إسرائيل تخفق في تصفية رئيس أركان الحوثيين بضربة على صنعاء

القدس - كشفت وسائل إعلام إسرائيلية السبت عن شن الجيش الإسرائيلي هجوما على اليمن في الآونة الأخيرة محاولا اغتيال قيادي حوثي كبير في إطار عمليات متزامنة شملت ايضا الأراضي الإيرانية.
وذكرت القناة (12) الخاصة أن "سلاح الجو الإسرائيلي حاول اغتيال رئيس أركان حركة أنصار الله الحوثية في اليمن، عبدالله الغماري"، دون الكشف عن نتيجة العملية.
وتحدثت تقارير إعلامية عبرية عن اعتقاد بأن الغماري كان يجتمع مع قادة آخرين في جماعة الحوثي وقت الضربة.
ونقل موقع "واي نت" الإخباري عن مصدر يمني قوله إن الضربة كانت تستهدف مقر قيادة الغماري، الذي تلقى تدريبه في إيران ويُعتقد أنه ينسق بين الحوثيين وطهران ويشرف على برنامج الصواريخ الحوثية.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين أقاموا حواجز في المنطقة واستدعوا سيارات الإسعاف بعد الحادثة.
وأكد سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية سماع دوي انفجار في صنعاء، دون أن يتضح موقع القصف بشكل فوري. ولم تعلق جماعة الحوثي على هذه التقارير حتى الآن.
ويُعد الغماري شخصية محورية، فقد أُدرج في قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي ووزارة الخزانة الأميركية، لضلوعه في حملات عسكرية حوثية تهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن وقيادته لتلك الحملات.
وفي 20 مايو 2021، أوضحت وزارة الخزانة أن "الغماري يشكل خطرًا كبيرًا لارتكابه أعمالًا إرهابية تهدد سلامة المواطنين الأمريكيين وسياستها الخارجية واقتصادها"، وتم تجميد كافة ممتلكاته ومصالحه في الولايات المتحدة.
وفي تصعيد لافت، أعلن الحوثيون في اليمن الأحد إطلاق عدة صواريخ على إسرائيل، فيما تنفذ الدولة العبرية ضربات على إيران التي ترد بدفعات صواريخ.
وأكد الحوثيون المدعومون من إيران في بيان "تنفيذ عملية عسكرية استهدفت أهدافا حساسة للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة".
وأوضح البيان أنه تم استخدام "عدد من الصواريخ البالستية الفرط صوتية من نوع فلسطين2 وذلك في أوقات متفاوتة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية".
وأشار الحوثيون إلى أن هذه العملية "تناسقت مع العمليات التي ينفذها الجيش الإيراني والحرس الثوري" ضد إسرائيل.
وفي وقت سابق من السبت، كان عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثي، قد أعلن تأييده الكامل للرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي، متوعداً تل أبيب بـ"حرب مفتوحة ومستمرة".
وتأتي هذه التطورات في سياق هجوم إسرائيلي واسع النطاق بدأ فجر الجمعة على إيران، استهدف مئات المواقع العسكرية والنووية، وأسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين وعلماء نوويين. وترد إيران بإطلاق دفعات من الصواريخ على إسرائيل.
ومساء الثلاثاء، أعلنت جماعة الحوثي إطلاق صاروخين بالستيين، أحدهما فرط صوتي، على مطار بن غوريون قرب تل أبيب وسط لإسرائيل، مؤكدة إصابة أحدهما للهدف مباشرة، كما أعلنت دخول ميناء حيفا ضمن بنك الأهداف ردًا على استهداف إسرائيل ميناء الحديدة.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023، نفذ الحوثيون في اليمن عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يؤكدون ارتباطها بها، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للحركة والقطاع الفلسطيني.
وردا على تلك الهجمات، نفذت إسرائيل في الأشهر الأخيرة ضربات استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن، شملت موانئ البلاد ومطار العاصمة صنعاء. وأشار إلى أن "العملية العسكرية تناسقت مع العمليات التي ينفذها الجيش والحرس الثوري الإيراني، وحققت أهدافها بنجاح".
وتثير هذه التطورات قلقا متزايدا من اتساع رقعة الصراع في المنطقة، وتحوله إلى مواجهة أوسع نطاقا تشمل أطرافا متعددة.