إسرائيل تدعم المغرب لتعزيز قواته الجوية

الرباط - يعزز المغرب وإسرائيل من تعاونهما في مختلف المجالات منذ توقيع اتفاق التطبيع برعاية أميركية أواخر العام 2020 ليشمل ذلك المجال العسكري، فيما تنظر الجزائر إلى هذا التقارب بكثير من الريبة والقلق.
واتفق البلدان وفق ما نشره موقع “هسبرس” مؤخرا في خضم زيارة يؤديها أفيف كوخافي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى الرباط، على تطوير مقاتلات “إف 16” و”إف 5″، وذلك عبر دعمها بالتكنولوجيا الحديثة وتطوير قدراتها في الطيران والمحاكاة.
وتملك القوات الملكية الجوية في المغرب أسطولا من المقاتلين حيث يسعى الجيش المغربي لتطوير قدراته العسكرية والقتالية.
وكان أفيف كوخافي، الذي وصل إلى المغرب الاثنين الماضي، زار مقر القاعدة الجوية السادسة ببنجرير في مراكش، بعد يومين من وصوله والتقى الكولونيل ماجور حسن محوار قائد القاعدة الجوية.
الجيش الإسرائيلي يساعد نظيره المغربي على تطوير مقاتلات "إف 16" و"إف 5"، وذلك عبر دعمها بالتكنولوجيا الحديثة
وتناول الجانبان قدرات سلاح الجو المغربي، كما اطلعا على وضعية الطائرات دون طيار ومقاتلات “إف 16”.
واتفق الجانبان وفق مصادر عسكرية مغربية على تطوير العتاد العسكري والقدرات العسكرية للمغرب.
كما زار الوفد الإسرائيلي لواء المظليين بالجيش المغربي حيث أجرى حوارا مشتركا مع قادة الوحدة تناول إقامة تعاون بين القوات الجوية المغربية ونظيرتها الإسرائيلية.
كما تناول اللقاء مشاركة القوات الإسرائيلية في مناورات الأسد الأفريقي التي تنظم في المغرب تحت إشراف الولايات المتحدة.
وكانت القوات المسلحة الملكية المغربية أعلنت أن زيارة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي، في إطار الاتفاقية الثلاثية بين إسرائيل والمغرب والولايات المتحدة.
وكشفت صحيفة “هآرتس” أن الزيارة تهدف كذلك إلى دفع المبادرات العسكرية بين البلدين لعام 2023، إضافة إلى تعزيز التعاون العسكري في مجالات التدريب وتبادل الخبرات.
وأعادت إسرائيل والمغرب العلاقات الدبلوماسية بينهما في ديسمبر 2020 كجزء من عملية التطبيع بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية، بدعم من الإدارة الأميركية السابقة.
وبعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين استمر التقارب بين البلدين بوتيرة قوية، في ظلّ زيارات متتالية لمسؤولين إسرائيليين إلى المغرب، من بينهم وزير الدفاع بيني غانتس في نوفمبر ووزيرة الداخلية الإسرائيلية أيليت شاكيد في يونيو.
كما تم الاتفاق بين البلدين على توقيع شراكات بينهما في المجالات التكنولوجية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
وفي مارس الماضي قام وفد من الجيش الإسرائيلي بأول زيارة رسمية إلى المغرب منذ تطبيع العلاقات الثنائية، أدت إلى توقيع اتفاق تعاون عسكري يتعلّق أساسا بتشكيل لجنة عسكرية مشتركة.
كما قام قادة صناعات الفضاء الإسرائيلية وهي أول مجموعة صناعة طيران إسرائيلية عامة (مدنية وعسكرية)، بزيارة اعتبرت تاريخية إلى الرباط.
بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين استمر التقارب بوتيرة قوية، في ظلّ زيارات متتالية لمسؤولين إسرائيليين إلى المغرب
كما وقعت وزارة الصناعة المغربية وصناعة الفضاء الإسرائيلية اتفاقية شراكة في مجال صناعة الطيران المدني.
وشاركت إسرائيل ضمن 15 بلدا كمراقب خلال مناورات ‘الأسد الأفريقي 2022’ وهي المرة الأولى التي تكون فيها تل أبيب حاضرة في تلك المناورات ما أثار مخاوف الجزائر خاصة وأن المناورات تمت في منطقة قريبة من حدودها.
وقررت الجزائر تعزيز قدراتها العسكرية خاصة الجوية حيث أفاد موقع “ديفنيس اكسبريس” وهو موقع روسي متخصص في الشؤون العسكرية والدفاع، أن السلطات الجزائرية اشترت في يناير الماضي سربا جديدا من الطائرات الصينية المسيرة، لضمها إلى الأسطول الذي يملكه الجيش الجزائري ويستخدمه في مهمات دفاعية ومراقبة الحدود.
وكان المغرب دخل في خلافات مع الجزائر بسبب ملف الصحراء المغربية حيث قررت السلطات الجزائرية قطع العلاقات مع الرباط في أغسطس الماضي.
وحقق المغرب انتصارات دبلوماسية حيث مالت كفة الدعم الدولي بشدة لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية كأساس لحل النزاع وكحل هو الأكثر واقعية لتسوية عقود من الصراع.
وفي المقابل تسعى الجزائر لتأجيج الأوضاع في المنطقة بدعم جبهة بوليساريو الانفصالية لتدخل في خلافات مع إسبانيا بسبب دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي.
واقترح المغرب حكما ذاتيا تحت سيادته لحل النزاع وهو المقترح الذي يلقى ترحيبا دوليا متزايدا باعتباره حلا واقعيا قابلا للتطبيق رغم رفض الجزائر التي تجد نفسها في وضع مرتبك بسبب النجاحات الدبلوماسية المغربية.