إسرائيل تتوعد حزب الله من استهداف المدنيين ومقري الجيش والموساد

توقعات بأن يرد حزب الله على اغتيال قائده العسكري بشكل مستقل عن إيران حيث يتحرك بنسق أسرع فيما لا تزال طهران تعمل على تحديد كيفية خططها.
الخميس 2024/08/08
إسرائيل تبلغ واشنطن بطبيعة ردها على حزب الله إذا ألحق أضرارا بالمدنيين

تل أبيب/ بيروت - حذرت إسرائيل ، اليوم الخميس، من "رد غير متناسب" إذا هاجم حزب الله مدنيين أو قواعد عسكرية في وسط البلاد، وسط مخاوف من استهدافه مراكز مهمة، مثل مقري الجيش وجهاز الاستخبارات (الموساد)، وقواعد استخباراتية رئيسية، في وقت تشير توقعات إلى أن الجماعة المدعومة إيرانيا سترد بشكل منفرد بضرب تل أبيب.

ونقل موقع "واللا" العبري عن مسؤولين إسرائيليين بارزين أن "إسرائيل قلقة من أن حزب الله سيهاجم قواعد الجيش الإسرائيلي في وسط البلاد وأوضحت للولايات المتحدة أنه إذا أصيب مدنيون إسرائيليون في الهجوم، فإن رد الجيش الإسرائيلي سيكون غير متناسب".

ومن جانبه، أكد موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مسؤولين إسرائيليين قلق تل أبيب من أن حزب الله قد يضرب مراكز سكانية مدنية إذا حاول استهداف قواعد عسكرية في وسط إسرائيل، وأنها أبلغت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة عبر عدة قنوات عسكرية.

وحول طبيعة رد حزب الله، قدّر المسؤولون الإسرائيليون، أنه من الممكن أن يستهدف مقر جيش الدفاع الإسرائيلي في وسط تل أبيب أو مقر الموساد وقواعد استخباراتية رئيسية أخرى في شمال تل أبيب. وتقع هذه القواعد كلها بالقرب من الأحياء المدنية، وإذا أخطأها صاروخ فمن المرجح أن يلحق الضرر بالمدنيين، بحسب "أكسيوس".

وقال مسؤولون في الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية لنظرائهم في البنتاغون والقيادة المركزية الأميركية إن إطلاق حزب الله للصواريخ طوال الحرب كان غير دقيق وأن محاولاته لضرب القواعد العسكرية كانت مصحوبة بمشاكل خطيرة وحوادث مؤسفة. وفق المصادر ذاتها.

واستدل المسؤولون الإسرائيليون بهجوم حزب الله الصاروخي الذي ضرب قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان الشهر الماضي، وقالوا إنهم يعتقدون أن حزب الله كان يستهدف قاعدة عسكرية، لكنه أخطأها وسقط على ملعب لكرة القدم، مما أسفر عن مقتل 12 طفلاً.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن هناك مخاوف أكثر خطورة بشأن إطلاق حزب الله لصواريخ أرض-أرض بعيدة المدى بشكل غير دقيق، والتي تحتوي على رؤوس حربية أكبر ويمكن أن تسبب أضرارًا أكبر بكثير وعددًا أكبر من الضحايا.

وفي المناقشات الداخلية مع الولايات المتحدة، أكدت إسرائيل أن تكلفة أي حادث آخر لحزب الله ستكون باهظة وأن حزب الله سيدفع ثمنا باهظاً إذا ألحق الأذى بالمدنيين كجزء من رده، وفق تصريح مسؤول إسرائيلي كبير لـ"اكسيوس".

ويأتي ذلك بينما نقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على المعلومات الاستخباراتية الأربعاء، أن حزب الله يبدو أنه سيهاجم إسرائيل بشكل مستقل عن إيران.

وقال أحد المصادر، وفقاً للشبكة، إنّ حزب الله يتحرّك بشكل أسرع من إيران في تخطيطه للرد، ويتطلع إلى ضرب إسرائيل في الأيام المقبلة رداً على اغتيال قائده فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون للشبكة إنّ إيران لا تزال تعمل على تحديد كيفية خططها للرد، وإنها قامت ببعض ولكن ليس بكل الاستعدادات التي تتوقع الولايات المتحدة رؤيتها قبل هجوم كبير على إسرائيل.

وقال مصدر آخر للشبكة إنّ حزب الله قد يتصرف بشكل منفرد دون سابق إنذار، نظراً لقرب لبنان من إسرائيل، وهو ما لا ينطبق على إيران.

وأضاف أنه ليس من الواضح كيف أو ما إذا كانت إيران وحزب الله ينسقان بشأن هجوم محتمل في الوقت الحالي، وهناك شعور بين بعض المسؤولين بأنّ الاثنين قد لا يكونان متوافقين تماماً بشأن كيفية المضي قدماً.

وأفادت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية بوقت سابق الأربعاء أنه تم تجهيز مواقع ومنصات الدفاع الجوي للمنطقة الشرقية للجيش الإيراني بأنظمة رادارية وصاروخية وطائرات مسيرة محلية بحضور قائد قوات الدفاع الجوي علي رضا صباحي فرد.

وبالتزامن جددت إيران على لسان قائد الجيش تأكيدها أن الرد على اغتيال هنية آت لا محالة، وأن اغتيالات إسرائيل لن تمر هكذا.

في حين انتشرت تسريبات من قبل عدد من المسؤولين الأميركيين الذين توقعوا أن يكون رد إيران محدوداً.

وكان زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله قد أكد مجدداً، الثلاثاء، ألا مفر من الرد سواء على اغتيال القيادي البارز في صفوف الحزب فؤاد شكر أو هنية.

خلال الأيام الماضية، تزايدت المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي، واغتيال فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي.

ونُسب اغتيال هنية لإسرائيل التي لم تعلّق بشأنه، فيما أعلنت مسؤوليتها عن اغتيال شكر.

ومع تصاعد المخاوف، أعلنت الولايات المتحدة تعزيز منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشر مزيد من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.

وتعمل أطراف دولية على مستويات عدة لتفادي التصعيد في المنطقة.

وحضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في اتصال هاتفي الأربعاء على "تجنّب دوامة أعمال انتقامية"، وذلك في ظلّ تصاعد التوتر بين إسرائيل من جهة وإيران وحليفها حزب الله اللبناني من الأخرى، وفق الإليزيه.