريخ في الفضاء على ارتفاع يضمن تدمير أي رأس حربي غير تقليدي. واجتازت المنظومة أول اختبار لعملية اعتراض كاملة فوق البحر المتوسط في العام 2015 ونُشرت في إسرائيل في 2017.
نشر هذه المنظومة سيضطر إيران وأذرعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، كذلك الشأن بالنسبة للفصائل الفلسطينية التي تعمل على تعزيز قدراتها الصاروخية، بيد أن مساعيها لا تزال متعثرة
وقال نتنياهو، الذي يتولى أيضا حقيبة الدفاع، في بيان أعلن فيه الاختبارات الثلاثة التي جرت سرا، “الأداء كان مثاليا.. أصاب الهدف تماما في كل مرة”. وأضاف “هذا إنجاز عظيم لأمن إسرائيل”. ويرى مراقبون أن الإعلان الإسرائيلي عن تجارب المنظومة الناجحة في اعتراض الصواريخ ينطوي على أبعاد عدة، خاصة وأنه يأتي في ذروة التصعيد الغربي الإيراني.
وانزلقت إيران لمواجهة تزداد احتداما مع الولايات المتحدة بسبب برامجها النووية والصاروخية. وقالت واشنطن الأسبوع الماضي إن إيران أجرت فيما يبدو اختبارا لصاروخ باليستي متوسط المدى حلق لمسافة نحو ألف كيلومتر. وقالت طهران إن إجراء مثل تلك الاختبارات يلبي احتياجات دفاعية لديها.
وشدد نتنياهو الأحد على “أن إسرائيل لديها قدرات حاليا للتحرك في مواجهة الصواريخ الباليستية التي تُطلق علينا من إيران ومن أي مكان آخر… على كل أعدائنا أن يعرفوا أن بمقدورنا أن نتفوق عليهم دفاعيا وهجوميا”.
وكان من المتوقع إجراء اختبارات أرو- 3 العام الماضي لكنها تأجلت بعد مشكلات في اختبار المنظومة. وأُجهضت أول تجربة كاملة، كان من المقرر إجراؤها في 2014، بسبب ما قال مصممون إنه تحليق خاطئ للصاروخ المستهدف. كما أُلغيت اختبارات متابعة إسرائيلية أواخر 2017 وأوائل 2018 في غضون مهلة قصيرة بسبب مشكلات فنية.
واعتبرت إسرائيل والولايات المتحدة أن نجاح اختبارات المنظومة في ألاسكا علامة على قوة تحالفهما. وحضر السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، اجتماع الأحد لحكومة نتنياهو، حيث شاهد هو والوزراء فيديو لعملية اعتراض صاروخ في ألاسكا.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه كجزء من اختبارات ألاسكا، تمت مزامنة أرو- 3 بنجاح مع نظام رادار متنقل طراز ايه.ان/تي.بي.واي- 2، الذي يُعرف أيضا باسم إكس-باند، والذي يتيح للولايات المتحدة تغطية عالمية شاملة. ولدى إسرائيل بطارية إكس-باند.
وأوضح نائب مدير وكالة الدفاع الصاروخي بالبنتاغون، الأميرال جون هيل، في بيان “نحن ملتزمون بمساعدة حكومة إسرائيل في تطوير قدراتها الدفاعية الصاروخية الوطنية للدفاع عن دولة إسرائيل ونشر قوات أميركية من تهديدات ناشئة”.
ومنظومة أرو- 3 والجيل الأقدم منها أرو- 2 بمثابة طبقة عليا من درع إسرائيلي متكامل تم بناؤه بدعم من الولايات المتحدة لمقاومة مختلف الصواريخ المحتملة. والطبقة الأدنى هي منظومة القبة الحديدية قصيرة المدى.
ويرى مراقبون أن نشر هذه المنظومة سيضطر إيران وأذرعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، كذلك الشأن بالنسبة للفصائل الفلسطينية التي تعمل على تعزيز قدراتها الصاروخية، بيد أن مساعيها لا تزال متعثرة.
وأماط موقع “ديبكا” الإسرائيلي السبت اللثام عن السبب الحقيقي وراء زيارة وفد من حركة حماس بقيادة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري إلى إيران الأسبوع الماضي.
وذكر الموقع الإلكتروني أن السبب هو طلب الحركة تزويدهم بمنصات إطلاق الصواريخ من طراز بي.إم 21 غراد، والتي يصل مداها إلى 450 كيلومترا، ويستخدمها الحوثيون في استهداف المملكة العربية السعودية.
وقال الموقع إن صالح العاروري قد طلب من كل المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم، بمن فيهم المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، تزويد الحركة في قطاع غزة بتلك المنصات.
وزعم الموقع الإلكتروني أن وفد الحركة الفلسطينية أخبر المسؤولين الإيرانيين أنهم ينوون إطلاق صواريخ على قلب العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، بل إغراقها، فضلا عن وضع أهداف استراتيجية أخرى ضمن بنك أهدافهم.
وكانت مصادر في حماس قد وصفت زيارة وفد الحركة لطهران بـ”الأهم”. ويرى محللون أنه بغض النظر عن صحة ما جاء في التقارير الإسرائيلية، فإن المؤكد أن حماس قد حسمت أمرها لجهة وضعها جميع بيضها في سلة طهران، بعد اهتزاز الثقة في الحلف التركي القطري.