إسرائيل تحذر من هجمات إيرانية انتقامية ضد مواطنيها في الخارج

السلطات الإسرائيلية حددت بلدانا قريبة جغرافيا من إيران، بينها جورجيا وأذربيجان وتركيا وكردستان العراق والإمارات العربية المتحدة والبحرين لاستهداف رعاياها.
الجمعة 2020/12/04
إيران اتهمت إسرائيل صراحة بالوقوف وراء الاغتيال

القدس - أشارت الحكومة الإسرائيلية إلى ارتفاع مستوى "التهديد" ضد مواطنيها في الخارج على خلفية صدور دعوات في إيران إلى الانتقام لمقتل العالم النووي البارز محسن فخري زاده في عملية حمّلت طهران مسؤوليتها لإسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه "في ضوء التهديدات الأخيرة من أطراف إيرانية نحن نخشى أن تستهدف إيران أهدافا إسرائيلية"، ناقلة بذلك رسالة من مجلس الأمن القومي تحدث فيها عن هجمات محتملة ضد إسرائيليين في دول مجاورة لإيران أو في أفريقيا.

وأشارت السلطات إلى "زيادة التهديد الإرهابي ضد الإسرائيليين في الخارج"، وحددت على وجه الخصوص بلدانا ومناطق قريبة "جغرافيا" من إيران، بينها جورجيا وأذربيجان وتركيا وكردستان العراق والإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وتأتي هذه التحذيرات بعد نحو أسبوع من اغتيال محسن فخري زاده، العالم المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني والضابط في الحرس الثوري الإسلامي. وألقى مسؤولون إيرانيون باللوم على إسرائيل في اغتياله وهددوا بالانتقام.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للعالم في عام 2018 نجاح عناصر المخابرات الإسرائيلية في سرقة كميات كبيرة من وثائق ومخططات خاصة ببرنامج إيران لتطوير أسلحة نووية، وحث مشاهديه على تذكر اسم فخري زاده، كاشفا عن مذكرة سرية من العالم الإيراني الراحل تصف الأنشطة النووية السرية لطهران.

وكان مقررا أن يتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى البحرين نهاية هذا الأسبوع لحضور مؤتمر إقليمي، لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أنه بعد التهديدات الجديدة التي وجهتها طهران لإسرائيل، تم إلغاء الرحلة.

وأنهى وفد بحريني الخميس زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى القدس وإسرائيل تم خلالها توقيع سلسلة اتفاقيات. وتتعلق إحدى هذه الاتفاقيات بصيانة شركة إسرائيلية لطائرات شركة "غالف إير" (طيران الخليج) البحرينية التي يجب أن تؤمن في المستقبل رحلات جوية مباشرة بين البلدين.

ببب

واغتيل محسن فخري زاده الذي كان رئيسا لمنظمة الأبحاث والإبداع (سبند) التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية الجمعة في هجوم قالت الجمهورية الإسلامية إنّ إسرائيل تقف وراءه، فيما لم تعلق الدولة العبرية على هذا الاتهام.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت إن بلاده سترد "في الوقت المناسب" على مقتل العالم النووي، في وقت ستشهد الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، انتقالا للسلطة مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في يناير خلفا لدونالد ترامب.

كما أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن بلاده ستثأر لمقتل عالمها النووي في أقرب فرصة ممكنة رغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال.

وانسحب ترامب في 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته دول كبرى عدة مع إيران، وأطلق حملة "ضغوط قصوى" على الجمهورية الإسلامية يبدو أنه عازم على مواصلتها حتى مغادرته السلطة في يناير.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس طهران باستغلال الاتفاق النووي الذي سمح برفع العقوبات الاقتصادية عنها، قبل إعادة فرضها وتشديدها من جانب ترامب، من أجل "توسيع" نفوذها في العراق واليمن وسوريا.

واعتبر نتنياهو أن الاتفاق النووي سمح "للنمر" بالخروج من "قفصه"، وذلك خلال نقاش عبر الإنترنت مع مركز هدسون للتحليل في واشنطن.

وأكد بايدن في حديث نشرته الأربعاء صحيفة "نيويورك تايمز" أنه ينوي أن يطلق بسرعة مفاوضات جديدة مع إيران "بالتشاور" مع حلفاء واشنطن، ولكن فقط بعد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وحض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس بايدن على التخلي عن سلوك واشنطن "المارق"، ورفع العقوبات المفروضة على بلاده، رافضا أي حديث عن إعادة التفاوض حول اتفاق عام 2015 النووي.

وقال ظريف "لن نعيد التفاوض على اتفاق سبق أن فاوضنا عليه".