إسرائيل تحذر من إستراتيجية إيرانية لإستعادة حزب الله قوته

سفير إسرائيل في مجلس الأمن يطالب لبنان والمجتمع الدولي بضرورة الحد من تهريب الأسلحة والذخائر والدعم المالي عبر الحدود السورية والطرق الجوية والبحرية.
الثلاثاء 2025/01/14
إسرائيل تتحسب من استعادة حزب الله قوته بعد إضعافها

الأمم المتحدة - قال داني دانون السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين إن جماعة حزب الله اللبنانية تحاول "استعادة قوتها وإعادة التسلح بمساعدة إيران"، معلنا أن الجماعة لا تزال تشكل "تهديدا خطيرا" لإسرائيل وللاستقرار الإقليمي.

وكانت معلومات مخابراتية أميركية محدثة الشهر الماضي حذرت من أن حزب الله المدعوم من إيران سيحاول على الأرجح إعادة ملء مخزوناته وبناء قواته، مما يشكل تهديدا طويل الأمد للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

ووافقت إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بوساطة أميركية، اعتبارا من 27 نوفمبر، بعد أكثر من عام من الصراع. وينص الاتفاق على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان مع انسحاب القوات الإسرائيلية وحزب الله.

إلى ذلك، يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.

وكتب دانون إلى مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوا "على الرغم من تقليص القدرات العسكرية لحزب الله بشكل كبير خلال الحرب، فإنه يحاول الآن استعادة قوته وإعادة التسلح بمساعدة إيران".

ولم يرد حزب الله أو بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد على طلب للتعليق على تصريحات دانون. ونفى مصدر لبناني كبير مقرب من حزب الله الاتهامات.

وقال دانون إن "من الضروري" أن تركز الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي على "الحد من تهريب الأسلحة والذخائر والدعم المالي عبر الحدود السورية اللبنانية وعبر الطرق الجوية والبحرية".

وكتب دانون في الرسالة أنه منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار "كانت هناك محاولات عدة لنقل الأسلحة والأموال إلى حزب الله". وذكر أن الحشد العسكري المستمر لحزب الله كان في بعض الأحيان قريبا من قواعد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ودورياتها في جنوب البلاد.

وأضاف "وعلى الرغم من ذلك، اختارت اليونيفيل التساهل في تفسير تفويضها، وآثرت عدم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان عدم استخدام منطقة عملياتها في أنشطة عدائية من أي نوع".

ودأبت إسرائيل على انتقاد اليونيفيل المفوضة من مجلس الأمن، بموجب القرار 1701، "بمساعدة" القوات اللبنانية في ضمان أن يكون جنوب البلاد خاليا "من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة بخلاف ما يخص حكومة لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان".

كما دأب مسؤولون كبار في الأمم المتحدة على تأكيد أن لليونيفيل دورا داعما ولا يمكن تحميلها اللوم على عدم تنفيذ الطرفين القرار 1701.

وقال دانون "نحن قلقون من عدم الاستفادة من الدروس، وأننا نشهد اليوم رفضا آخر من القوة للتكيف مع أسلوب عمليات حزب الله المتغير... فضلا عن رفض تنفيذ تفويضها بالكامل".

وتأتي هذه التصريحات، بعد أسبوع من تبادل إسرائيل وحزب الله، الاتهامات، بخرق تفاهمات الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس من "خطوات أحادية، إذا ما استمر الوضع" في إشارة إلى "عدم" التزام الحزب بالاتفاق، وذلك ردا على تحذير الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بشأن استعداد جماعته للرد على ما وصفه بـ"الخروقات" الإسرائيلية.

والأسبوع الماضي، أكد المبعوث الأميركي آموس هوكستين من بيروت أن "الجيش الاسرائيلي سينسحب من كافة الأراضي اللبنانية لكن المهمة ليست سهلة"، بعد تلويح إسرائيلي بالبقاء في جنوب لبنان لما بعد 60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف النار.

وكانت هيئة البث العبرية الرسمية قد أفادت في وقت سابق نقلا عن مصادر –لم تسمها- بأن "إسرائيل تستعد للبقاء لفترة طويلة جداً في لبنان، تتجاوز فترة 60 يوماً المنصوص عليها في الاتفاق"، مضيفة أن "الرغبة هي البقاء حتى بعد 90 يوما، حيث يرى الجيش الإسرائيلي ضرورة البقاء في عدد من المواقع العسكرية في لبنان".

من جانبه حذر الحزب اللبناني من مغبة رفض الجانب الإسرائيلي الانسحاب من قرى جنوب لبنان.