إسرائيل تتأهب لاحتلال شريط أمني بلبنان وسط تلاشي فرص التسوية

هوكشتاين في تل أبيب لإجراء محادثات تهدف إلى منع حرب واسعة مع لبنان، فيما يهدد نتنياهو باستبعاد غالانت.
الاثنين 2024/09/16
هل تتحول المواجهة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة

القدس - أوصى قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين باحتلال شريط أمني عازل في جنوب لبنان، مؤكدا الجاهزية لتنفيذ هذه الخطوة، وفق إعلام عبري.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" على موقعها الإلكتروني مساء الأحد "أوصى قائد القيادة الشمالية اللواء أوري غوردين مؤخرا في مناقشات مغلقة بالسماح للجيش باحتلال منطقة أمنية عازلة في جنوب لبنان لتصبح تحت السيطرة الإسرائيلية".

وأفاد غوردين بأنه "تمت تهيئة الظروف التي تسمح للجيش بتنفيذ هذه الخطوة في وقت قصير".

وأرجع ذلك إلى أن "العديد من أعضاء قوة الرضوان، وحدة النخبة في حزب الله، الذين تم نشرهم بالقرب من السياج الحدودي، قُتلوا خلال 11 شهرا من القتال أو فروا شمالا".

وقالت الصحيفة "كما حدث نزوح كبير للمدنيين من قرى جنوب لبنان، إذ تشير تقديرات بأن حوالي 20 بالمائة فقط من السكان الذين عاشوا هناك عشية 7 أكتوبر لا يزالوا موجودين في الجنوب".

واعتبرت أن "مثل هذا الانخفاض في عدد السكان سيمّكن الجيش الإسرائيلي من تنفيذ مثل هذه المناورة (العملية البرية) بطريقة أبسط وأسرع".

والأحد، نزح نحو 150 سوريًا من مخيمات في سهل بلدة الوزاني اللبنانية قرب الحدود من إسرائيل، عقب إلقاء طائرات إسرائيلية منشورات تدعو السكان إلى إخلاء المنطقة.

وفي ما يبدو بالون اختبار، وفق مراقبين، أعلن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق بشأن إلقاء المنشورات، مشيرا إلى أنها "مبادرة خاصة" من أحد الألوية وأن قيادة الجيش لم توافق عليها.

و"الهدف من خطوة احتلال الشريط الأمني هو إزالة التهديد وإبعاد قوات حزب الله حتى لا تشكل تهديدا لسكان الشمال (في إسرائيل)"، حسب الصحيفة التي أكدت أنها تهدف أيضا إلى "كسب النفوذ للتوصل إلى اتفاق دائم، حيث سيكون لدى حزب الله الدافع للتوصل إلى اتفاق لإبعاد الجيش الإسرائيلي".

ولفتت إلى وجود "تفاهم متزايد في المستوى السياسي (الحكومة) بأنه في ظل فشل الجهود الدبلوماسية الأميركية للتوصل إلى تسوية سياسية مع حزب الله، فلا خيار سوى عمل عسكري كبير لإعادة سكان الشمال (النازحين الإسرائيليين) إلى ديارهم".

وتزامنا، قالت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه سيستبدل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إذا واصل الأخير معارضته لتوسيع الحرب في الشمال، وأن قائد الجبهة الشمالية يؤيد نتنياهو بشأن توسيع الحرب، لكن وزير الدفاع غالانت لا يزال يريد استنفاد الوسائل الدبلوماسية قبل هذه الخطوة.

وأبلغ غلانت نظيره الأميركي لويد أوستن، خلال اتصال هاتفي مساء الأحد، أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي المواجهات مع لبنان "تتلاشى".

كما ناقشا واجب إسرائيل في إعادة سكانها إلى منازلهم في الشمال، وتطرقا إلى الجهود المبذولة لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة. وفق بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

وصباح الاثنين، وصل المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى إسرائيل، لإجراء محادثات تهدف إلى منع حرب واسعة مع لبنان.

ويجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، الاثنين، في ظل خلافات بين نتنياهو وغالانت بشأن لبنان.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الماضية أن غالانت يعارض شن حرب في لبنان قبل التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة، بينما يرفض نتنياهو التوصل إلى اتفاق.

وتحتل إسرائيل أراضٍ عربية في كل من لبنان وسوريا وفلسطين.

ومنذ 8 أكتوبر الماضي تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل؛ مما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.