إسرائيل تبلغ واشنطن بمسؤوليتها عن اغتيال العقيد في الحرس الثوري حسن خدايي

مقربون من السلطة في إيران يرون أن عملية اغتيال العقيد خدايي تهدف إلى عرقلة المحادثات النووية وتقويض أي إمكانية لتوصل إلى توافق مع الإدارة الأميركية بشأن قضية الحرس الثوري.
الجمعة 2022/05/27
إسرائيل تفعّل سياسة الاغتيالات

واشنطن – أفادت وسائل إعلام أميركية بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها المسؤولة عن اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدايي (50 عاما) شرقي العاصمة طهران في الثاني والعشرين من مايو الجاري.

وفيما اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية من وصفهم بـ”الأعداء” (يقصد إسرائيل) بالوقوف خلف العملية رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، المشرف على جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، التعليق.

هنري روم: الاغتيال يبدو ردا انتقاميا إسرائيليا من الحرس الثوري الإيراني

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلا عن مسؤول استخبارات لم تسمه أن الإسرائيليين أبلغوا واشنطن بأن عملية الاغتيال تمثل تحذيرا لطهران من أجل إنهاء عمليات “الوحدة 840″، وهي وحدة سرية داخل فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري.

وأضافت أن هذه الوحدة مكلفة بعمليات اختطاف واغتيال أجانب في مختلف أنحاء العالم، ومن بينهم مدنيون ومسؤولون إسرائيليون، بحسب الحكومة ومسؤولي الجيش والمخابرات في إسرائيل.

ووفق مسؤولين إسرائيليين كان العقيد خدايي نائب قائد “الوحدة 840” وشارك في التخطيط لعمليات ضد أجانب، من بينهم إسرائيليون، خارج إيران.

وتابعوا أنه كان مسؤولا عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران، وتورط خلال العامين الماضيين في محاولات شن هجمات ضد إسرائيليين وأوروبيين وأميركيين ومسؤولين حكوميين في كل من كولومبيا وكينيا وإثيوبيا وقبرص.

ودون أي حديث عن وحدة باسم “840”، قالت إيران إن خدايي التحق بالحرس الثوري في سن المراهقة، وتطوع كجندي في الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988)، ولعب دورا بارزا في فيلق القدس الذي يقاتل تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.

وقُتل خدايي برصاصة خارج منزله في شارع سكني هادئ بالعاصمة الإيرانية، عندما اقترب مسلحان على دراجتين ناريتين من سيارته وأطلقا عليه خمس رصاصات، بحسب وسائل إعلام رسمية إيرانية.

ووفق نيويورك تايمز، فإن اغتيال خدايي هو أحدث حلقة في حرب ظل تدور رحاها منذ سنوات بين إسرائيل وإيران في البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني.

وصنفت واشنطن الحرس الثوري “منظمةً إرهابية”، وتحاول طهران إلغاء هذا التصنيف ضمن مفاوضاتها مع القوى الكبرى لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وهو ما تعارضه إسرائيل بشدة.

وبحسب محللين إيرانيين مقربين من السلطة يهدف اغتيال العقيد خدايي إلى عرقلة المحادثات النووية وتقويض أي إمكانية لتوصل طهران وواشنطن إلى توافق بشأن قضية الحرس الثوري.

Thumbnail

وقُتل ما لا يقل عن ستة علماء وأكاديميين إيرانيين منذ عام 2010 أو تعرضوا للهجوم، ونفذ بعض تلك العمليات مهاجمون على دراجات نارية. ويُعتقد أن هذه العمليات تستهدف البرنامج النووي الإيراني الذي يثير خلافات ويقول الغرب إنه يهدف إلى إنتاج قنبلة نووية.

وتنفي إيران ذلك قائلة إن برنامجها النووي أغراضه سلمية. وتندد طهران بقتل علمائها وتصفه بأنه أعمال إرهابية من تنفيذ وكالات المخابرات الغربية والموساد. وتُحجم إسرائيل عن التعليق على مثل هذه الاتهامات. وقال رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي إن منفذي الاغتيال سيعاقبون.

وقال هنري روم، المحلل في مجموعة أوراسيا، إن الاغتيال بدا ردا انتقاميا إسرائيليا من الحرس الثوري بسبب عمليات إقليمية وعالمية نفذها.

وأضاف أن هذا النهج يتسق مع استراتيجية إسرائيل المتعلقة بمواجهة الأفعال الإيرانية ليس فقط في دول ثالثة وإنما في إيران أيضا.

وفي مارس الماضي أمطرت إيران مدينة أربيل شمال العراق بعشرات الصواريخ الباليستية في هجوم غير مسبوق على عاصمة إقليم كردستان بدا أنه يستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الحرس الثوري نفذ الهجوم ضد “مراكز استراتيجية” إسرائيلية في أربيل بما يشير إلى أنه كان انتقاما من ضربات جوية إسرائيلية قتلت جنودا إيرانيين في سوريا.

5