إسرائيل تحبط هجوما لحزب الله يستهدف حقل كاريش للغاز

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اعتراض طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان باتجاه المياه الاقتصادية الإسرائيلية، فيما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أنها كانت في طريقها إلى حقل "كاريش" للغاز، ما يظهر أن الجماعة المدعومة إيرانيا تسعى إلى استهداف المقدرات الاقتصادية والطاقية للدولة العبرية.
وهذه هي المرة الأولى منذ بداية الحرب التي يتم فيها اعتراض صاروخي في منطقة منصة الغاز كاريش.
وقال الجيش في بيان مقتضب نشره على منصة إكس "قبل قليل، نجحت سفينة صواريخ تابعة للبحرية الإسرائيلية، بالتعاون مع سلاح الجو، في اعتراض طائرة مسيرة شقت طريقها من اتجاه لبنان في المياه الاقتصادية الإسرائيلية".
ومن جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هناك تقديرات في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بأن الطائرة المسيرة "كانت في طريقها إلى حقل كاريش" الإسرائيلي للغاز في البحر المتوسط.
وبينما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إنه من غير الواضح ما إذا كان هدف المسيرة هو تصوير منصة الغاز أو مهاجمتها، رجحت القناة 13 الخاصة أن يكون إطلاقها "بهدف التصوير".
وعلى افتراض أنه تم استخدامها بالفعل لجمع المعلومات، فربما كانت محاولة من حزب الله لتصوير منصة كاريش ومكوناتها الدفاعية، بصورة مماثلة لمقاطع الفيديو السابقة التي وزعتها على مواقع حساسة في إسرائيل.
وبحسب موقع "أي 24 نيوز" الإسرائيلي، فإن سفينة الصواريخ اعترضت الطائرة بدون طيار بعد عبورها حدود المياه الاقتصادية الإسرائيلية، وأن الجيش الإسرائيلي يحقق الآن في وجهتها المفترضة، وما إذا كانت تنوي الوصول إلى إحدى منصات الغاز أم لا. أو إن كانت تنوي التصرف بطريقة مماثلة للمسيرة التي أرسلها الحوثيون ونفذت هجوما قرب السفارة الأميركية في تل أبيب.
وفي يوليو 2022، وعلى خلفية المفاوضات لتحديد مناطق المياه الاقتصادية، اعترض الجيش الإسرائيلي ثلاث طائرات مسيرة تابعة لحزب الله كانت في طريقها، بحسب التقديرات، إلى منصة كاريش. وكان هذا أول استخدام لسفينة اعتراض الطائرة المسيرة. وتم تركيب على السفينة نظام القبة البحرية، وهو ما يعادل القبة الحديدية العادية، ويعمل بشكل مشابه تمامًا.
وحقل كاريش للنفط والغاز الطبيعي، المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، يبعد 100 كلم عن السواحل الإسرائيلية على البحر المتوسط، وتقدر احتياطات الغاز المؤكدة فيه بنحو 1.3 تريليون قدم مكعب.
ووفق وزارة الطاقة اللبنانية، فإن حقل كاريش يبعد نحو 4 كلم فقط عن حدودها مع إسرائيل، في البلوك رقم 8، و7 كلم عن البلوك رقم 9، وهما تابعان للمياه الإقليمية اللبنانية.
ومنذ بداية الحرب على غزة، كثفت إسرائيل إجراءاتها الأمنية في منصة الغاز الطبيعي التي تبعد 90 كيلومترا عن حيفا (شمال)، حيث تبحر سفينة صواريخ بشكل دائم قرب المنصة، إضافة إلى سفن حربية أخرى تبحر في المنطقة، وفق "يديعوت أحرونوت".
والأربعاء، نشر "حزب الله"، مشاهد قال إنها لقاعدة "رامات دافيد" الجوية الإسرائيلية التي "تضم مقاتلات حربية ومروحيات قتالية ومروحيات النقل والإنقاذ، ومروحيات الاستطلاع البحري ومنظومات حرب إلكترونية هجومية"، التقطتها طائرة "الهدهد" المسيرة، وفق ما نشره الحزب حينها.
وفي 7 يوليو الجاري، بث الحزب فيديو مشاهد قال إنها "لقواعد استخبارات إسرائيلية، ومقرات قيادية، ومعسكرات في الجولان السوري المحتل"، مشيرا إلى أن تلك المشاهد "عادت بها طائرات القوة الجوية في حزب الله" في حينه، بعد أن أعلن في 18 يونيو الماضي، تنفيذ عملية "الهدهد" الأولى، بإرسال طائرة مسيرة عادت بصور "حسّاسة" من شمال إسرائيل، وتحديدا لميناء حيفا.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر 2023، قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلف مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن هذه الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي مطلق على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما خلف أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وفي الأسابيع الأخيرة، زاد التصعيد بين تل أبيب و"حزب الله"، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي "التصديق" على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على لبنان.