إسرائيل تتمسك بتقويض قدرات حزب الله قبل الهدنة المرتقبة

وزير الدفاع الإسرائيلي يؤكد موصلة ضرب حزب الله بقوة حتى تحقيق أهداف الحرب بعد يوم من اعلان وزير الخارجية عن تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار.
الثلاثاء 2024/11/12
تناقض في الظاهر والهدف واحد

القدس - قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الثلاثاء إنه أكد مجددا خلال اجتماع مع قادة الجيش أن إسرائيل ستواصل ضرب جماعة حزب الله اللبنانية بكل قوتها وأنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، في موقف يتضارب شكليا مع تصريحات وزير الخارجية جدعون ساعر الذي أكد الاثنين وجود تقدم في المفاوضات لإنهاء الحرب بما يحفظ مصالح الدولة العبرية.

وشدد كاتس الذي تولى منصبه هذا الأسبوع في منشور على منصة إكس، اليوم الثلاثاء، على أن القوات الإسرائيلية "ستواصل ضرب حزب الله بكل قوة حتى تتحقق أهداف الحرب".

وأضاف أن إسرائيل "لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في تحقيق أهداف الحرب، ومنها نزع سلاح حزب الله ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال سالمين إلى منازلهم".

إلى ذلك، اعتبر أن "الغارات الإسرائيلية والضربات التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله والقضاء على زعيمه حسن نصرالله تشكل صورة للنصر". وحث على "مواصلة الهجمات من أجل تقويض قدرات حزب الله وتحقيق النصر".

ورغم تناقضه ظاهريا مع تصريحات ساعر الذي أشار دور روسي في سوريا للمساهمة في منع حزب الله من إعادة التسلح، إلا أن موقفه يتوافق مع خطة وافق عليها الجيش الإسرائيلي بتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان وفق ما أكده رئيس الأركان هارتسي هاليفي الاثنين، وذلك استباقا لمفاوضات تهدئة على جبهة لبنان.

ومنذ أواخر سبتمبر، كثّفت إسرائيل ضرباتها الجوية وبدأت عمليات برية في لبنان، بعد نحو عام من تبادل القصف عبر الحدود مع حزب الله.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدف العملية يتمثل في دفع حزب الله إلى خلف نهر الليطاني.

كما تهدف العملية إلى منع حزب الله من إعادة التسلح.

وردا على هذه التصريحات قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في حوار مع صحيفة الجمهورية المحلية نشر اليوم الثلاثاء، إن موقف لبنان من أي تسوية هو "وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد أو حرف ناقص".

وتابع "موقفنا واضح وقف إطلاق نار وتطبيق القرار .1701 ثم هل من عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية أو حل يحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته؟ محملا الدولة العبرية مسؤولية إفشال العديد من المبادرات والحلول.

وسخر من حديث كاتس عن الانتصار على حزب الله قائلا "عن أي انتصار يتحدثون، هل انتصروا في غزة، 13 شهرا من الحرب على القطاع، ولم يتمكنوا من إعادة الأسرى، ولم يتمكنوا من حماس، بالعكس فإن حماس ما زالت تقاتل وتقاوم بشراسة، والأسرى الاسرائيليون ما يزالون لديها."

وتابع "في لبنان قاموا باغتيالات لقيادات حزب الله ودمروا البيوت وهدموا الأبنية المدنية وقتلوا المدنيين، فهل هذا انتصار، وهل انتصروا على أرض الواقع، وهل مكنتهم هذه الاغتيالات وكل هذا التدمير والقتل من الانتصار؟".

وتم اعتماد القرار 1701 في عام 2006، بهدف وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل. ولطالما أعلنت الحكومة اللبنانية الالتزام والاستعداد لتطبيق القرار 1701 وإرسال الجيش اللبناني إلى جنوب الليطاني فور وقف إطلاق النار.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أشار خلال مؤتمر صحافي في القدس الإثنين الى "بعض التقدم" نحو التوصل الى وقف لإطلاق النار في لبنان، مضيفا "نعمل على الموضوع مع الأميركيين"، وأشار إلى أن روسيا يمكن أن تلعب دورا في منع حزب الله من معاودة التسلح عبر سوريا.

وشدد ساعر الاثنين على أهداف إسرائيل وقال إن بلاده "مستعدة" لوقف إطلاق النار إذا لم يكن حزب الله على حدود البلاد ولن يكون قادرا على إعادة تسليح نفسه بالأسلحة "التي تأتي من سوريا، من البحر، من المطار".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إن الدولة العبرية تريد التأكد من أي وقف لإطلاق النار سيمنع حزب الله من محاولة بناء قدرات جديدة لمهاجمة بلاده.

وأضاف "التحدي الرئيسي في نهاية المطاف سيكون فرض ما سيتم الاتفاق عليه".

وفي ظل هذا التقدم، توجه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، بعد زيارة سرية لموسكو، لبحث التوصل إلى تسوية.

وذكر موقع أكسيوس الاثنين، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، أن الوزير ديرمر التقى مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في منتجع مار إيه لاجو.

والاجتماع الذي عقد الأحد في فلوريدا بين ترامب وديرمر، أحد المساعدين المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سبق آخر بين الوزير الإسرائيلي ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين.

وأفاد موقع أكسيوس بأن ديرمر نقل رسائل من نتنياهو إلى ترامب. كما أطلعه على خطط إسرائيل بشأن غزة ولبنان وإيران خلال الشهرين المقبلين قبل تولي ترامب منصبه.

وأضاف الموقع أن ديرمر التقى أيضا مع صهر ترامب جاريد كوشنر، الذي كان مستشارا كبيرا لشؤون الشرق الأوسط خلال إدارة ترامب الأولي بين عامي 2017 و2021.

وقال نتنياهو الأحد إنه تحدث مع ترامب ثلاث مرات خلال الأيام السابقة لتعزيز التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة.

ومنيت الآمال في التوصل إلى هدنة في حرب إسرائيل في غزة بانتكاسة بعد أن علقت قطر دورها في جهود الوساطة، كما فشلت جولات سابقة من الجهود الدبلوماسية قادتها الولايات المتحدة للتوصل إلى هدنة في لبنان.

ويقول بعض المحللين إن إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن ربما لم تعد تتمتع بالنفوذ الكافي للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومن المقرر أن يتولى ترامب منصبه في 20 يناير.

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة بعد هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 43 ألف فلسطيني قُتلوا منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية التي دمرت مناطق كبيرة من القطاع.

كما أسفرت العمليات العسكرية، التي تقوم بها إسرائيل بشكل منفصل في لبنان، عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص ونزوح أكثر من مليون. وتقول إسرائيل إنها تستهدف مقاتلي حزب الله في العمليات.