إسرائيل تحلق بطائرات مقاتلة فوق سوريا بذريعة حماية الدروز

القدس – أفاد إعلام عبري، اليوم الأربعاء، بأن إسرائيل أرسلت طائرات مقاتلة إلى سوريا مرات عدة في الأيام الأخيرة لـ"حماية الدروز السوريين"، وذلك في خطوة تشكل تصعيدا جديدا قد تكون لها تداعيات كبيرة على الاستقرار الإقليمي.
وقالت القناة "12" (خاصة) "بناء على توجيهات لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، أرسلت تل أبيب أكثر من مرة، خلال الأيام الماضية، طائرات مقاتلة إلى سوريا لحماية الدروز السوريين".
وأضافت أن "الطائرات حلقَّت على علو منخفض لإبعاد رجال الرئيس السوري (أحمد الشرع) عن الدروز، وتوجيه رسالة واضحة للنظام الجديد في سوريا بأن إسرائيل ستحمي الدروز".
وأعلنت إسرائيل الاثنين، أنها مستعدة للدفاع عن الدروز في سوريا، وذلك بعد أيام من اندلاع أعمال عنف أسفرت عن مذبحة جماعية لأقلية دينية أخرى، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأت أعمال العنف الأسبوع الماضي بين مقاتلين مرتبطين بالحكومة السورية الجديدة وقوات موالية للرئيس بشار الأسد. وفي تصريح له، وصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، العنف بأنه "مذبحة للمدنيين"، وأكد أن إسرائيل "مستعدة، إذا لزم الأمر، للدفاع عن الدروز"، دون أن يقدم تفاصيل حول كيفية حدوث ذلك.
وتعد الطائفة الدرزية من الأقليات المنتشرة في إسرائيل وسوريا ولبنان. ولدى إسرائيل مجموعة صغيرة من الطائفة الدرزية، كما يعيش نحو 24 ألف درزي في هضبة الجولان المحتلة التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967.
وبينما تؤكد الإدارة السورية الجديدة حمايتها لجميع طوائف البلاد دون تمييز ضمن وطن واحد، تردد إسرائيل ادعاءات عن تعرض الدروز في سوريا لاعتداءات، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة لانتهاك السيادة السورية.
وأعرب دروز سوريون، في احتجاجات شعبية وبيانات، عن رفضهم أي تدخل إسرائيلي في الشؤون الداخلية السورية، وجددوا الدعوة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلادهم.
وجدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، المواقف التي أعلنها سابقا بشأن استمرار السيطرة على جبل الشيخ وما وصفها بالمنطقة الآمنة جنوب سوريا، ووجه رسائل غير مباشرة للرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع. وفق ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم الأربعاء.
وقال كاتس خلال زيارته الثلاثاء جبل الشيخ جنوب غرب سوريا "عندما يفتح الجولاني (الشرع) عينيه في القصر الرئاسي في دمشق كل صباح، سيرى بأن الجيش الإسرائيلي يراقبه من قمة جبل الشيخ".
وأضاف "عندها سيتذكر أننا هنا وفي المنطقة العازلة جنوب سوريا من أجل حماية أهالي الجولان والجليل من تهديداته وتهديدات أصدقائه الجهاديين" على حد تعبيره.
وأقر كاتس بأن إسرائيل مستعدة للبقاء في سوريا بشكل دائم، قائلا إن الجيش نفذ غارات على حوالي 40 هدفا جنوب سوريا من أجل إخلائها من العناصر المسلحة، دون أن يذكر التوقيت.
وأكد وزير الدفاع أن إسرائيل ستتحرك من أجل القضاء على أي تهديد قد يطال طائفة الدروز في سوريا.
وفي وقت سابق الأربعاء، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الأخير أنشأ موقعين عسكريين على قمة "جبل الشيخ" المحتل جنوب غرب سوريا، وأن عمالا من قرى درزية سيبدؤون العمل في الجولان المحتل الأحد المقبل.
وقالت الإذاعة "لن نغادر جبل الشيخ السوري حتى إشعار آخر، وعلى العكس، فقد تم إنشاء موقعين للجيش الإسرائيلي على قمة الجبل".
كما أضافت أن "أحد المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي في قمة الجبل هو موقع سوري وجدته القوات مهجورا وتحتله الآن".
ومنذ 3 أشهر يحتل الجيش الإسرائيلي جبل الشيخ السوري، وهو أبعد نقطة عن حدود إسرائيل.
وذكرت الإذاعة أن المنطقة التي يحتلها الجيش الإسرائيلي حاليا كانت مسرحا لتهريب أسلحة من سوريا إلى "حزب الله"، خاصة وأن المنطقة تهيمن على كامل الحدود السورية اللبنانية.
وزادت بأن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بشريط أمني يبلغ عرضه 15 كيلومترا في بعض المناطق بجنوبي سوريا، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة السورية المحتلة.
وأفادت بأن "عشرات السوريين من القرى الدرزية سيأتون للعمل في الجولان (المحتل)، بداية من الأحد المقبل، وفي حال نجاح الأمر سيتم زيادة عدد العمال الذين سيعملون في الزراعة".
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر 2024 ووسعت رقعة احتلالها، بما في ذلك المنطقة السورية العازلة، كما دمرت آليات ومعدات وذخائر للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.