إسرائيل تتعامل مع تصعيد على ثلاث جبهات دون تجاوز قواعد الاشتباك

القدس - قصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية وبطائرة مسيرة ليل السبت الأحد مواقع في سوريا بعد إطلاق صواريخ باتجاه هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية وضمتها، في تصعيد جديد للعنف في المنطقة. ويأتي هذا القصف في أجواء من التوتر الشديد في المنطقة تتمثل بدوامة عنف بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتصعيد غير مسبوق منذ 2006 على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن "المدفعية قصفت المنطقة السورية التي أُطلقت منها صواريخ" باتجاه الأراضي الإسرائيلية. وأشار إلى أنه استخدم أيضا طائرة مسيّرة في عمليات القصف. وقال الجيش إن القصف الإسرائيلي جاء ردا على إطلاق صواريخ باتجاه الجولان حيث أطلقت صفارات الإنذار، موضحا أن صاروخين "سقطا في أرض خلاء بهضبة الجولان" بينما اعترض نظام الدفاع الجوي صاروخا واحدا على الأقل.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن "القصف استهدف بعض النقاط في المنطقة الجنوبية". وأكد أن "وسائط دفاعنا الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها"، موضحا أن "العدوان أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية". وتشن إسرائيل باستمرار عمليات قصف على مواقع تؤكد أنها تابعة لإيران في سوريا. ويحتل الجيش الإسرائيلي جزءا من هضبة الجولان السورية منذ 1967 وأعلن ضمه في 1981 لكن المجتمع الدولي لم يعترف بهذه الخطوة.
وبموجب اتفاق فض الاشتباك في 1974 أقيمت منطقة عازلة منزوعة السلاح يحيط بها من كل جانب قطاع محدود الأسلحة. ومنذ ذلك الحين تشرف قوة من الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك على احترام الاتفاق. وتوتر الوضع في هذه المنطقة خلال النزاع في سوريا لكن الحوادث بقيت محدودة واقتصرت على إطلاق نار من أسلحة خفيفة أو إطلاق قذائف هاون من الجانب السوري، يرد عليها الجيش الإسرائيلي.
◙ إسرائيل تستعد لنشر تعزيزات أمنية في أعقاب هجومين أسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص في ظلّ تصعيد جديد للتوتر في المنطقة
ويأتي ذلك بينما تستعد إسرائيل لنشر تعزيزات أمنية في أعقاب هجومين أسفرا عن مقتل ثلاثة أشخاص، في ظلّ تصعيد جديد للتوتر في المنطقة. وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "الشرطة بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية، والجيش بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية". وقالت الشرطة إنه سيتم نشر أربع كتائب احتياط من قوة حرس الحدود اعتبارا من الأحد في وسط المدن، بالإضافة إلى الوحدات التي تم استدعاؤها بالفعل في منطقة القدس ومدينة اللد المختلطة.
وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية مساء السبت إشراك جنود في دعم الشرطة، وأعلنت تشديد القيود على دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ولاسيما العمال منهم إلى إسرائيل. وكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند على تويتر "لا مبرر لأعمال الإرهاب، يجب إدانتها ورفضها من قبل الجميع".
وقتلت إسرائيليتان من مستوطنة إفرات تبلغان 16 و20 عاما بالرصاص وأصيبت والدتهما بجروح خطرة في هجوم آخر الجمعة. وقتلت الشقيقتان الإسرائيليتان البريطانيتان في إطلاق نار على سيارتهما في شمال شرق الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. وفي إطار تصاعد العنف خلال رمضان وعيدي الفصح اليهودي والمسيحي، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية قبيل فجر الأربعاء مصلى المسجد الأقصى في عملية دهم تهدف إلى طرد "الشبان المخالفين للقانون" الذين قالت إنهم تحصنوا في داخله.
وفي اليوم التالي، أطلق أكثر من ثلاثين صاروخًا من الأراضي اللبنانية على إسرائيل. وحمل الجيش الإسرائيلي فصائل فلسطينية مسؤولية إطلاق الصواريخ. ورجح أن تكون حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، تقف وراءها مستبعدا بذلك حزب الله اللبناني عدوه اللدود. وقصفت إسرائيل قطاع غزة وجنوب لبنان مستهدفة "بنى تحتية للإرهاب" تابعة لحماس، على حد قولها.
وهذا أكبر عدد من الصواريخ يطلق من لبنان منذ أن خاضت إسرائيل حربا مدمرة استمرت 34 يوما مع حزب الله المدعوم من إيران في 2006. كما أنها المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل هجوما على الأراضي اللبنانية منذ أبريل 2022. وإسرائيل ولبنان في حالة حرب تقنيا. وتقوم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بدوريات في جنوب البلاد.